لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر .. "الطاقة" ترصد أبرز الحلول العملية والأسعار (صور)
داليا الهمشري
ما تزال أزمة انقطاع الكهرباء في مصر تمثّل هاجسًا يوميًا للوحدات السكنية والمحال التجارية، إذ تتسبب في شلل تام للأنشطة -التي يعتمد معظمها على توفير الطاقة- لمدة ساعتين على الأقل.
وكان جهاز تنظيم مرفق الكهرباء في مصر قد أعلن خلال شهر يناير/كانون الثاني 2024 الماضي زيادة أسعار الكهرباء، وتعديل أسعار شرائح الاستهلاك، بالإضافة إلى تغيير خطة تخفيف أحمال الكهرباء، على أن تكون مدة الانقطاع ساعتين فقط لكل منطقة سكنية، بدءًا من الساعة 11 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً بتوقيت مصر.
وبدأت خطة تخفيف الأحمال في فصل الصيف من العام الماضي (2023)، نتيجة لزيادة الاستهلاك اليومي من الكهرباء، بالتزامن مع توجه الحكومة المصرية إلى تصدير الغاز الفائض من خطة تخفيف الأحمال إلى الخارج لحل أزمة العملة الصعبة.
واستأنفت مصر، بدايةً من الإثنين 15 أبريل/نيسان 2024، قطع الكهرباء، في إطار خطة تخفيف الأحمال، مع مراعاة أن تكتفي وزارة الكهرباء بالقطع خلال ساعات النهار خلال مدة امتحانات الطلاب.
ولمواجهة أزمة الكهرباء الحالية في مصر، تسلط منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، الضوء على عدد من الحلول القابلة للتطبيق بأسعار معقولة فيما يلي:
مانع انقطاع التيار الكهربائي
قال الخبير في هندسة الطاقة والبيئة مروان هاني، إن أجهزة الـ"يو بي إس" UPS، أو ما يُطلق عليه "مانع انقطاع التيار الكهربائي" تُعد أبرز الحلول لمواجهة مشكلة انقطاع الكهرباء في مصر.
وأضاف هاني -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذا الجهاز يعمل على تغذية الأحمال من البطارية المُلحقة به عند انقطاع التيار، بالإضافة إلى حماية الأجهزة الحساسة حتى لا تتضرر من جراء الانقطاع المفاجئ.
وتابع أن الآونة الأخيرة شهدت انتشارًا لهذا الجهاز في الاستعمالات المنزلية البسيطة التي تتضمن إضاءة 5 مصابيح وتشغيل شاشة تلفاز وعدد من شواحن الجوال ومروحة أو اثنتين، خلال مدة انقطاع الكهرباء في مصر نتيجة خطة تخفيف الأحمال التي تتراوح ما بين ساعة و4 ساعات يوميًا، على أن تتراوح قدرة المحول ما بين 2 و3 كيلوواط وبطارية بقدرة 12 فولتًا/100 أمبير.
واستطرد قائلًا: "عند تغذية أكثر من وحدة سكنية أو وحدة سكنية كبيرة تحتاج إلى إنارة 10 مصابيح وتشغيل الثلاجة وعدد أكبر من المراوح وشاشتي تلفاز، يتطلب الأمر الاستعانة بالجهاز السابق بقدرة 3 كيلوواط، ولكن باستعمال بطاريتين لتخزين الكهرباء بقدرة 12 فولتًا/100 أمبير لكل وحدة".
وأوضح مروان هاني، أنه ليس من الضروري في الحالتين السابقتين استعمال بطاريات تعمل بالطاقة الشمسية، ولكن يمكن الاستعانة بأنواع مختلفة من البطاريات، مثل بطارية سيارة جديدة أو مُستعملة وحتى بطارية الدراجة الهوائية التي لا يتجاوز سعرها 600 جنيه مصري (12.35 دولارًا أميركيًا)، لتجنب أزمة انقطاع الكهرباء في مصر.
* (الدولار الأميركي = 48.59 جنيهًا مصريًا في السوق الرسمية والموازية).
مولدات الطاقة الشمسية
أكد المتخصص في إحدى شركات الطاقة الشمسية المهندس عاطف جاب الله، أن استعمال مولدات الطاقة الشمسية لم يعد قاصرًا على عمليات الري، وإنما امتد إلى النطاقين المنزلي والتجاري في ظل أزمة الكهرباء الحالية، ومحاولة المواطنين التغلب على ساعات انقطاع الكهرباء في مصر يوميًا.
وأشار جاب الله -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن مولدات الطاقة الشمسية تتكوّن من الألواح الشمسية والعاكس والبطارية وشاحن البطارية.
وتعتمد آلية عمل هذا النوع من المولدات على امتصاص الألواح للإشعاع الشمسي وتحويله إلى كهرباء تُخزن في البطاريات المُدمجة في المُولد.
ولفت إلى أنه يمكن الاستعانة بأحد أنواع المولدات الشمسية الصغيرة في الاستعمالات المنزلية، مثل تشغيل الإضاءة وشاشات التلفاز والمراوح وشحن أجهزة الحاسوب المحمول والهواتف الجوالة، على ألا تتعدى الأحمال قدرة المحول البالغة 300 واط.
وسلط جاب الله الضوء على أسعار مولدات الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أنها تتراوح -بصفة عامة- ما بين 3 آلاف و17 ألف جنيه مصري (61.79 و350.15 دولارًا أميركيًا)، في حين يبلغ سعر النوع المناسب للاستعمالات المنزلية بقدرة 300 واط 4 آلاف جنيه مصري (82.39 دولارًا أميركيًا).
وأوضح جاب الله أنه على الرغم من الارتفاع النسبي في تكلفة مولدات الطاقة الشمسية، مقارنًة بنظيرتها من الديزل، فإنها تتميز بطول عمرها الافتراضي وتوفير نفقات الوقود والصيانة.
مولدات الديزل
أكد جاب الله كفاءة مولدات الديزل، مشيرًا إلى أنها تنتج كمية ثابتة من الكهرباء طول عمرها الافتراضي الذي يتراوح ما بين 8 و10 أعوام، ما يفيد بقوة في تفادي انقطاع الكهرباء في مصر.
وحول تكلفة التشغيل، لفت إلى أن سعر الكيلوواط/ساعة يزيد بازدياد أسعار الوقود عالميًا، كما يحتاج إلى نفقات إضافية لنقل الوقود إلى الموقع الذي يستغرق وقتًا طويلًا في بعض الأحيان.
وتتراوح أسعار مولدات الديزل من 6 آلاف جنيه مصري و50 ألفًا في بعض الأحيان، وفقًا للطرازات المختلفة.
وحدات الإنارة بالطاقة الشمسية
أفاد المهندس المتخصص عاطف جاب الله، بأنه على الرغم من أن وحدات الإنارة بالطاقة الشمسية أو سولار جينيريتور (Solar Generator) ظهرت بمثابة حل يتيح الكهرباء خلال السفر أو الحالات الطارئة، نظرًا إلى صغر حجمها وسهولة حملها واستعمالها في أي وقت ومكان، فإنها أصبحت أحد الحلول المُستعملة لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
وسلط سعيد الضوء -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- على أن هذه الوحدات تتميز بجدوى اقتصادية كبيرة مقارنة بنظيرتها من المولدات التي تعمل بالسولار أو البنزين.
وتعتمد آلية عمل وحدات الإنارة بالطاقة الشمسية على تشغيل الأجهزة بصورة مباشرة من الألواح الشمسية في حال وجود الشمس، في حين تستمد الوحدات الكهرباء مباشرة من البطارية التي تُشحن من خلال الألواح الشمسية نهارًا خلال ساعات الليل.
ويُستعمل العاكس الكهربائي (الإنفرتر) لتحويل الكهرباء الناتجة عن الألواح الشمسية أو البطارية إلى كهرباء متغيرة بقدرة 220 فولتًا للتشغيل المثالي للأجهزة المنزلية.
وحول أسعار الوحدات، كشف المهندس عاطف سعيد عن أنها تتسم بجدوى اقتصادية كبيرة، نظرًا إلى انخفاض أسعارها التي تتراوح بين 1600 و16 ألف جنيه مصري.
الاستعانة بلوح شمسي
كشف الخبير في هندسة الطاقة والبيئة مروان هاني، عن أن لوحًا شمسيًا واحدًا يمكنه أن يقدم حلًا سريعًا لتغذية الوحدات السكنية والمشروعات الصناعية والتجارية المتوسطة خلال ساعات انقطاع الكهرباء في مصر.
وأوضح المهندس مروان هاني -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه العملية تعتمد على استعمال لوح شمسي واحد وجهاز محول بقدرة تتراوح ما بين 2 و3 كيلوواط، وبطارية أو اثنتين بقدرة 12 فولتًا/100 أمبير للوحدة.
ويعمل اللوح الشمسي على امتصاص أشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة كهربائية تُخزن في البطاريات لاستعمالها خلال وقت انقطاع الكهرباء.
كما لفت هاني إلى أنه بالإمكان استعمال جهاز المحول مع البطارية فقط دون الاستعانة باللوح الشمسي عند انقطاع الكهرباء لمدد قصيرة من خلال الشحن من كهرباء الشبكة بعد عودة التيار الكهربائي إلى المنازل.
واقترح هاني استعمال محول الطاقة الشمسية من نوع (Inverter Pure Sine Wave) عندما يتعلق الأمر بتغذية القطاع السكني أو الصيدليات والمعامل، لاشتمال هذه الأماكن على أحمال حساسة للجهد الكهربائي مثل الشاشات الذكية (سمارت) أو أجهزة الحاسب الآلي.
موضوعات متعلقة..
- مصر تستأنف قطع الكهرباء.. ولا تخفيف خلال الامتحانات
- مصر تتحول لاستيراد الغاز المسال.. وتستعد لقطع الكهرباء 4 ساعات
- مصر تستأنف قطع الكهرباء بعد العيد.. وأزمة قادمة في الصيف (خاص)
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي في مصر يبدأ الإنتاج خلال أيام
- الجزائر تعلن "مشروع القرن" في قطاع الطاقة
- لمواجهة انقطاع الكهرباء في مصر.. حل شمسي بأقل سعر
- أحدث توقعات الطلب على النفط والمعروض.. مقارنة لرؤية 3 مؤسسات كبرى (تقرير)