التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

قدرة الطاقة الشمسية في الصين قد تتجاوز الفحم بحلول 2026

بسعة تراكمية تتجاوز 1.38 تيراواط

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

يبدو أن الطاقة الشمسية في الصين ستمثّل علامة فارقة في تحول البلاد إلى اقتصاد منخفض الكربون، وسط ما تشهده بكين من تغيرات جوهرية في أنماط إنتاج الكهرباء واستهلاكها، واكتساب الطاقة المتجددة لحصّة أكبر بالمزيج.

وبنهاية يونيو/حزيران 2024، تجاوزت القدرة المجمّعة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية سعة توليد الكهرباء بالفحم، لأول مرة على الإطلاق في الصين.

وتشير التقديرات إلى أن الطاقة الشمسية في الصين، وحدها دون مصادر الطاقة المتجددة الأخرى، على أعتاب تجاوز الفحم، مصدرًا رئيسًا بمزيج الطاقة في البلاد.

وبحلول عام 2026، من المتوقع أن تسجل الطاقة الشمسية الكهروضوئية سعة تراكمية تتجاوز 1.38 تيراواط، ما يزيد بمقدار 150 غيغاواط على قدرة توليد الكهرباء بالفحم في الصين، بحسب حديث تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

تغيّر مشهد الكهرباء في الصين

على الرغم من هيمنة الفحم تاريخيًا -إذ بلغت القدرة السنوية المركبة قبل 2016 نحو 50 غيغاواط-، فإن الصين عززت استثماراتها في البنية التحتية للطاقة المتجددة، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، الخميس 1 أغسطس/آب 2024.

وتسارع هذا الاتجاه منذ 2020، مع تجاوز تركيبات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين باستمرار 100 غيغاواط سنويًا، متفوقة على الإضافات في سعة الفحم بمقدار 3 إلى 4 أمثال.

وسجّل العام الماضي (2023) رقمًا قياسيًا لتركيبات طاقة الرياح والطاقة الشمسية بقدرة 293 غيغاواط، مدفوعًا بالمشروعات واسعة النطاق المتصلة بشبكة الكهرباء في الصين.

في المقابل، تشهد قدرة توليد الكهرباء بالفحم في الصين تحولًا في الاتجاه المعاكس، فبعد أن شهدت إضافة 40 غيغاواط في 2023، تباطأت وتيرة النمو في النصف الأول من 2024 إلى 8 غيغاواط فقط.

ونتيجة لذلك، اتّسعت الفجوة في إضافات القدرات بين الفحم ومصادر الطاقة النظيفة بصورة كبيرة، إذ وصل الفارق إلى 16 ضعفًا في النصف الأول من 2024.

وتبلغ القدرة التراكمية لتوليد الكهرباء بالفحم في الصين 1.147 تيراواط حتى منتصف 2024، وفق بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة من منصة غلوبال إنرجي مونيتور.

وتبذل الحكومة الصينية جهودًا لتعزيز الطاقة المتجددة، وأدخلت لوائح أكثر صرامة على مشروعات الفحم الجديدة لتلبية أهداف خفض الكربون، مع التركيز على إيقاف تشغيل محطات الفحم الأصغر حجمًا، وتحديث المحطات القائمة.

طفرة الطاقة الشمسية في الصين

أحدثت صناعة الطاقة الشمسية في الصين تأثيرًا كبيرًا بمزيج الكهرباء منذ عام 2013، بتركيبات وصلت إلى 16 غيغاواط.

ومع التراجع الكبير في التكلفة، تسارعت وتيرة التركيبات السنوية لتصل إلى ما بين 30 و50 غيغاواط في المدة من 2016 إلى 2021، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي 2022، شهدت البلاد طفرة في المشروعات الكبيرة، وخاصة تركيبات الألواح الشمسية على الأسطح؛ ما أدى إلى إضافة 87 غيغاواط من قدرة الطاقة الشمسية في الصين، قبل أن تشهد الإضافات قفزة كبيرة لمستوى قياسي بلغ 216 غيغاواط.

واستنادًا إلى هذا الزخم، من المتوقع أن يتجاوز إجمالي قدرة الطاقة الشمسية الجديدة في الصين 230 غيغاواط بحلول نهاية 2024، مع تركيب 105 غيغاواط إضافية في النصف الأول من هذا العام.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- هيمنة الصين على قائمة أكبر 10 محطات طاقة شمسية قيد التشغيل في العالم:

أكبر محطات الطاقة الشمسية عالميًا

نمو طاقة الرياح في الصين

شهد قطاع طاقة الرياح في الصين طفرة كبيرة في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وكان له السبق من بين مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء.

وشهدت هذه الصناعة نموًا سريعًا على مدار العقد التالي، مع ارتفاع كبير في 2011، عندما تمّ تركيب 17.6 غيغاواط من قدرة طاقة الرياح البرية، بحسب البيانات التاريخية التي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومنذ 2011 إلى 2019، استمرت تركيبات طاقة الرياح في النمو، مع تراوح الإضافات السنوية بين 15 و30 غيغاواط، وبدأت مشروعات الرياح البحرية الإسهام في مزيج الكهرباء الصيني بداية من 2018 فصاعدًا.

وشهد عام 2020 ارتفاعًا ملحوظًا في التركيبات الجديدة التي بلغت 71 غيغاواط، ومع ذلك، أعقب هذه الطفرة انخفاض مؤقت، إذ تقلصت السعة لمدة عامين متتاليين.

توليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية
توليد الكهرباء من طاقة الرياح البحرية – الصورة من WindEurope‏

وانتعشت طاقة الرياح مرة أخرى في 2023، بإضافة قدرة جديدة قياسية 75 غيغاواط، مدفوعةً بتسريع تطوير المشروعات لتحقيق الأهداف الوطنية لعام 2025.

ومن المرتقب أن يستمر هذا الزخم، مع إضافة ما يُقدَّر بـ25 غيغاواط من القدرة الجديدة لطاقة الرياح في النصف الأول من 2024، و50 غيغاواط إضافية متوقعة في النصف الثاني من هذا العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق