أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

غانا.. التنقيب عن النفط قد يتسبب في أعمال عنف

داليا الهمشري

حذّرت مؤسسة بيئية في غانا من احتمال نشوب أعمال عنف وصراعات، بسبب التنقيب عن النفط ببعض المجتمعات المحلية.

ودعت مؤسسة واسا للمجتمعات المتضررة من التعدين، إلى ضرورة تضافر جهود الدولة ومؤسساتها وباحثيها ونشطائها، لتمكين مجتمعات التنقيب، وضمان حقوقها في بيئة نظيفة.

وحثّت الحكومة على عدم تكرار خطئها في محاولة إجراء التنقيب عن النفط على اليابسة في شمال نكورانزا وبوسونيا في بونو الشرقية، دون الحصول على موافقة هذين المجتمعين، حسب موقع غانا ويب المحلي.

وكان نائب رئيس مركز "آي إم جيه إن آي أفريكا"، المعني بشؤون التعليم والبيئة، برايت سيمونس، قد حذّر حكومة غانا في أغسطس/آب الماضي من الأضرار البيئية لاستمرار تشغيل أقدم حقل نفط في البلاد، وهو "سالتبوند".

واكتُشِف سالتبوند عام 1970 من خلال تحالف سيغنال-أموكو، إلّا أن التحالف تخلّى عن حق امتياز الحقل عام 1976 لصالح شركة "هايدروكاربون ليمتد".

نشوب صراعات

"هناك ما يكفي من الأدلة لإثبات أن التنقيب عن النفط على اليابسة دون موافقة المجتمعات التي ستتأثر، سوف يؤدي إلى نشوب صراعات"، وفقًا للمديرة التنفيذية المساعدة لمنظمة واسا للمجتمعات المتضررة من التعدين "دبليو إي سي إي إم"، هانا أوسو كورانتنغ.

تأسست "دبليو إي سي إي إم" عام 1998، وهي منظمة غير حكومية رائدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتعدين البيئي في غانا، مع التركيز على المجتمع.

وحذّرت أوسو كورانتنغ -في خطابها الترحيبي خلال المؤتمر السنوي السادس لمنظمتها بمدينة كوماسي عاصمة إقليم أشانتي في غانا- من أن هذه الصراعات قد تتحول إلى أعمال عنف.

استغلال الرواسب النفطية

قالت المديرة التنفيذية المساعدة لمنظمة "دبليو إي سي إي إم"، إن وجود الرواسب النفطية لا يعني بالضرورة استغلالها على حساب المجتمعات المضيفة والبيئة.

"على سبيل المثال، كان من المؤسف أن الدولة ومؤسساتها لم تسعَ إلى أخذ موافقة أهالي نكورانزا وبوسونيا، رغم كونهما مصدران للغذاء، قبل القيام بأعمال التنقيب في هذه الأماكن"، وفقًا لأوسو كورانتنغ.

وتشتهر منطقة بونو الشرقية بإنتاج الفاصوليا والذرة والكسافا والكوكويام والأرز والموز وغيرها، فضلًا عن أنشطة الصيد على طول امتداد بحيرة فولتا.

تجاهل المجتمعات المتضررة

"عندما تعتمد الهيئات على قوّتها المؤسسية لتجاهل المجتمعات المتضررة وتنفيذ مشروعات ذات نتائج سلبية بعيدة المدى على الأهالي، فالنتيجة المتوقعة هي نزاعات طويلة الأمد"، وفقًا لكورانتنغ.

وأوضحت أن المؤتمر يسلّط الضوء على الدور الذي لعبته منظمة "دبليو إي سي إي إم" في تمكين بعض مجتمعات التعدين من خلال برامج تعليمية مكّنتهم من حماية أراضيهم وأنهارهم ومواردهم من الدمار جراء عمليات التعدين التي تقوم بها الشركات متعددة الجنسيات.

"هناك أمثلة كثيرة لإثبات أنه عندما تُمكّن المجتمعات، فإنها تمنح الموافقة الحرة المسبقة والمستنيرة لاتخاذ الخيارات التي تحمي أعمالها وحقوقها في بيئة نظيفة، وغيرها من الحقوق الاجتماعية والثقافية"، وفقًا لكورانتنغ.

ضرورة تضافر الجهود

ذكر عميد كلية دراسات التنمية بجامعة كيب كوست الغانية، المتحدث الرئيس في المؤتمر، إيمانويل تينكورانغ، أن التنقيب عن النفط لا يسهم بشكل كبير في التنمية الوطنية.

وفي معرض تهنئته لمنظمة "دبليو إي سي إي إم" بمؤتمرها السنوي السادس، أوضح تينكورانغ أن "دعم هذه المجتمعات لن يكون بالمهمة السهلة".

وأشار إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات الفاعلة من الدولة ومؤسساتها ومجتمعات التنقيب والباحثين والنشطاء، من أجل نجاح مهمة المنظمة في حماية هذه المجتمعات.

وتأتي هذه التحذيرات وسط جهود مستمرة من قبل الحكومة لتطوير البنية التحتية لقطاع النفط والغاز خلال المدة المقبلة، إلى جانب الدخول في إنتاج الأسمدة والكيماويات الزراعية الأخرى، بصرف النظر عن الأضرار البيئية المتوقعة.

وفي تصريحات سابقة، قال الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الغانية "غانا غاز"، بنجامين أسانتي، إن البنية التحتية للنفط والغاز في البلاد مستمرة في التطور.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق