أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

الرياح البحرية في السويد تتلقى صدمة.. "فاتنفول" تنفذ وعيدها

أسماء السعداوي

وجّهت شركة فاتنفول الحكومية (Vattenfall) صدمة قوية إلى قطاع طاقة الرياح البحرية في السويد، الأمر الذي يهدد واحدًا من أهم المشروعات هناك.

وبحسب بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قررت الشركة تعليق أعمال تطوير أحد مشروعات الرياح البحرية في مياه بحر البلطيق إلى أجل غير معلوم.

وكان من المقرر أن يبدأ المشروع وهو "كريغرز فلاك" ( Kriegers Flak) الإنتاج في عام 2028، بعد أن حصل على إذن من الحكومة لبدء البناء في 19 مايو/أيار 2022.

وأرجعت الشركة السويدية الخطوة إلى المناخ الاستثماري والشروط المسبقة التي تجعل المشروع غير قابل للاستمرار، في أحدث الدلائل على معاناة قطاع الرياح البحرية في السويد وخارجها من الضغوط المالية، جراء ارتفاع التكاليف واضطرابات سلاسل التوريد.

وخلافًا لهذا المشروع، تطوّر فاتنفول مشروعات رياح بحرية في السويد قادرة على إنتاج ما إجماليه 18 تيراواط/ساعة من الكهرباء حتى عام 2035.

قطاع الرياح البحرية في السويد

يقع مشروع كريغرز فلاك على بعد 30 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة تريلبورغ في جنوب السويد، بالقرب من مزرعتي رياح بحريتين تطورهما فاتنفول أيضًا في مياه الدنمارك وألمانيا، بقدرة 605 ميغاواط و288 ميغاواط على الترتيب.

وتصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية للمشروع إلى 640 ميغاواط، وكان سيُنتج 2.7 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة من خلال ما يتراوح بين 40 و50 توربين رياح، بارتفاع 280 مترًا.

توربين رياح بحرية يحمل شعار شركة فاتنفول
توربين رياح بحرية يحمل شعار شركة فاتنفول- الصورة من الموقع الرسمي

وسيكفي الإنتاج لشحن مليون سيارة كهربائية سنويًا، ويلبي استهلاك أكثر من نصف مليون منزل سنويًا، وفق ما جاء في بيان صحفي نشرته فاتنفول بموقعها الإلكتروني الرسمي.

ورغم قرار وقف أعمال التطوير، قالت فاتنفول، إنها قد تستأنف أعمال البناء شريطة تعديل تلك الشروط، وكانت التراخيص سارية.

ولم تبدأ فاتنفول في بناء المشروع بعد، لكنها حصلت على الكثير من التراخيص اللامة لبناء وتشغيل المزرعة، كان منها في فبراير/شباط (2023)، لوضع وصلات تحت سطح البحر، ولذلك تصفه بأنه أكثر مشروعات القطاع نضجًا.

وفي بيان سابق، عدّت الشركة المشروع "إضافة ثمينة للغاية" لإنتاج الكهرباء في جنوب السويد، وداعمًا لتلبية الاحتياجات المستقبلية والتوسع في إنتاج الكهرباء النظيفة، بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

أزمة قطاع الرياح البحرية

ذكرت شركة فاتنفول أن أحد شروط الاستثمار الرئيسة بمشروع مزرعة كريغرز فلاك الذي نحّته جانبًا، هو ربطه بشبكة الكهرباء الوطنية، وهو أمر لم يُحلّ حتى الآن.

ويتّسق الإعلان مع انتقادات وجهتها الرئيسة التنفيذية لشركة فاتنفول آنا بورغ في 20 أغسطس/آب (2024)، للتحديات التي تواجه ربط مشروعات الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية في السويد بشبكة الكهرباء.

وعلى نحو خاص، أكدت بورغ أن عدم الوضوح بشأن الربط بالشبكة هو ما يعرقل تطوير مشروعات الرياح البحرية في السويد.

يأتي ذلك في وقت من المتوقع فيه أن يتضاعف الطلب على الكهرباء في السويد مّما يتراوح بين 140 و150 تيراواط/ساعة بحلول عام 2045.

الرئيسة التنفيذية لشركة فاتنفول آنا بورغ
الرئيسة التنفيذية لشركة فاتنفول آنا بورغ- الصورة من الموقع الرسمي

كما حذّرت بورغ في يوليو/تموز (2024) من عدم إمكان المضي قدمًا بتطوير مشروعين لتوليد الكهرباء من الرياح البحرية في السويد بسبب تكاليف الربط بالشبكة، وفق تقرير لمنصة "مونتل نيوز" (montelnews).

وقالت، إن الشركة لن تواصل بناء مزرعة "كريغرز فلاك" في بحر البلطيق و"كاتيغات سيد" (Kattegatt Syd) بقدرة 1.2 غيغاواط في بحر الشمال، ما لم تُؤسس شبكة كهرباء تربط المشروعات البحرية بالبر.

وتقول بورغ: "رأينا هذا الحل في بلدان أحرى.. الربط بالشبكة يمثّل نحو 25% إلى 30% من التكلفة، من غير المُجدي تحمُّل تلك التكلفة مع مواصلة تحقيق الأرباح".

وفي سياق متصل، وافقت فاتنفول في 22 أبريل/نيسان (2024) على بيع 49% من أسهم مزرعتي نوردليشت (Nordlicht) الأولى والثانية إلى شركة باسف الألمانية (BASF).

وتعدّ المزرعة الموجودة في بحر الشمال الألماني ثاني أكبر مشروعات الرياح البحرية في حافظة مشروعات فاتنفول، وتصل طاقتها الإنتاجية الإجمالية إلى 1.6 غيغاواط.

وفي المملكة المتحدة، أوقفت فاتنفول أيضًا بناء مزرعة الرياح البحرية "بورياس" (Boreas) بقدرة 1.4 غيغاواط في بحر الشمال في يوليو/تموز (2023).

وأرجعت الشركة الخطوة إلى ارتفاع التكاليف وظروف السوق الصعبة والقيود على سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار وتكاليف رأس المال وأُطر العمل المالية التي لا تعكس واقع السوق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق