أسعار الكهرباء في أستراليا تحت رحمة محطات الفحم
نوار صبح
- أساليب الفوترة تخضع لاحتكار القلة في مجال الطاقة بأستراليا
- انقطاعات متعددة في محطات الفحم أدت إلى استنزاف أكثر من 3 غيغاواط من القدرة
- محطة إرارينغ لتوليد الكهرباء بالفحم هي الأكبر في أستراليا بقدرة 2.88 غيغاواط
- أكثر من 3 غيغاواط من قدرة حرق الفحم كانت مفقودة من السوق
ارتفعت أسعار الكهرباء في أستراليا، نتيجة لأعطال استثنائية في عدد من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء بالفحم، ما أثار مشاعر القلق والانزعاج بين قطاع عريض من المستهلكين في عدة مناطق أسترالية.
ووصل سعر سوق الجملة في نيو ساوث ويلز، خلال هذا الأسبوع، إلى ما يُعرف بسقف السعر التراكمي، وفُرض سعر محدد.
وذكر تقرير -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- أن ارتفاع أسعار الكهرباء في أستراليا حصل في أعقاب انقطاعات متعددة استثنائية في محطات توليد الكهرباء بالفحم أدت إلى استنزاف أكثر من 3 غيغاواط من القدرة، وترافق هذا مع انخفاض في إنتاج طاقة الرياح ومشكلات النقل، التي فرضت المزيد من القيود على المولدات.
وأوضحت هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية، في بيان يوم الخميس 9 مايو/أيار الجاري، أن هذا لا يعني غياب ما يكفي من العرض لتلبية الطلب المعتدل نسبيًا.
وتسبّبت هذه الانقطاعات في ندرة كافية في السوق، وأتاحت فرصة جديدة للتسعير، وفي هذه المواقف لا تستطيع محطات الكهرباء وتجار السوق مساعدة أنفسهم.
سقف أسعار الكهرباء في أستراليا
على مدى أكثر من 24 ساعة، وصل سعر السوق إلى السقف البالغ 16 ألفًا و600 دولار لقدرة ميغاواط/ساعة في كثير من الأحيان، لدرجة أنه كان لا بد من فرض سقف تلقائي للسعر، وفقًا لمنصة رينيو إيكونومي (Renew Economy) المعنية بأخبار وتحليلات الطاقة النظيفة والمناخ.
ويرى المحللون أن القيمة السوقية ستظل كما هي، ربما حتى الأسبوع الجاري، حتى عودة المنافسة الكافية إلى السوق.
وسيكون لسقف السعر التلقائي تأثير ضار في المستهلكين، وانعكاس على الساسة الضعفاء الذين يشعرون بالقلق إزاء تأثير الإغلاق المرتقب لمحطة إرارينغ لتوليد الكهرباء بالفحم، وهي الأكبر في البلاد بقدرة 2.88 غيغاواط، في أغسطس/آب 2025.
وكما حصل في أثناء العواصف والتعطل غير المبرر لمحطة "لوي يانغ إيه" العملاقة لتوليد الكهرباء بالفحم في ولاية فيكتوريا خلال فبراير/شباط الماضي، فإن الأسعار عند القيمة السوقية لبضع ساعات يمكن أن تغير بصورة كبيرة متوسط الأسعار، الذي تستعمله الهيئات التنظيمية عندما تقرر وضع إرشادات لفواتير المستهلكين.
وفي ولاية فيكتوريا، أدى هذا الارتفاع القصير في الأسعار في 13 فبراير/شباط 2024، على الرغم من أنه استمر ساعتين ونصف الساعة فقط، إلى رفع متوسط سعر الجملة الفصلي من 59 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة إلى 76 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لهيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية.
ومن المرجح أن يكون لارتفاع الأسعار في نيو ساوث ويلز يومي الأربعاء والخميس (8 و9 مايو/أيار الجاري) تأثير أكبر في متوسط أسعار نيو ساوث ويلز لربع يونيو/حزيران.
وسيعزز ذلك تقييم الهيئة التنظيمية "للسعر العادل"، الذي سيُفرض على المستهلكين في السنوات المقبلة، وسينعكس على حكومة نيو ساوث ويلز، لأنها تشعر بالقلق بشأن الارتفاعات المحتملة في الأسعار في المدة التي تسبق انتخابات الولاية عام 2027.
التحقيق في أسباب انقطاع الكهرباء
لا شك أن هيئة تنظيم الطاقة الأسترالية ستبدأ التحقيقات -كما هو مطلوب منها- وستصدر تحليلها للأحداث وإستراتيجية العطاءات، في غضون 4 أشهر تقريبًا، عندما تتلاشى الحادثة في الذاكرة البعيدة.
ويشير المحللون إلى أن أكثر من 3 غيغاواط من قدرة حرق الفحم كانت مفقودة من السوق، وفقًا لمنصة رينيو إيكونومي (Renew Economy).
وذكرت هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية في بيانها: "لقد توقف عدد من وحدات التوليد الرئيسة عن العمل في نيو ساوث ويلز، في حين كانت الصيانة المُجدولة تجري على خطوط النقل".
وتعطلت وحدتان بقدرة 720 ميغاواط في محطة إرارينغ، بسبب "انقطاعات استثنائية على المدى القصير"، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.
وفُقدت غيغاواط أخرى من قدرة الفحم من محطة كهرباء فيلز بوينت القريبة، إذ انخفض الإنتاج فجأة صباح الأربعاء 8 مايو/أيار الجاري، نتيجة لخروج إحدى وحداتها عن الخدمة، واقتصرت الوحدة المتبقية على ما يزيد قليلًا على 200 ميغاواط، وهذا أقل بكثير من قدرتها المعلنة البالغة 1320 ميغاواط.
محطة بايزووتر
كانت محطة بايزووتر لتوليد الكهرباء بالفحم في منطقة هانتر فالي تعمل بنحو 500 ميغاواط أقل من قدرتها، على ما يبدو بسبب مشكلات النقل التي ذكرتها هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية.
ويعود ذلك إلى أن الشمس قد غابت، وتوقف التوليد بالطاقة الشمسية، وكان إنتاج الرياح أقل من المتوسط، ولذلك لجأت محطات التوليد الكبرى إلى أقذر وأغلى التقنيات في محفظتها.
أما شركة أوريغن Origin، التي لم تكلف نفسها عناء بناء أي قدرة جديدة منذ إعلان الإغلاق المبكر لمحطة إرارينغ التابعة لها منذ أكثر من 3 سنوات، فقد شغّلت مولدات الديزل التي نادرًا ما تُستعمل في محطة إرارينغ.
وينتظر المحللون نتائج تحقيق هيئة تنظيم الطاقة وتحديد المسؤول عن عرض السعر حتى القيمة السوقية البالغة 16 ألفًا و600 دولار ميغاواط/ساعة، أي نحو 50 ضعف التكلفة الفعلية لأغلى توليد للكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- أميركا تؤجل إعادة 15.3 مليون برميل لمخزون النفط الإستراتيجي عامين
- بدء عمليات مسح لتحديد مسار أنبوب الغاز المغربي النيجيري (صور)
- تركيب أول محطة طاقة شمسية عائمة في اليابان