يقترب مشروع هيدروجين أخضر في مصر بقدرة 100 ميغاواط، من خطوة جديدة نحو بدء الانطلاق، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن).
ومن المفترض أن تتخذ شركة فيرتيغلوب (Fertiglobe) قرار الاستثمار النهائي في المشروع في النصف الأول من العام الجاري (2024)، بحسب الموعد النهائي الذي حددته في تقريرها السنوي الأخير.
ومن ثم، أصبح من المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في المشروع بحلول شهر يوليو/تموز 2024.
وأُعلِن مشروع الهيدروجين -في الأصل- مع وعود بتركيب جميع أجهزة التحليل الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط في العين السخنة بحلول بداية قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ ما كان سيجعلها أكبر محطة قيد التشغيل في العالم في ذلك الوقت.
الهيدروجين الأخضر في مصر
حتى الآن، بُنِيَ مشروع تجريبي بقدرة 15 ميغاواط فقط من قدرة التحليل الكهربائي من قبل تحالف التطوير، الذي يضم -أيضًا- شركة الأسمدة أو سي أي (OCI)، ومطوّر الطاقة المتجددة النرويجي سكاتك (Scatec)، وشركة الهندسة والبناء أوراسكوم المصرية (Orascom)، والصندوق السيادي المصري.
ويغذّي هذا المشروع التجريبي كمية صغيرة من الهيدروجين الأخضر في منشآت إنتاج الأمونيا الحالية التابعة لشركة فيرتيغلوب في مصر، مع توجيه المرحلة الكاملة البالغة 100 ميغاواط -أيضًا- نحو المواقع القائمة، بدلًا من مجمع إنتاج الأمونيا الجديد.
وبمؤتمر ربط الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دبي، الأسبوع الماضي، اقترح رئيس التطوير في شركة سكاتك بمصر، محمود شطا، أن زيادة قدرة إنتاج الأمونيا الحالية وتغذيتها بالهيدروجين الأخضر، بدلًا من بناء مجمعين متكاملين جديدين للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، يُمكن أن تتجاوز مشكلة مدخلات الطاقة المتجددة المتقطعة.
وقال: "السبب هو أنه لا داعي للقلق بشأن المعدل المتزايد لمنشأة الأمونيا نفسها"، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وتابع: "لنفترض -على سبيل المثال- أن إنتاج الهيدروجين قد انخفض بنسبة 50%، ثم منشأة الأمونيا، لأنك توفر فقط 10% من المنشأة، فإنك ترى انخفاضًا بنسبة 5% فقط.. وهذا ليس كثيرًا بالنسبة لمنشأة الأمونيا، يمكن أن يحدث هذا النوع من الاختلاف".
ومع ذلك، اعتمادًا على كيفية تشغيل منشآت إنتاج الأمونيا، من غير الواضح ما إذا كانت أحجام الأمونيا المعتمدة على أنها "خضراء"، أي المنتجة باستعمال الهيدروجين الأخضر، ستُحسب بوصفها وقودًا متجددًا غير بيولوجي (RFNBO) بموجب القوانين المفوضة للاتحاد الأوروبي.
وأعلنت شركة فيرتيغلوب، المملوكة بالكامل الآن لشركة أدنوك الإماراتية (Adnoc) بعد صفقة بقيمة 3.6 مليار دولار، العام الماضي (2023) أنها شحنت كمياتها الأولى من الأمونيا الخضراء من مصر إلى الهند؛ لاستعمالها في إنتاج مساحيق الغسيل.
عقبات تعرقل المشروع في مصر
قد يكون أحد الأسباب المحتملة للتأخير في قرار الاستثمار النهائي للمرحلة الكاملة هو القرار الذي اتخذه مطوّرو مشروع الهيدروجين الأخضر في مصر بالتخلّي عن المورد الأولي لأجهزة التحليل الكهربائي، بلاغ باور (Plug Power)، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقال شطا في المؤتمر: "بالذهاب إلى 100 ميغاواط، هناك الكثير من القضايا التنظيمية الأخرى التي تحتاج إلى التغلب عليها"، مستشهدًا بنقل الطاقة المتجددة من جانب من البلاد إلى الجانب الآخر، بوصفه أحد الموضوعات المطروحة للمناقشة مع الحكومة.
وتابع: "أنت بحاجة إلى وضع اللمسات الأخيرة على العديد من الجوانب الأخرى، لوضعها في نصابها الصحيح".
يُذكر أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) قد أعلن دعمه لإزالة الكربون ومواءمة الاقتصاد المصري في إطار اتفاق باريس، من خلال قرض بقيمة 80 مليون دولار، لتطوير أول منشأة للهيدروجين الأخضر في البلاد.
وأوضح البنك الأوروبي -في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن التمويل سيُستعمل لبناء منشأة للتحليل الكهربائي بقدرة 100 ميغاواط تُشَغَّل بالطاقة المتجددة.
وعند اكتمال تطوير المنشأة، فإنها ستنتج ما يصل إلى 15 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وهو ما سيُستعمل بدوره لإنتاج الأمونيا الخضراء لتُباع في الأسواق المصرية والعالمية.
إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في مصر
في سياقٍ متصل، ناقشت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مشروع موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، للعام المالي 2024-2025، المقدّرة بنحو 7.8 مليار جنيه مصري (0.16 مليار دولار أميركي).
وعقد مجلس إدارة الهيئة جلسته الأولى خلال العام الجاري في 25 مارس/آذار 2024، برئاسة وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر المرقبي، إذ ناقش المجلس موازنة الهيئة للعام المالي الجديد، التي من المقرر استغلال نصفها -تقريبًا- لإنشاء مشروعات جديدة بمجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في مصر.
وقُدِّرت الموازنة بما يقرب من 7.799 مليار جنيه (160 مليون دولار)، موزعة على نحو 4 مليارات جنيه (84 مليون دولار) موازنة جارية، ونحو 3.7 مليار جنيه (76 مليون دولار) موازنة استثمارية، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر أن تتركز الموازنة الاستثمارية على إنشاء مشروعات جديدة في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك محطة لتوليد الكهرباء بوساطة الخلايا الشمسية بقدرة 20 ميغاواط في مدينة الغردقة، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).
وتأتي هذه الخطوات المهمة ضمن مساعي مصر لزيادة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة لأكثر من 42% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وفق بيان نشرته وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- مشروع هيدروجين أخضر في مصر.. هل تجعل القاهرة مركز تصدير عالميًا؟ (تقرير)
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر.. 3 خطوات مهمة للحكومة خلال 60 يومًا
- 7 صفقات لتطوير الهيدروجين الأخضر في مصر باستثمارات 40 مليار دولار
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي يتحدث عن تغير المناخ.. وشركة وصفها بـ"البطل الوطني" (فيديو)
- قطر تقود توقعات ارتفاع إسالة الغاز الطبيعي عالميًا.. قد تتجاوز 666 مليون طن سنويًا
- توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أميركا يهبط لأول مرة منذ التسعينيات
- هل تأثر الطلب على النفط النرويجي بطفرة السيارات الكهربائية؟.. تقرير حديث يجيب