انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان تتراجع 2.5% خلال العام المالي 2022-2023
محمد عبد السند
- تحقق اليابان نجاحًا في جهود مكافحة الانبعاثات الكربونية
- بلغت الانبعاثات ذروتها مسجلة 1.4 مليار طن في عام 2013-2014
- ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان في أعقاب حادثة مفاعل فوكوشيما التي زلزلت البلاد في عام 2011
- مثلت الطاقة المتجددة في اليابان ما نسبته 21.7% من كمية الكهرباء المولدة في عام 2022-2023
- هبطت الطاقة النووية بواقع 1.3 نقطة مئوية إلى ما نسبته 5.5%
تشهد مكافحة انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان طفرة كبيرة، في حين تسرّع حكومة البلد الآسيوي الخطى نحو استعمال مصادر الطاقة المتجددة عوضًا عن الوقود التقليدي لتسريع وتيرة الجهود المناخية.
وتعتمد طوكيو في تنفيذ تلك المستهدفات الطموحة على استحداث سياسات تحفيزية تغري القطاعات الصناعية العامة والخاصة على تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة وإزالة الكربون من عملياتها التجارية، أملًا في تحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).
ومثّلت مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 20% من إجمالي توليد الكهرباء في اليابان في عام 2021، في حين شكّلت الطاقة النووية 6.9%، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
هبوط قياسي
تراجعت انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان بنسبة 2.5% إلى مستوى قياسي منخفض في العام المالي الممتد إلى مارس/آذار (2023)، بدعم من انخفاض الانبعاثات في القطاعين الصناعي والخدمي، وفق ما أظهرته بيانات حكومية صادرة اليوم الجمعة 12 أبريل/نيسان (2024)، نشرتها وكالة رويترز.
وانخفضت انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان خلال عام 2022-2023 إلى ما يعادل 1.135 مليار طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون، من 1.164 مليار طن خلال العام السابق، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة البيئة في اليابان.
وتُعد أحدث أرقام انبعاثات غازات الدفيئة في البلد الآسيوي هي الأقل منذ بدأت عملية جمع البيانات في عام 1990-1991، كما أنها تأتي بعدما ارتفعت تلك الانبعاثات في عام 2021-2022 للمرة الأولى في 8 سنوات.
وشهد القطاع الصناعي تراجعًا بنسبة 5.3%،في حين سجل القطاع التجاري والخدمي هبوطًا بنسبة 4.2%، رغم أن قطاع النقل شهد صعودًا بنسبة 3.9% نتيجة الزيادة في حركة مرور الركاب وسط تعافي أنشطة الاقتصاد الكلي من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفق بيان وزارة البيئة.
مستهدف طموح
تستهدف اليابان، خامس أكبر بلد في انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، تقليص الانبعاثات بنسبة 46% من مستويات عام 2013 بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وإذا حققت طوكيو فعليًا هذا المستهدف الطموح فستلامس الانبعاثات 0.76 مليار طن في عام 2030، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثل انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان خلال عام 2022-2023 انخفاضًا بنسبة 19.3% من مستوياتها المرصودة في عام 2013.
وقال مسؤول في وزارة البيئة اليابانية: "واصلت الانبعاثات المضي قدمًا في مسار نزولي، لتمضي نحو تحقيق مستهدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050)".
في الوقت نفسه انخفضت كمية غازات الدفيئة التي امتصتها الغابات، ومصادر أخرى في عام 2022-2023 بنسبة 6.4% إلى 50.2 مليون طن، نتيجة كبر عُمر الغابات، وفق تصريحات الوزارة.
وأشارت إلى أن الكمية التي امتصتها الأعشاب البحرية، أحد النظم البيئية للكربون الأزرق، لامست 350 ألف طن، موضحة أن تلك هي المرة الأولى التي تحسب فيها الوزارة هذا الرقم، كما أنها تُعد المحاولة الأولى من نوعها في العالم.
كارثة فوكوشيما
ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان في أعقاب حادثة مفاعل فوكوشيما التي زلزلت البلاد في عام 2011، بعدما قادت إلى غلق المفاعل، وعززت اعتماد طوكيو على مصادر الوقود الأحفوري الحساسة جدًا للبيئة.
وبلغت الانبعاثات ذروتها مسجلة 1.4 مليار طن في عام 2013-2014، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين، بدعم من تزايد استعمال مصادر الطاقة المتجددة، واستئناف تشغيل المفاعلات النووية تدريجيًا.
ومثلت الطاقة المتجددة في اليابان ما نسبته 21.7% من كمية الكهرباء المولدة في عام 2022-2023، والبالغة سعتها 1.01 تريليون كيلوواط/ساعة، بزيادة 1.4 نقطة مئوية عن العام السابق.
كما هبطت الطاقة النووية بواقع 1.3 نقطة مئوية إلى ما نسبته 5.5%، في حين شكّلت الطاقة الحرارية 72.8%، دون تغيير عن العام السابق.
وتعهدت الحكومة اليابانية بتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، ويتمثل هدفها المباشر في خفض الانبعاثات بنسبة 46% بحلول العام المالي 2030 مقارنة بمستوى العام المالي 2013.
العام المالي 2021
تراجعت انبعاثات غازات الدفيئة في اليابان بنسبة 16.9% في العام المالي 2021 عما كانت عليه عندما وصلت إلى ذروتها عند 1.41 مليار طن في العام المالي 2013.
وأدرج مسح أجرته وزارة البيئة اليابانية لغاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، وبدائل مركبات الكلوروفلوروكربون -فئة من المركبات العضوية التي تحتوي على ذرات الكربون والكلور والفلور- بصفتها غازات دفيئة رئيسة، إذ يمثل ثاني أكسيد الكربون 90.9% من جميع الانبعاثات.
وجرى حسم كمية غازات الدفيئة التي تمتصها الغابات والمصادر الأخرى عند حساب إجمالي الانبعاثات، وفق ما علمته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُظهر التوزيع -حسب كل قطاع وما يصدره من انبعاثات الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء والحرارة بناءً على من يستعملها- أن القطاع الصناعي ما يزال صاحب أكبر الانبعاثات، إذ زادت الانبعاثات المنطلقة منه بنسبة 5.4% إلى 373 مليون طن، يليه القطاع التجاري بارتفاع 3.3% إلى 190 مليون طن، وقطاع النقل بارتفاع 0.8% إلى 185 مليون طن.
وفي الوقت نفسه، انخفضت الانبعاثات الناجمة عن المنازل بنسبة 6.3% إلى 156 مليون طن، ما يقل بنسبة 24.8% عن مستوى العام المالي 2013.
موضوعات متعلقة..
- مصر تستعين بالخبرات اليابانية في الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين
- اليابان تتجه إلى تعدين البيتكوين لاستغلال زيادة إنتاج الطاقة المتجددة
- المفاعلات النووية في اليابان ترفع الطلب على المعادن اللازمة للصناعة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تعلن أول توقعاتها للطلب على النفط في 2025
- دولة أفريقية تصدر أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا
-
واردات الصين من النفط تنخفض 6% في مارس