رئيسيةأخبار الغازروسيا وأوكرانياغاز

6 ناقلات غاز مسال روسية تثير الجدل.. ما القصة؟

دينا قدري

أثار مستقبل 6 ناقلات غاز مسال قيد الإنشاء حاليًا في كوريا الجنوبية الانقسامات في أسواق الشحن، وسط استمرار العقوبات الغربية على موسكو ردًا على غزوها أوكرانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي الأصل، خُصّصت ناقلات الغاز المسال الكاسحة للجليد "إيه آر سي 7" لمشروع أركتيك 2 للغاز المسال الذي تديره شركة نوفاتيك (Novatek).

وبسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، أدى الحظر على واردات الطاقة الروسية والعقوبات التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى انعدام جدوى هذه السفن.

وفي وقت سابق من عام 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حوض ومجمع بناء السفن "زفيزادا" المدعوم من الدولة الروسية، الذي يبني السفن لمشروع أركتيك 2 للغاز المسال.

ومع ذلك، على المدى الطويل، من المرجّح استئناف شحن الغاز المسال الروسي، وفقًا لبعض مصادر السوق؛ ما يسمح لهذه السفن بالعودة إلى بحر القطب الشمالي للتحميل.

مصير مجهول

كان بناء ناقلات غاز مسال روسية كاسحة للجليد -التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 172.6 ألف متر مكعب من الغاز المسال- بمثابة قفزة كبيرة إلى الأمام في سوق البناء الجديد.

وتتميز السفن بدرجة عالية من التخصص للعمل في الظروف الجليدية؛ ما يجعلها سفينة مثالية لشحن الغاز المسال من مناطق القطب الشمالي.

ومع ذلك، بسبب التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أفقدت العقوبات هذه السفن جاذبيتها، وجعلت استعمالها في المستقبل غير مؤكد، خاصةً مع ابتعاد المشترين عن الغاز المسال الروسي لصالح الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

وقال أحد سماسرة السفن: "سفن إيه آر سي 7 متخصصة للغاية، ومن ثم فهي ناقلة باهظة الثمن.. من غير المجدي استعمالها ناقلًا تقليديًا؛ لذلك ليس هناك الكثير من الحلول"، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).

ناقلة غاز مسال كاسحة للجليد
ناقلة غاز مسال كاسحة للجليد - الصورة من منصة "أوفشور إنرجي"

حلول لإنقاذ الموقف

يبدو أن تحويل ناقلات الغاز المسال الروسية إلى وحدات تخزين وإعادة تغويز عائمة سيكون غير عملي، إذ من المرجّح أن تُستعمل بوصفها ناقلات تقليدية للغاز المسال.

وقال سمسار سفن: "تبدو لي فكرة وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة أكثر تطرّفًا، إذ إن لديك وفرة من الحمولة القديمة التي تناسب تمامًا أغراض التعديل التطويرية".

وقال سمسار شحن مقيم في آسيا: "أفهم أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض عقوبات على مشروع يهدف إلى تقييد الإمدادات الروسية.. أفترض أنه قد تُدمج هذه السفن في النظام بسبب لوائح الانبعاثات؛ ما يؤدي إلى التخلص التدريجي من السفن القديمة".

وقال سمسار شحن آخر: "ستعمل في الغالب بوصفها ناقلات غاز مسال لبعض الوقت.. ومع تغير الأمور في المستقبل، ستعود إلى التجارة في القطب الشمالي".

وتتفق مصادر السوق الأخرى داخل حوض المحيط الأطلسي -أيضًا- على أن الأسواق العالمية ستعود في النهاية إلى الغاز المسال الروسي؛ بحجّة أن روسيا ما تزال مُصدّرًا مهمًا لهذا الوقود.

وقال أحد سماسرة السفن الأوروبيين: "لا يمكنك تجنب روسيا على المدى الطويل.. ما تزال الصين والهند مستهلكين كبيرين للغاية للغاز المسال الروسي".

سياسة لحظر واردات الغاز المسال الروسي

في سياقٍ متصل، صوّت البرلمان الأوروبي في 11 أبريل/نيسان 2024 لصالح إقرار قواعد تسمح للحكومات الأوروبية بحظر واردات الغاز المسال الروسي، من خلال منع الشركات الروسية من حجز سعة البنية التحتية للغاز.

وتجنَّب الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الغاز الروسي، الذي يعتمد عليه بعض الأعضاء بشكل كبير، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبصفته حلًا بديلًا، تهدف سياسة الغاز الجديدة إلى إنشاء طريق قانوني للحكومات لمنع إمدادات الغاز الروسي إلى بلادها، على الرغم من أنه لم يُشر أيّ مستورد رئيس حتى الآن إلى أنه سيستعمل هذه السياسة.

وتسمح القواعد الجديدة لسوق الغاز في الاتحاد الأوروبي للحكومات بمنع مصدّري الغاز الروسي والبيلاروسي مؤقتًا من تقديم عطاءات للحصول على سعة البنية التحتية اللازمة لتوصيل الغاز والغاز المسال عبر الأنابيب إلى أوروبا، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وخفضت روسيا إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا بعد غزوها أوكرانيا عام 2022؛ ما أدى إلى تقليص الطريق الرئيسة للإمدادات الروسية للوصول إلى أوروبا، لكن الغاز المسال الروسي يواصل التدفق إلى القارة العجوز، معظمه عبر موانٍ في إسبانيا وبلجيكا وفرنسا.

وارتفعت شحنات الغاز المسال الروسي إلى أوروبا العام الماضي (2023) إلى 22 مليار متر مكعب، من نحو 16 مليار متر مكعب في عام 2021، وفقًا لتحليل الاتحاد الأوروبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق