تعطل مرافق محطة زابوريجيا النووية بعد قصف شديد.. وروسيا تتهم أوكرانيا
محمد عبد السند
تصدّرت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا -مجددًا- مسرح الأحداث في الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، بعد أن تعرّضت لهجوم جديد أخرج منشآت البنية التحتية بها عن العمل.
وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فقد تعطّلت مرافق البنية التحتية في المحطة النووية بفعل هجوم شنّته القوات الأوكرانية على محطة رادوغا (Raduga) الفرعية، وفق رواية روسية.
وتُصنف محطة زابوريجيا النووية على أنها أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، من حيث عدد الوحدات وسعة توليد الكهرباء.
وفي مارس/آذار (2022) سيطرت روسيا على محطة زابوريجيا النووية الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين أصبحت المحطة محور اتهامات متبادلة بين الجيشين الروسي والأوكراني؛ ما يهدد بوقوع كارثة نووية محتملة.
مخاطر محيطة
قالت إدارة محطة زابوريجيا النووية إنه "نتيجة الهجوم الذي شنته القوات الأوكرانية على محطة رادوغا الفرعية بالمحطة الأم، توقفت منشآت البنية التحتية عن العمل"، بحسب ما نشرته إدارة المحطة على قناتها الخاصة على تطبيق تليغرام (Telegram)، ونشرته وكالة تاس (Tass) الروسية.
ولم تكن المحطة النووية بمنأى عن التهديدات منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية في 22 فبراير/شباط (2022)؛ إذ كانت عُرضة للقصف أكثر من مرة؛ ما قد ينذر بكارثة تسرب نووي في المنطقة.
وكثيرًا ما طالب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بضرورة التحرك للسيطرة على المنطقة المحيطة بالمحطة النووية وتحييدها في ظل الحرب الدائرة دون هوادة بين الجارتين روسيا وأوكرانيا.
ووفق تقديرات سابقة لسياسيين أوكرانيين، قد يبرز قرابة 3 ملايين شخص عُرضة لخطر الفقد، في حين يُعد 51 مليونًا آخرون عرضة لمخاطر الإشعاع، في حالة وقوع حادث خطير، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعيد هذا، وفق السياسيين الأوكرانيين، إلى الأذهان كارثة التسرب الإشعاعي بمحطة تشيرنوبل النووية التي وقعت بالقرب من مدينة بريبيات شمال أوكرانيا، والتي تُعَد الأسوأ في تاريخ البشرية على الإطلاق.
ويشار إلى أن سعة مفاعلات محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية تتجاوز تلك المولّدة من أيّ منشأة مماثلة في الولايات المتحدة، بحسب موقع إن بي سي نيوز (NBCNEWS).
محطة زابوريجيا
تلامس السعة الإجمالية لمحطة زابوريجيا النووية 5700 ميغاواط، وتحوي 6 مفاعلات ماء خفيف مضغوط، بسعة تبلغ 950 ميغاواط لكل منها.
ويصل صافي حجم الإنتاج السنوي للمحطة إلى نحو 38 ألف غيغاواط/ساعة بدءًا من عام 2016، ما يعادل قرابة نصف سعة الكهرباء المولّدة بالطاقة النووية في أوكرانيا.
ودخل أول مفاعلات المحطة حيز التشغيل في عام 1985، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
هجوم روسي
شنّت القوات الروسية، مساء أمس الجمعة 21 يونيو/حزيران (2024)، هجومًا جديدًا على مجموعة من البنى التحتية للطاقة في غرب أوكرانيا وجنوبها، وفق ما ورد في بيان صادر عن وزارة الطاقة الأوكرانية.
وأوضح البيان أن هناك أضرارًا طالت منشآت ليوكرينيرغو (الشركة الوطنية للكهرباء) في منطقتي زابوريجيا جنوب أوكرانيا، ولفيف غرب البلاد.
وبحسب البيان، يُعَد الهجوم الروسي الضخم هو الثامن على منشآت كهرباء أوكرانية خلال 3 أشهر؛ ما تسبب في حصول قطع متكرر في الكهرباء خلال الوقت الذي تعاني فيه شبكة الكهرباء الأوكرانية الأمرّين جراء الهجمات الروسية.
الألواح الشمسية طوق النجاة
قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن بلاده خسرت نصف سعتها من الكهرباء بسبب الضربات الروسية المتتالية، في تصريحات أدلى بها يوم الخميس 20 يونيو/حزيران (2024).
وأوصى زيلينسكي بتركيب الألواح الشمسية ووحدات تخزين الكهرباء "في كل مدرسة وكل مستشفى، خلال أسرع وقت ممكن"، في رسالة مصورة عبر قناته على "تليغرام".
بدوره، حذّر المدير العام لشركة دتيك (DTEK)، أكبر مُنتِج للكهرباء في أوكرانيا، ماكسيم تيمتشينكو، من أن أوكرانيا بصدد مواجهة "أزمة كهرباء خطيرة هذا الشتاء" إذا لم يتحرك شركاؤها الغربيون لإنقاذها.
وكثيرًا ما طالبت كييف حلفاءها بتقديم يد العون من أجل إعادة بناء شبكة الكهرباء، وهو ما يستلزم استثمارات ضخمة.
اقرأ أيضًا..