أصبحت مساعي شركة تويوتا اليابانية (Toyota) لنشر سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية، مهددة بالفشل، بسبب أزمتين متعاقبتين، ما يمثّل أعباء إضافية على شركة صناعة السيارات العملاقة.
ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تواجه شركة تويوتا دعوى قضائية جماعية رُفعت هذا الأسبوع في كاليفورنيا بشأن توافر الهيدروجين لسيارتها الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود "ميراي".
كما كتبت مجموعة أخرى رسالة مفتوحة إلى منظمي أولمبياد باريس 2024، دعت فيها إلى استبدال مركبة تعمل بالبطارية الكهربائية بسيارة ميراي، بوصفها السيارة الرسمية لهذه الدورة.
يُذكر أن سيارة ميراي تُعدّ تتويجًا لخطة تويوتا للهيدروجين لمدّة 30 عامًا، كما سجلت ميراي رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس لأطول رحلة تعمل بالهيدروجين بخزّان وقود واحد.
دعوى قضائية ضد تويوتا
تتهم الدعوى القضائية المرفوعة في كاليفورنيا، شركة تويوتا بالإخفاء الاحتيالي والوصف المزيف، بالإضافة إلى انتهاكات قانون الإعلان الخادع والضمان الضمني في الولاية، من بين شكاوى أخرى.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تشير الدعوى إلى أن بيع سيارة ميراي العاملة بخلايا الوقود الهيدروجينية جاء مع تأكيدات بأن التزود بالوقود سيكون "متاحًا وسلسًا وقابلًا للمقارنة بإعادة التزود بالبنزين".
وبحلول يوليو/تموز 2024، توجد في كاليفورنيا 54 محطة وقود للشاحنات الخفيفة متاحة لسائقي ميراي، مقارنةً بأكثر من 13 ألف محطة بنزين.
وشهدت الولاية -أيضًا- ارتفاع أسعار وقود الهيدروجين في المضخة إلى ما يقرب من 33 دولارًا لكل كيلوغرام، وهو الأغلى في العالم، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وتقدّم تويوتا -حاليًا- خصمًا قدره 33 ألف دولار على سعر سيارة ميراي 2024، ما يخفض فعليًا التكلفة الأولية للسيارة إلى النصف، في حين تقدّم 15 ألف دولار من أرصدة وقود الهيدروجين المجانية على مدى 3 سنوات للصفقة.
في العام الماضي (2023)، واجه سائقو شركة ميراي -أيضًا- أزمة إمدادات بسبب "انقطاع كبير في الخدمة" على جانب إنتاج الهيدروجين، ما أدى في وقت ما إلى إغلاق ما يقرب من نصف محطات إعادة التزود بوقود الهيدروجين لأسابيع.
وفي وقت سابق من عام 2023، أغلقت شركة شل البريطانية (Shell) بشكل دائم 6 من مواقعها للتزود بالوقود في الولاية، مع بيع الموقع السابع عند خروجها من سوق كاليفورنيا لوقود الهيدروجين.
وكان حاكم الولاية غافين نيوسوم قد قلّص في سبتمبر/أيلول 2023 الإعانات المتاحة للمطورين لبناء محطات جديدة للتزود بوقود الهيدروجين، بعد تحذيرات من هيئات حكومية أخرى من احتمال عدم استعمالها بشكل كافٍ.
أزمة أولمبياد باريس 2024
في سياقٍ متصل، كتبت مجموعة مكونة من أكثر من 120 عالمًا وأكاديميًا ومهندسًا رسالة مفتوحة إلى منظمي أولمبياد باريس 2024، داعين فيها إلى استبدال مركبة تعمل بالبطارية الكهربائية بسيارة ميراي العاملة بخلايا الوقود الهيدروجينية، بوصفها السيارة الرسمية لهذه الدورة.
ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، أعلنت شركة صناعة السيارات اليابانية في سبتمبر/أيلول 2023 أنها ستورّد 500 وحدة ميراي لنقل المنافسين والمسؤولين بين مواقع المسابقات، والتي ستعمل جنبًا إلى جنب مع 10 حافلات تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.
يقول مدير مركز الشحن البري المستدام بجامعة كامبريدج، ديفيد سيبون: "تستعمل تويوتا أولمبياد باريس لترويج السيارات والحافلات العاملة بالهيدروجين بوصفها حلًا لتغير المناخ.. هذا غير متوافق علميًا مع الحياد الكربوني".
وتابع: "نعتقد أن ترويج تويوتا لسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية بهذه الطريقة يُلحق ضررًا كبيرًا بالجهود الدولية لإزالة الكربون من وسائل النقل، لأن المليارات من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يشاهدون الألعاب الأولمبية سيتعرضون لمعلومات كاذبة ومضللة".
كما قال سيبون: "لقد أصبح من المقبول الآن دوليًا في الصناعة والأوساط الأكاديمية أن كهربة المركبات هي التدخل الأكثر فاعلية لإزالة الكربون من قطاع النقل".
تقول الرسالة نفسها: إن "ترويج تويوتا للسيارة العاملة بخلايا الوقود الهيدروجينية.. سيضرّ بسمعة ألعاب 2024"، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وخلصت الرسالة إلى ما يلي: "نحثّ اللجنة الأولمبية الدولية على إلزام شركة تويوتا بتحويل السيارة الأولمبية الرسمية، وأسطول المركبات الأولمبية بأكمله، إلى مركبات كهربائية تعمل بالبطارية بنسبة 100% لدورة الألعاب 2024".
عيوب سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية
تستمر الرسالة في شرح عدّة أسباب تجعل سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية فكرة سيئة، بما في ذلك المخاطر التي قد تؤدي إلى صرف الانتباه والتأخير عن "الحل الحقيقي المتاح اليوم"، أي السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية
وتوضح أن المركبات التي تعمل بالهيدروجين الأخضر تتطلب طاقة متجددة أكثر بـ3 أضعاف، كما أن تشغيلها أكثر تكلفة بـ3 مرات على الأقل من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، كما من الأفضل استعمال الطاقة المتجددة لإزالة الكربون من شبكات الكهرباء.
وتشير الرسالة إلى أن كل الهيدروجين تقريبًا اليوم مصنوع من الوقود الأحفوري، وأن مركبات خلايا الوقود التي تعمل بهذا الهيدروجين الرمادي "ستنتهي في الواقع إلى توليد انبعاثات أكثر بنسبة 30% إلى 50% من مجرد استعمال الوقود الأحفوري في المقام الأول".
وتؤكد الرسالة أن الترويج لسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية في الألعاب الأولمبية "سيؤدي حتمًا إلى تأخير طرح السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، ما يضرّ بالتقدم المحرز في تحول الطاقة"، كما أنها فشلت في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك خلال أولمبياد طوكيو 2020.
يجادل مؤيّدو هذا النوع من السيارات بأنها تستطيع السفر لمسافات أطول بخزان واحد مقارنةً بشحنة واحدة للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، كما يرون أنها أسرع في التزود بالوقود من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية.
موضوعات متعلقة..
- سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية تتراجع في أوروبا رغم توافر محطات الشحن (مسح)
- تويوتا تطوّر وحدة جديدة لتخزين الهيدروجين (فيديو وصور)
- هيونداي تتفوق على تويوتا في مبيعات سيارات خلايا وقود الهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- تفكيك حقل نفطي ضخم بعد إنتاج 3 مليارات برميل
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تنخفض.. وتركيا وفرنسا أكبر المستوردين
- أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في المغرب.. تحوّل وجه الصحراء
- سعة تخزين الكهرباء عالميًا قد ترتفع 6 مرات بنهاية 2033 (تقرير)