دعم السيارات الكهربائية في أوروبا يثير سخط المستهلكين والعمال
مطالب بإلغاء حظر مبيعات مركبات الوقود الأحفوري في 2035
حياة حسين
أثار دعم السيارات الكهربائية في أوروبا حفيظة أطراف عديدة وسخط عامّ من المستهلكين والعمال، إذ يعتقد معظمهم أن هذه التكلفة ما هي إلّا عبء إضافي يتحمّلونه، بسبب تخبُّط السياسات الحكومية.
ويُعدّ التحول إلى السيارات الكهربائية، والتخلص من مركبات حرق الوقود الأحفوري، من ركائز القارة العجوز لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وفق ما جاء في تقرير طالعته منصة الطاقة (مقرّها واشنطن).
غير أن انهيار مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا مؤخرًا، كشفَ فشل الساسة في تشجيع السائقين للاعتماد على تلك المركبات، وجدّدَ الانتقادات لها.
آمال زيادة المبيعات
يأمل الاتحاد الأوروبي بزيادة مبيعات السيارات الكهربائية في دوله من 8 ملايين مركبة -حاليًا- إلى 40 مليون مركبة بحلول عام 2030، حسبما ذكر موقع "دايلي إكسبريس"، يوم الخميس 18 أبريل/نيسان 2024.
وللدفع في اتجاه تبنّي السيارات الكهربائية في أوروبا، تستثمر مبالغ ضخمة من أموال دافعي الضرائب في حوافز لشراء المركبات.
وعلى سبيل المثال، أنفقت حكومة مالطا 50 مليون يورو (53 مليون دولار أميركي) على مِنح للسكان بقيمة 5 آلاف يورو (5.3 ألف دولار أميركي) للفرد الراغب في شراء سيارة كهربائية.
(اليورو الواحد = 1.06 دولارًا أميركيًا).
وفي رومانيا، قد يحصل مشتري السيارة الكهربائية على دعم بمبلغ 11.5 ألف يورو (12.19 ألف دولار أميركي)، وفق الأرقام التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتنوع أشكال دعم السيارات الكهربائية في أوروبا، ما بين المنح والإعفاء من رسوم التسجيل وخفض الضرائب أو إلغائها، وتمتدّ لمعظم دول الاتحاد.
إلّا أن أرقام المبيعات توضّح أن سائقي القارة غير مقتنعين بهذه السيارات الكهربائية حتى الآن.
وكشفت بيانات حديثة لاتحاد مصنّعي السيارات الأوروبي ACEA عن هبوط حادّ لمبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا الشهر الماضي (مارس/آذار 2024)، ما يعادل 11.3% انخفاض بصورة عامة، وقاد إليه نزول الطلب في ألمانيا بنسبة 28.9%.
وحسب بيانات الاتحاد، فقد كانت نسبة 13% فقط من تسجيل السيارات الجديدة من نصيب الكهربائية في المدة ذاتها، منخفضة من 13.9% في مارس/آذار 2023، ومن 14.6% في إجمالي العام الماضي.
ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية في أوروبا
تُعدّ أسعار السيارات الكهربائية في أوروبا من أهم أسباب عدم الإقبال على شرائها، إذ تزيد بآلاف الدولارات عن مركبات الوقود الأحفوري.
لذلك نجحت الصين بمنتجاتها الرخيصة والجذابة من السيارات الكهربائية في جذب انتباه المستهلك الأوروبي والفوز في المنافسة مع المنتجات المحلية، ما أثار ضجة كبيرة من خبراء وساسة مؤخرًا، تحثّ على البحث عن حلول لهذه الأزمة.
ويبدو أن أزمة ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية تطال كل الدول الغربية، بما فيها أميركا، التي زارت وزيرة خزانتها جانيت يلين بكين مؤخرًا لبحث ما إذا كانت شركاتها تستفيد من دعم القطاع في البلاد.
ورغم أن بريطانيا الأوروبية خرجت من التكتل قبل سنوات، فإنها تشهد الاعتراضات نفسها على دعم السيارات الكهربائية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشنَّ بعض أعضاء تحالف السائقين البريطاني Alliance of British Drivers هجومًا شرسًا على سياسة حكومة البلاد بشأن دعم السيارات الكهربائية وتحميل المواطنين تكلفة هذا الدعم، حسبما ذكر تقرير منفصل بموقع "دايلي إكسبريس" يوم الأربعاء 17 أبريل/نيسان 2024.
ودعا التحالف إلى إلغاء الحظر المرتقب على مبيعات سيارات الوقود الأحفوري بدءًا من 2035، وترك حرية الاختيار للمواطنين في شراء ما يريدونه من السيارات.
وكانت الحكومة بقيادة ريشي سوناك قد أجّلت تطبيق هذا القرار من 2030 إلى 2035 قبل عدّة أشهر.
وقال مدير التحالف بوب بول: "عدم خسارة المستهلكين حق الاختيار واجب، كما أن إلقاء أموال الشعب في دعم السيارات الكهربائية لا بد أن يتوقف.. لقد منح نظام الضرائب لسنوات طويلة ميزات هائلة لإقناع المشترين ونشاط الأعمال بالتحول إلى السيارات الكهربائية".
وأضاف: "هذه الأموال ليست مجانية، وقد حصلنا عليها بعد كدّ وكفاح مرير في هذا البلد.. يكفي عند هذا الحدّ".
وبصورة عامة يصارع سائقو سيارات الوقود الأحفوري قطاع السيارات الكهربائية، بسبب الدعم الذي تتلقّاه الأخيرة من الحكومة.
وكشف مسح لـ "دايلي إكسبريس" في 2023، أن 78% من سائقي السيارات يرفضون الدعم الذي يحصل عليه مشترو السيارات الكهربائية لتشجيع التحول إليها.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية تضع أوروبا في مأزق الضرائب.. كيف تجني 160 مليار دولار؟
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. فرصة أوروبا لكسر احتكار الصين
- مسؤول: التحول إلى السيارات الكهربائية في أوروبا يشعل حرب الأسعار
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية تدخل صفقة استحواذ جديدة بقطاع البتروكيماويات في الصين
- سلطنة عمان تحتضن أول مركز لتزويد السفن بالغاز المسال في الشرق الأوسط
- رقم غير متوقع لاحتياطيات حقل ظهر المصري بعد انخفاضها