تركيبات الطاقة المتجددة في الهند تسجل رقمًا قياسيًا خلال مارس
لكن صادرات الألواح الشمسية تواجه معضلة
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- تركيبات الطاقة المتجددة في شهر مارس تكسر الرقم القياسي السابق.
- الطاقة الشمسية تستحوذ على 87% من إجمالي تركيبات الشهر الماضي.
- الهند تحتاج لتركيبات تصل إلى 30 غيغاواط سنويًا لتحقيق أهداف 2032.
- التصنيع المحلي للطاقة الشمسية يواجه منافسة شرسة من جنوب شرق آسيا.
- صادرات الألواح الشمسية الهندية إلى أميركا تتزايد مستفيدة من قانون الإيغور.
شهدت تركيبات سعة الطاقة المتجددة في الهند معدلات نمو متسارعة، خلال الأشهر الماضية، مدفوعة بطفرة قوية في تركيبات الألواح الشمسية عبر أقاليم البلاد.
وأظهر تقرير تحليلي حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- زيادة السعة المركبة من الطاقة المتجددة على مستوى الهند إلى رقم قياسي شهري في تاريخ القطاع خلال مارس/آذار 2024، عند 7.1 غيغاواط، ما يزيد بأكثر من ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 3.5 غيغاواط خلال الشهر نفسه من عام 2022.
وأسهمت تركيبات الطاقة المتجددة في الهند، خلال الشهر الماضي، في تسجيل البلاد أعلى قدرة سنوية مثبتة على الإطلاق في القطاع بنحو 18.5 غيغاواط خلال السنة المالية المنتهية 31 مارس/آذار 2024.
الطاقة الشمسية تقود النمو
جاء النمو القياسي لتركيبات الطاقة المتجددة في الهند من الطاقة الشمسية بصورة رئيسة والتي زادت إضافاتها السنوية من السعة بنسبة 23% مقارنة بمستويات السنة المالية المنتهية مارس/آذار 2023.
وانتعشت تركييات الطاقة الشمسية بفضل تنفيذ العديد من المشروعات على نطاق شبكة نظام النقل الكهربائي بين الولايات الهندية، إضافة إلى مخططات مجمعات أو مزارع الطاقة الشمسية الضخمة، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
ونجحت شركة أداني غرين (Adani Green) ذراع الطاقة المتجددة لمجموعة أداني غروب الهندية، في تركيب 1.6 غيغاواط من القدرة الشمسية في منطقة كوتش بولاية غوجارات خلال الربع الأول من عام 2024.
وجاءت تركيبات الشركة الهندية في إطار مبادرة هندية تستهدف نشر الطاقة المتجددة الهجينة على مستوى البلاد، ما سيمثل حافزًا للمطورين على تركيب ما يصل إلى 30 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خلال السنوات المقبلة.
أهداف الطاقة المتجددة في الهند 2032
رغم نمو تركيبات الطاقة المتجددة في الهند إلى مستوى قياسي غير مسبوق خلال السنة المالية الأخيرة، فإن البلاد ما زالت تواجه تحديات كبيرة في تعزيز القدرة لتحقيق أهداف الحكومة الهندية الطموحة بحلول 2030، وما بعدها.
وأدخلت الحكومة الهندية تحديثًا على أهداف الطاقة المتجددة ليصل إلى بناء 500 غيغاواط من قدرة الوقود غير الأحفوري بحلول 2031-2032، بما يتماشى مع رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي، المتمثلة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
ولتحقيق هدف الـ500 غيغاواط بحلول الموعد المذكور، تحتاج الهند إلى تركيب 30 غيغاواط من قدرة الطاقة غير الأحفورية سنويًا، والتي تشمل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح البرية والطاقة النووية.
لهذا السبب تبدو الزيادة القياسية الأخيرة بتركيبات الطاقة المتجددة في الهند خلال العام المالي المنصرم مشجعة، لكنها ما زالت أقل بنحو 11.5 غيغاواط من اللازم لتحقيق أهداف 2032.
تحديات التصنيع المحلي للطاقة الشمسية
أدى تكثيف تركيبات الطاقة الشمسية في الهند إلى خلق طلب كبير على معدات الطاقة الشمسية، بما في ذلك الوحدات الشمسية والألواح والخلايا والمحولات وغيرها.
ومن المتوقع أن تزيد سعة الطاقة الشمسية بصورة متسارعة خلال الأشهر المقبلة، بعد الأداء القياسي المسجل خلال الشهر الماضي، الذي شهد تركيب 6.2 غيغاواط، ما يعادل 87% من إجمالي قدرة تركييات الطاقة المتجددة في الهند البالغة 7.1 غيغاواط.
وشهد عام 2023 تركيب 7.5 غيغاواط من القدرة الشمسية الجديدة فقط، ما يشير إلى أن ما حققه القطاع خلال عام كامل كاد أن يحققه في شهر واحد.
وتاريخيًا، اعتمد المطورون الهنود بصورة كبيرة على واردات المعدات الشمسية الصينية بسبب أسعارها التنافسية الأرخص مقارنة بالمصنعين المحلليين.
وقدّمت الحكومة سلسلة مبادرات تستند إلى تحفيز التصنيع المحلي لمكونات الطاقة الشمسية وتعزيز القدرة التنافسية للمصنعيين على تلبية الطلب المحلي، كما أسهمت تدابير حكومية أخرى مثل فرض الرسوم الجمركية على وحدات الطاقة الشمسية المستوردة في تعزيز فرص التصنيع المحلي.
معضلة صادرات الألواح الشمسية الهندية
ارتفعت قدرة إنتاج الألواح الشمسية في الهند إلى 68 غيغاواط خلال السنة المالية المنتهية مارس/آذار 2024، ما مكّنها من التوسع في سياسة التصدير للخارج خاصة إلى الولايات المتحدة مستفيدة من الحظر الذي تفرضه على الألواح الصينية المنافسة عبر قانون منع العمل القسري للإيغور (UFLPA).
ورغم قدرة الهند على شحن ملايين الألواح الشمسية إلى الولايات المتحدة سنويًا، فإن المصنعين الهنود ما زالوا يواجهون منافسة شرسة من نظرائهم في جنوب شرق آسيا، الذين يحافظون على تفوق نسبي من خلال استعمال مدخلات المواد القادمة من الصين، ما يؤدي إلى انخفاض تكاليفهم ويصعب المنافسة التصديرية على الهند.
لهذا السبب، تنصح شركة أبحاث ريستاد إنرجي، الهند بالتركيز على تلبية الطلب المحلي في إطار الأهداف الوطنية الخاصة بالطاقة الشمسية حتى 2032، بدلًا من إعطاء الأولوية للتصدير الذي قد لا يقوى على مجاراة المنافسين فيه.
ومع ذلك، من المتوقع أن تزيد صادرات الهند من الألواح الشمسية إلى الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، بفضل الرسوم الجمركية الأميركية المقرر فرضها على نظرائها من جنوب شرق آسيا والتي يتوقع أن تصل إلى 254%.
ومن المقرر تطبيق هذه الرسوم بداية من يونيو/حزيران 2024، ما سيجعل تكلفة الاستيراد من الهند أقل بكثير من الصين أو دول جنوب شرق آسيا المنافسة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في الهند تترقب توسعات كبيرة خلال 2024 (تقرير)
- نفايات الطاقة المتجددة في الهند.. تحذيرات مستمرة من خطر قادم (تقرير)
- توليد الطاقة الشمسية في الهند يتجاوز متوسط النمو العالمي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- واردات المغرب من المشتقات النفطية ترتفع 3% في الربع الأول
- طاقة الرياح في السعودية أمام فرصة نمو قوية لدعم البنية التحتية الجديدة (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 17 مليون وحدة
- بتروبراس البرازيلية تستثمر 70 مليار دولار للتنقيب عن النفط والغاز