تقارير النفطأخبار الغازرئيسيةعاجلنفط

غانا.. مشروع نفطي بـ 60 مليار دولار يثير قلق السكان المحليين

يشغل مساحة واسعة ويستهدف التكرير والتخزين والبتروكيماويات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يتمثل هدف مشروع مركز النفط في إثبات عزم الحكومة على تحسين الاقتصاد
  • تهدف خطة مشروع المركز إلى إنشاء رصيفين ومنشآت تخزين ومصنعين للبتروكيماويات
  • مشاركة السكان المحليين كانت محدودة في مشروع مركز النفط
  • مشروع مركز النفط يمثّل خطة جديدة للاستيلاء على العقارات السياحية

في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020، أقرّ برلمان غانا مشروع قانون لإنشاء شركة تنمية مركز النفط "بتروليوم هاب" (بي إتش دي سي)، الذي سيغطي مساحة تبلغ 20 ألف فدان (81 كيلومترًا مربعًا) في بلدة بونييرغرب البلاد، وسيشمل 4 مصافي تكرير 150 ألف برميل يوميًا.

وأفادت وزارة الطاقة الغانية أنها تُجري محادثات مع 3 شركات محتملة بشأن استثمار المرحلة الأولى، التي تتطلب تمويلًا بنحو 12 مليار دولار.

وحدد الرئيس الغاني، نانا أدو دانكوا أكوفو أدو، هدف مشروع مركز النفط في إثبات عزم الحكومة على تحسين الاقتصاد.

أهداف المشروع

تهدف خطة مشروع المركز إلى إنشاء رصيفين، ومنشآت تخزين، ومصنعين للبتروكيماويات، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي فويس" المعني بشؤون الطاقة.

وأوضحت مؤسسة "فيتش سوليوشنز" أن قيمة مشروع مركز النفط بلغت نحو 60 مليار دولار، وسينجز بحلول عام 2030، وفق خطة المشروع.

ورغم أن صناعة النفط في غانا حققت نجاحًا نسبيًا في إيصال قضيتها إلى السكان المحليين، فإن التحرك على الأرض ينذر باندلاع التوترات.

وقالت منسّقة مجموعة الدعوة البيئية الغانية (جي إي إيه جي)، إليزابيث فاه، إن مشاركة السكان المحليين، الذين لم يُظهروا اهتمامًا بالمقترحات والعروض، كانت محدودة في مشروع مركز النفط، الذي يُعدّ حيلة للاستيلاء على أراضي السكان.

حجم مشروع مركز النفط

وصفت منسّقة مجموعة الدعوة البيئية الغانية (جي إي إيه جي)، إليزابيث فاه المساحة المخصصة للمصافي والبالغة 20 ألف فدان (81 كيلومتر مربع) بأنه مفرط، حتى بالمقارنة مع أكبر مصفاة في العالم.

وأضافت أن موقع مصفاة دانغوتي في نيجيريا، التي يبلغ إنتاجها 650 ألف برميل يوميًا، يغطي 7500 فدان (30 كيلومترًا مربعًا)، وقالت، إن مساحة الأرض المقترحة لمشروع مركز النفط في غانا غير معقولة.

وأعربت عن قلقها من كون مشروع مركز النفط يمثّل خطة جديدة للاستيلاء على العقارات السياحية الجميلة التي يمتلكها الناس، وفي غياب خطط مناسبة لتعويض الناس بما يتجاوز المبالغ الضئيلة.

من ناحيتها، اتخذت حكومة غانا موقفًا حازمًا في صناعة الطاقة لديها؛ إذ أعلنت شركة النفط الوطنية الغانية (جي إن بي سي) مؤخرًا عن صفقة لزيادة حصتها في حقلي جوبيلي وحقل توينيبوا إنينرا إنتومي (تي إي إن).

ودار نقاش حول شراء الدولة لمشروع بيكان التابع لشركة آكرإنرجي النرويجية، التي واجهت تحديات في عملها نتيجة رفضها خطة الحكومة، من أجل تسريع عملية التطوير.

مشروع تطوير حقول نفط وغاز برية في غانا
مشروع تطوير حقول نفط وغاز برية في غانا

التوجهات الحكومية

أثارت شركة غانا غاز إمكان إمداد مركز النفط بالغاز من مشروع خط أنابيب الغاز "أتوابو" في ساحل العاج، ويمكن أن يزوّد خط الأنابيب مصنع الأسمدة المقترح في منطقة جومورو.

وخصصت شركة النفط الوطنية الغانية 10 ملايين دولار لشراء أرض لصالح المشروع في سبتمبر/أيلول عام 2020، وأشرف وزير الطاقة الغاني ماثيو أوبوكوبريمبيه على الاجتماع الأول لشركة تنمية مركز النفط "بتروليوم هاب".

وقال الوزير، إن المركز كان جزءًا من العمل الجاري للاستفادة من عمليات الاستكشاف والإنتاج، وسلّط الضوء على المحتوى الغاني وأنظمة المشاركة الغانية.

التأثيرات البيئية للمركز

تمثّل زيادة توغّل أعشاب السرجس البحرية (نوع من الطحالب البنية) على الشواطئ المحلي محور انتقادات جديدة ومتزايدة لصناعة الطاقة.

وقالت منسّقة مجموعة الدعوة البيئية الغانية (جي إي إيه جي)، إليزابيث فاه، إنها لم تَرَ شيئًا كهذا من قبل، وأوضحت أنه لا يمكن للصيادين تجاوز الأعشاب الضارة؛ إذ يمتد السرجس مئات الأمتار في عمق البحر، وفقًا لما نشره موقع "إنرجي فويس".

وربط السكان المحليون نمو السرجس بوصول صناعة النفط، وعندما بدأ حقل جوبيلي في الإنتاج، في عام 2010، أصبحت الأعشاب البحرية واضحة للعيان.

الخطوات التالية

قال المحلل في شركة سونغهاي الاستشارية، كوبي أنان عنان، إن العلاقة بين صناعة النفط والسكان المحليين كانت إيجابية عمومًا.

وأضاف أن مشروع مركز النفط سيكون أول مشروع بري كبير يختبر تلك العلاقة، وأن شركات الإنتاج الرئيسة كانت تلتزم بمسؤولياتها الاجتماعية، وعبّر عن شكوكه في إمكان أن يحقق المشروع تقدمًا ملموسًا.

أسعار النفط

وأوضح أنه بينما يرتفع الطلب على النفط في غرب أفريقيا، هناك القليل من المؤشرات على وجود حاجة إلى طاقة تكرير جديدة، ليس أقلّها مع بدء تشغيل مصفاة دانغوتي في نيجيريا في أوائل عام 2022.

وبيّن أن مصفاة نفط تيما (تي أو آر) القائمة في غانا لا تزال تعاني، ويلزمها القيام بتغيير هيكلي من أجل البقاء، لأن لديها مشكلات ديون ومشكلات قوة عاملة، وتحتاج إلى الاستثمار في إصلاح الأنظمة البالية.

وبدأ الاستياء يزداد نتيجة امتلاك شركة الغاز للأرض، ومن المرجح أن يؤدي التوسع وتطوير المشروع إلى وصول الاضطرابات لمشروع مركز النفط.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق