توقعات بانخفاض انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي في 2024
مع النمو المتسارع للطاقة المتجددة
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
تتعلّق آمال خفض انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي بمدى التوسع المتزايد في استعمالات مصادر الطاقة النظيفة، وصولًا إلى تحقيق المستهدفات المناخية بحلول منتصف القرن الحالي.
وتشير أحدث التوقعات إلى أن العام الحالي (2024) سيشهد انخفاضًا في انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الكهرباء العالمي، مدفوعةً بتفوق نمو توليد المصادر النظيفة على معدل ارتفاع الطلب على الكهرباء، وفق تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).
وخلال العام الماضي (2023)؛ ارتفعت انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي إلى مستوى قياسي عند 14.153 مليار طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، بزيادة قدرها 1% (135 مليون طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون) مقارنة بعام 2022.
ويُسهِم قطاع الكهرباء في 40% من إجمالي الانبعاثات العالمية المرتبطة بقطاع الطاقة الشامل، ولتحقيق سيناريو الحياد الكربوني في 2050؛ فإنه يجب أن تنخفض الانبعاثات إلى أكثر من النصف بحلول نهاية العقد الحالي.
تسارع نمو التوليد النظيف
تشير التوقعات إلى نمو متسارع في توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة بنحو 1300 تيراواط/ساعة خلال العام الحالي، بارتفاع كبير عن 493 تيراواط/ساعة في عام 2023، وهو ما سيكون له أثر إيجابي في تخفيض انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي.
يأتي ذلك خلال الوقت الذي ينمو فيه الطلب على الكهرباء؛ إذ من المتوقع أن تبلغ نسبة النمو 3.3%؛ ما يماثل نحو 968 تيراواط/ساعة، وذلك مقارنة بـ2.2%، ما يعادل 627 تيراواط/ساعة في 2023، وهو أيضًا أعلى بكثير من متوسط النمو في السنوات الـ10 الماضية الذي يبلغ 2.5%.
ومع زيادة توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة، من المتوقّع أن يشهد توليد الوقود الأحفوري انخفاضًا طفيفًا بنسبة 2%؛ ما يماثل 333 تيراواط/ساعة خلال عام 2024، وفق تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر).
وتوقع إمبر أن يكون 2023 ذروة انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي؛ إذ سيؤدي التوليد المتزايد من الطاقة المتجددة إلى تلبية الطلب الإضافي على الكهرباء في 2024؛ ما يخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إضافات المصادر المتجددة
يتوقع تقرير إمبر أن تصل إضافات التوليد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية إلى أرقام قياسية جديدة خلال عام 2024؛ ما يعزز الثقة بزيادة سعة توليد الكهرباء المتجددة، وهو ما ينعكس بدوره على خفض انبعاثات قطاع الكهرباء عالميًا.
وتوقّعت شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة (BNEF) ارتفاع إضافات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بنسبة 29%، وهو ما يمثل 574 غيغاواط في 2024، مقارنة بزيادة 444 غيغاواط في العام الماضي.
كما أنه من المرتقب حدوث زيادة في إضافات توليد طاقة الرياح تقدر بـ125 غيغاواط خلال 2024، مقارنة بزيادة قدرها 115 غيغاواط في 2023، وفق توقعات مجلس الرياح العالمي (GWEC).
الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- يرصد توقعات إضافات سعة طاقة الرياح البرية والبحرية سنويًا حتى عام 2028:
أكبر مصدري انبعاثات قطاع الكهرباء
قادت الصين دول العالم في انبعاثات قطاع الكهرباء بنسبة 39% من الإجمالي العالمي، بعد ارتفاعها إلى 5.491 مليار طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون؛ يأتي 95% منها من خلال التوليد بالفحم، بحسب تقرير مركز أبحاث الطاقة النظيفة.
وتأتي في المركز الثاني بقائمة أكبر مصدري الانبعاثات في العام الماضي، الولايات المتحدة بمساهمة بلغت 11% من انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي؛ حيث بلغت 1.570 مليار طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، ثم الهند بنسبة 9.9% من الانبعاثات العالمية في قطاع الكهرباء بوصولها إلى 1.404 مليار طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون.
وتمثل الدول، التي لديها 2% أو أقل من انبعاثات الكربون العالمية في قطاع الكهرباء، 28% من إجمالي الانبعاثات في القطاع، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- الطلب العالمي على الكهرباء يرتفع لمستوى قياسي.. وهذه الدول أكثر استهلاكًا (تقرير)
- انبعاثات قطاع الكهرباء العالمي ترتفع 10% خلال 7 سنوات (تقرير)
- انبعاثات الكهرباء في أميركا تنخفض 35% خلال 15 عامًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مذبحة السيارات الكهربائية في أوروبا بدأت.. والصين الرابح الأكبر
- تركيب أول محطة طاقة شمسية عائمة في اليابان
- تنمية نفط عمان تفتح باب الاستثمار في معالجة مياه الآبار العميقة
- قطاع التعدين في الجزائر يوقع 3 صفقات استثمار بالحديد والرصاص والزنك