هل تلبي أوكرانيا احتياجات الاتحاد الأوروبي من الهيدروجين الأخضر؟ (تقرير)
نوار صبح
تمثّل أوكرانيا، الغنية بموارد الرياح والطاقة الشمسية، مصدرًا محتملًا لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي من الهيدروجين الأخضر، الذي يحظى بتمويل ودعم من دول عديدة في القارة العجوز.
وذكر تقرير جديد، اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أنه بحلول شهر مايو/أيار من عام 2023 كانت كييف تخطط لمسار شبكة هيدروجين تعاونية مع أوروبا بصفته جزءًا من خطة تحديث الشبكة اللامركزية الأكثر مرونة.
ومؤخرًا، في 11 مارس/آذار من هذا العام، أفاد موقع كلين إنرجي واير Clean Energy Wire بخطة لإنشاء شبكة هيدروجين مع أوروبا.
وتحظى الخطة بدعم قوي من قبل مجلس الهيدروجين الوطني الألماني، إذ أوضح الزعيم المشارك للمجلس فيليكس ماتيس، أن صادرات الهيدروجين من أوكرانيا إلى أوروبا ستؤدي دورًا رئيسًا.
وقال ماتيس: "يجب على الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا اتباع إستراتيجية الصفقة الخضراء الأوكرانية الشاملة".
الهيدروجين الأخضر في أوكرانيا
يمثل التعاون بين أوكرانيا والدول الأوروبية الأخرى دعمًا لجهود مؤسسة الطاقة النظيفة الأوكرانية "رازوم وي ستاند" Razom We Stand، التي تدعو إلى فرض حظر حقيقي على صادرات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا، إلى جانب التعافي الأخضر في أوكرانيا بعد الحرب.
في رسالة بمناسبة يوم الأرض 2024، إلى موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica)، المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة والمركبات الكهربائية، أعادت مؤسسة "رازوم وي ستاند" تأكيد قضية الطاقة المتجددة بوصفها مسألة تتعلق بالأمن القومي والتعايش السلمي.
وشددت مديرة مؤسسة "رازوم"، سفيتلانا رومانكو، على أنه "بدلًا من إدامة دائرة العنف من خلال شراء الوقود الأحفوري الذي يمول جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، يجب على قادة العالم اغتنام الفرصة لدعم تحول الطاقة الخضراء في أوكرانيا".
وأوضحت أنه "دون حظر زعماء العالم الغاز المسال الروسي وخطوط أنابيب النفط وإغلاق ثغرة التكرير وتشديد سياسة سقف السعر، فإن العديد من الدول ستستمر في تقديم الأموال لتغذية خزينة حرب الكرملين".
وأشارت سفيتلانا رومانكو إلى رقم 400 مليار دولار بصفته قيمة محتملة للكهرباء النظيفة الأوكرانية لأوروبا، مقارنة بتكلفة تقديرية تتراوح بين 10.7 و12.9 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية للطاقة في البلاد بعد سنوات من الحرب.
ويرى محللون أنه في حال سارت الأمور وفقاً للخطة، فإن أوكرانيا ستكون نموذجًا للجهود التي تبذلها الدول الأخرى.
وخلصت رومانكو إلى أن أوكرانيا ستكون "أول دولة في العالم بعد الحرب يُعاد بناؤها باستعمال الطاقة المتجددة، ما يشكّل سابقة عالمية للإجراءات المناخية التي تركز على البنية التحتية".
تجدر الإشارة إلى أن دور الهيدروجين الأخضر في تعافي أوكرانيا بعد الحرب يعتمد على تكلفة أنظمة التحليل الكهربائي والطاقة المتجددة، من بين عوامل أخرى.
ويتوقف هذا على ما إذا كانت أوكرانيا ستتعافى بصفتها دولة مهزومة مرتبطة باقتصاد الطاقة الأحفورية في روسيا، أو كونها دولة مستقلة تستعد لتقاسم مواردها الهائلة من الطاقة المتجددة مع الاتحاد الأوروبي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
إنفاق أوروبا على صناعة الهيدروجين الأخضر
تنفق دول أوروبا مبالغ كبيرة على صناعة الهيدروجين الأخضر، سعيًا إلى إيجاد طريقة لخفض وارداتها من الغاز الطبيعي الروسي.
في المقابل، فإن هدف الاتحاد الأوروبي للإنتاج لعام 2030 أصبح بعيد المنال، ويشكو أصحاب المصلحة في الصناعة من أن المواد باهظة الثمن، حتى مع الدعم.
من ناحية أخرى، كانت الأمور تسير على ما يرام في أوروبا في وقت سابق من هذا العام، خصوصًا في منطقة البلطيق، إذ تكون موارد الرياح البحرية في بحر البلطيق متاحة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة ميتسوبيشي اليابانية خططًا لبناء أكبر مصنع للتحليل الكهربائي في العالم بهولندا، حسبما نشره موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica).
وفي الأسبوع الماضي شغلت مجموعة "إم أوه إل غروب" MOL Group المجرية نظام التحليل الكهربائي بقدرة 10 ميغاواط في بلدة ساشالومباتا، الذي يُوصف بأنه الأكبر من نوعه في المنطقة.
وسيساعد الهيدروجين الأخضر من تلك المنشأة على تقليل استهلاك الوقود الأحفوري في مصفاة الدانوب مترامية الأطراف التابعة لمجموعة إم اوه إل غروب.
وأوضحت المجموعة أن "التكنولوجيا الجديدة ستحل تدريجيًا محل عملية الإنتاج المعتمدة على الغاز الطبيعي، التي تمثل حاليًا سُدس إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى (إم اوه إل غروب)".
على الجانب السلبي، في يناير/كانون الثاني الماضي، رأت شركة فورتيسكيو Fortescue الأسترالية، صاحبة المصلحة الرائدة في مجال الهيدروجين الأخضر، أن صناعة الهيدروجين المستدامة في أوروبا لا يمكنها التنافس مع أجزاء أخرى من العالم من حيث التكلفة.
وأعلنت شركة صناعة الصلب آرسيلور ميتال ArcelorMittal، أنها لا تستطيع تصنيع الفولاذ في أوروبا باستعمال الهيدروجين الأخضر الأوروبي.
وقال رئيس الفرع الأوروبي للشركة، جيرت فان بويلفورد: "نحن نعلم أن الهيدروجين سيكون مكلفًا في أوروبا، ولن نتمكن من استعماله، لأننا سنخرج أنفسنا تمامًا من السوق".
موضوعات متعلقة..
- الطلب على الهيدروجين قد يقفز إلى 298 مليون طن سنويًا بحلول 2050
- سوق الهيدروجين الأخضر العالمية تتخطى 143 مليار دولار بحلول 2032
- مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر من النفايات.. الأول من نوعه
اقرأ أيضًا..
- محللون: إغلاق مضيق هرمز يرفع أسعار النفط.. وهذا موقف 3 دول عربية
- سفينة إعادة تغويز عائمة تتحرك من أستراليا إلى مصر للإسهام في حل أزمة الغاز
- رقم غير متوقع لاحتياطيات حقل ظهر المصري بعد انخفاضها
