5 دول أوروبية تؤسس أول شبكة لنقل الكربون وتخزينه تحت سطح البحر
أسماء السعداوي
اتفقت 5 دول في شمال أوروبا على التعاون في نقل الكربون عبر الحدود ثم تخزينه تحت سطح البحر في النرويج، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبذلك، تضع الدنمارك والنرويج وبلجيكا وهولندا والسويد الأساس لإقامة شبكة أوروبية مترامية، ضمن مساعٍ لتخفيف حدّة الانبعاثات المسبّبة للاحتباس الحراري وتغير المناخ، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأبرمت الدنمارك وبلجيكا وهولندا والسويد يوم الإثنين (15 أبريل/نيسان 2024) اتفاقيات مع النرويج لنقل الكربون عبر الحدود ثم تخزينه، كما توصلت السويد والدنمارك لاتفاق مماثل فيما بينهما، ما يزيل بعض العقبات من أمام التقنية في منطقة بحر الشمال.
نقل الكربون عبر الحدود وتخزينه
كانت بداية التعاون بين الدول الأوروبية الخمس في عام 2021 عندما وقّعت النرويج وهولندا اتفاقًا للتعاون بقطاع الطاقة في بحر الشمال يتضمن الاستعانة بتقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وأُبرمت اتفاقيات في هذا الصدد بين النرويج وبلجيكا في 2022 والنرويج والدنمارك في 2023، وصدر إعلان مشترك مع السويد في 2022.
وفي 2022 و2023، اتفقت الدنمارك وبلجيكا وهولندا على إجراءات لنقل الكربون وتخزينه.
كما وافقت الدنمارك وفرنسا والسويد وهولندا على تعزيز التعاون داخل الاتحاد الأوروبي من خلال إعلان يَعُدّ احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه أداة رئيسة لمكافحة تغير المناخ.
تعليقًا على الاتفاقيات الجديدة، قال وزير الطاقة النرويجي تيري أوسلاند، إن بلاده تمتلك إمكانات كبيرة لتخزين ثاني أكسيد الكربون في المواقع المحلية ذات القدرات الهائلة، مضيفًا أن تحدي المناخ يتخطى الحدود، ولذلك من المهم تطبيق حلول لنقل الكربون فيما بين الدول.
وأضاف: "هذا يوم مهم للمناخ ولصناعاتنا ولأول مشروع أوروبي واسع النطاق (لونغشيب)"، بحسب البيان الصحفي الذي نشرته الحكومة الهولندية عبر موقعها الرسمي.
نورثرن لايتس
في إطار "لونغشيب"، تتعاون شركات إكوينور النرويجية (Equinor) وشركة النفط متعددة الجنسيات شل (Shell) وتوتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) عبر مشروع نورثرن لايتس (Northern Lights)، من أجل إقامة بنية أساسية مفتوحة ومرنة لنقل الكربون، ثم تخزينه تحت سطح البحر.
يستهدف المشروع الضخم نقل الكربون عبر السفن من مواقع احتجازه إلى محطة لاستقباله في غرب النرويج من أجل تخزينه لمرحلة مؤقتة على سفينتين تعملان بالغاز المسال وطاقة الرياح، ثم نقله عبر الأنابيب إلى مواقع تخزين آمنة بصورة دائمة على عمق 2600 مترًا تحت سطح البحر.
وتمتلك توتال إنرجي وإكوينور وشل حصصًا متساوية (33.3%) في المشروع الذي سيدخل حيز التشغيل خلال العام الجاري (2024)، وفق ما جاء في الموقع الرسمي لشركة توتال.
وبدءًا من 2024، ستشهد المرحلة الأولى تخزين 1.5 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون قبالة سواحل النرويج، وثمة خطط لزيادة القدرات إلى 5 ملايين بحلول 2026.
والمشروع هو الأول من نوعه عالميًا وعلامة فارقة لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة في أوروبا؛ إذ يقدّم للشركات سبيلًا آمنًا ودائمًا لتخزين انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون تحت سطح البحر.
ووافقت حكومة النرويج على "نورثرن لايتس" في 2020 لتطوير سلسلة قيمة واسعة النطاق لاحتجاز الكربون وتخزينه، وعدّه الاتحاد الأوروبي مشروعًا ذا مصلحة مشتركة يساعد مطلقي الانبعاثات بقطاع الصناعة داخل النرويج وفي أوروبا في خفض انبعاثاتهم.
فرصة للحياد الكربوني
قال وزير المناخ والطاقة في هولندا روب جيتين، إن تخزين ثاني أكسيد الكربون أكثر الطرق فاعلية من حيث التكلفة لخفض الانبعاثات لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية.
وأضاف أن التعاون بين النرويج وهولندا لنقل الكربون عبر الحدود خطوة مهمة في تطوير سوق أوروبية مفتوحة لاحتجاز الكربون وتخزينه، ويُسهم في أهداف الاتحاد المناخية والتنمية الاقتصادية.
بدوره، قال وزير شؤون بحر الشمال في بلجيكا بول فان تيغشيلت: إن "تطوير طرق جديدة للحدّ من انبعاثات الكربون أمر حاسم لمستقبل كوكبنا، وتقنية مناخية واعدة"، مضيفًا: "البحر قادر على القيام بدور رئيس في هذا الصدد، لم يكن فحسب ذا أهمية كبيرة في تنظيم مناخنا، بل يقدّم -أيضًا- فرصًا لاحتجاز الكربون وتخزينه".
وتابع: "على مدار العامين الماضيين، توصّلنا لاتفاقيات مع هولندا والدنمارك، واليوم نتخذ خطوة مهمة أخرى مع النرويج لتخزين ثاني أكسيد الكربون في حقول النفط والغاز الناضبة".
من جانبها، قالت وزيرة المناخ والبيئة في السويد رومينا بورمختاري، إن التقنية ستكون ضرورية للحدّ من أزمة المناخ، مضيفة أن احتجاز الكربون وتخزينه والطاقة الحيوية المصحوبة باحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه (BECCS) سيؤديان دورًا رئيسًا في هدف الاتحاد الأوروبي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتابعت: "لدى السويد إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة الحيوية باستعمال احتجاز الكربون وتخزينه، ولدينا مشروعات قيد التطوير، وتلك الاتفاقيات أساسية للسويد ولصناعتنا من أجل مستقبل خالٍ من الوقود الأحفوري".
موضوعات متعلقة..
- دور الهيدروجين الطبيعي في تحقيق الحياد الكربوني يواجه تحديات (تقرير)
- مشروعا ممر الهيدروجين وشبكة احتجاز الكربون يحظيان بثقة الاتحاد الأوروبي
- احتجاز وتخزين الكربون سلاح غير مكتمل في مواجهة تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا تقفز 50% وتسجل رقمًا قياسيًا
- تقليص صادرات النفط النيجيري باشتراطات جديدة.. والاحتياطيات ترتفع
- تخزين الهيدروجين في آبار النفط والغاز الناضبة.. دراسة جديدة
- توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي لأعلى مستوى في 5 أشهر