مدير وكالة الطاقة الدولية يرد على انتقادات الكونغرس.. السيناريوهات ليست توقعات (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- فاتح بيرول يرد على اتهامات أعضاء الكونغرس واستفساراتهم النقدية الحادة
- أمن الطاقة ما زال المهمة الأساسية ولكن تفويض الوكالة اتسع مع الزمن
- ساهمنا بدور حيوي في تعزيز أمن الطاقة الأوروبي بعد حرب أوكرانيا
- سعدنا بالتدخل الفوري للولايات المتحدة بإرسال مزيد من شحنات الغاز المسال لأوروبا
- أعددنا سيناريو صافي الانبعاثات المثير للجدل في عام 2021 بناء على طلب بريطانيا
- هذا السيناريو ليس توقعًا ولا ينبغي أن يؤخذ كذلك من صناع القرار في العالم
- سيناريو الحياد الكربوني ليس المسار الوحيد للعالم للوصول بحلول 2050
- نحترم جميع المؤسسات التي تصدر تحليلات أو توقعات أو سيناريوهات مختلفة
رد مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول على انتقادات أعضاء الكونغرس الأميركي بخصوص ما تصدره الوكالة من توقعات متحيزة وسيناريوهات جدلية حول الطلب على النفط والغاز خلال العقود المقبلة.
وقال مدير الوكالة فاتح بيرول، إن السيناريوهات طويلة المدى التي تصدر عن الوكالة بشأن المستقبل، ليست توقعات ولا ينبغي لأحد من القراء أو صناع القرار أن يأخذها على سبيل التنبؤات.
جاء ذلك في خطاب رسمي صادر عن وكالة الطاقة الدولية –حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- موجهًا إلى أعضاء الكونغرس الأميركي المتهمين للوكالة والذين راسلوها خلال الأسابيع الماضية للاستفسار عن طريقة إعدادها للتوقعات، وموقفها المتحيز ضد مصادر النفط والغاز ومشروعاتهما الجديدة.
أبرز انتقادات أعضاء الكونغرس
كانت وحدة أبحاث الطاقة قد انفردت بنشر التفاصيل الكاملة لما ورد في الخطابات الموجهة إلى مدير وكالة الطاقة الدولية في حينها، إذ أرسل الخطاب الأول بتاريخ 20 مارس/آذار الماضي 2024، موقعًا من رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب كاثي مكموريس رودجرز، وأحد أعضاء لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس الشيوخ جون باراسو.
بينما أرسل الخطاب الثاني بتاريخ 3 أبريل/نيسان الحالي (2024)، موقعًا من رئيس اللجنة الفرعية للطاقة والمناخ وأمن الشبكة في مجلس النواب جيف دنكان، إلى جانب كاثي رودجرز.
وتضمنت خطابات أعضاء الكونغرس اتهامات لمدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بالانحراف عن مهام الوكالة الأساسية في تعزيز أمن الطاقة والتحول إلى منبر يدعو إلى سياسات المناخ على حساب المهمة الرئيسة.
كما شملت الخطابات انتقادات واسعة لتوقعات الوكالة بشأن ذروة الطلب على النفط والغاز الطبيعي بحلول 2030، وموقفها المحرض على وقف الاستثمار في المشروعات الجديدة دون النظر لتبعات ذلك وتداعياته على الأسعار وأمن الطاقة في أميركا وأوروبا والعالم.
كما اتهم النواب الوكالة بالمساهمة في أزمة الطاقة المستمرة في العالم، بسبب فشلها في تزويد الحكومات المشاركة ببيانات دقيقة ومحايدة لاتخاذ القرار، وذلك نتيجة الأجندة المناخية الجديدة والتوقعات المعيبة المشكوك فيها بشأن الطلب على النفط والغاز، بحسب مقتطفات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من الخطابات.
كيف رد فاتح بيرول على الانتقادات؟
نفى فاتح بيرول الاتهام الموجهة إليه بالانحراف عن المهمة التأسيسية التي أنشأت وكالة الطاقة الدولية من أجلها (أمن الطاقة) قبل 50 عامًا، حيث تأسست الوكالة عام 1974، بغرض ضمان أمن إمدادات النفط في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن الحظر النفطي العربي في أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
وقال مدير الوكالة، إن أمن الطاقة العالمي لا يزال في قلب أعمالنا وسيظل، مذكرًا باستجابات الوكالة للاضطرابات التي شهدتها أسواق الطاقة خلال السنوات الأخيرة وخاصة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث أصدرت الوكالة خطة عمل مكونة من 10 نقاط بعد أيام من الغزو لمساعدة الاتحاد الأوروبي على تعزيز أمن الطاقة عبر تسريع خفض اعتماد دوله على إمدادات الغاز الروسي.
وشملت هذه التوصيات تسريع التحول إلى المصادر البديلة للغاز الطبيعي عبر الأنابيب مثل الغاز المسال، وهو ما حدث حيث نجحت الولايات المتحدة في التدخل على الفور بشحنات إضافية إلى أوروبا، ما جعل الغاز المسال الآن المصدر الأساسي لإمدادات الغاز لأوروبا فعليًا.
وأعرب فاتح بيرول عن سعادته بالتدخل الفوري للولايات المتحدة مشيرًا إلى أن هذا التدخل يؤكد مرة أخرى مدى نجاح ثورة النفط الصخري في إعادة تشكيل مشهد الطاقة العالمي، ما يساعد في تعزيز أمن الطاقة من خلال تنويع خيارات المعروض بالنسبة للمستوردين.
وقال بيرول، إن الدور الذي قامت به الوكالة عقب الحرب الأوكرانية أسهم في توفير الاستقرار لأسواق النفط وساعد في حماية الاقتصاد العالمي من المخاطر الاجتماعية والآثار الاقتصادية، مشيرًا إلى أن هذا الدور اعترف به عدد من القادة الحكوميين في جميع أنحاء العالم.
تفويض الوكالة اتسع مع الزمن
قال فاتح بيرول، إن التزام وكالة الطاقة الدولية بأمن النفط والغاز لم يتضائل، لكن خبرة الوكالة ورسالتها قد اتسعت على مر السنين، حيث صارت قضايا أمن الطاقة الجديدة والناشئة من تفويضات عمل الوكالة الآن، وهو ما انعكس في عملها الرائد بشأن تهديدات أمن الطاقة التي تلوح في الأفق والمرتبطة بالمعادن الحيوية وسلاسل توريد الطاقة النظيفة.
وأشار بيرول إلى أول قمة دولية على الإطلاق عقدتها وكالة الطاقة الدولية في عام 2023 حول قضايا المعادن الحيوية في العالم وضرورة تسريع التدابير الرامية إلى تعزيز الأمن والاستدامة والمسؤولية في توفير المواد الخام اللازمة لتقنيات الطاقة النظيفة عالميًا.
أما بالنسبة لتوقعات النفط والغاز الجدلية محل الانتقاد من أعضاء الكونغرس، فقد أكد فاتح بيرول على أن السيناريوهات التي تصدرها الوكالة ليست توقعات ولا ينبغي أن تؤخذ بهذا المفهوم، بل هي مجرد سيناريوهات تهدف إلى تعميق فهم مشهد الطاقة في المستقبل من خلال تقييم الفرص والمخاطر التي تنتظر العالم والعواقب المختلفة لمسارات العمل أو عدم الفعل.
سيناريو الحياد الكربوني ليس المسار الوحيد للعالم
يشير فاتح بيرول إلى أن الوكالة أصدرت سيناريو صافي الانبعاثات أو الحياد الكربوني في عام 2021 استجابة لطلب المملكة المتحدة رئيسة قمة المناخ كوب 26، والعدد المتزايد من تعهدات صافي الانبعاثات التي قدمتها الدول والشركات في جميع أنحاء العالم.
وينطلق هذا السيناريو بالأساس من التحليلات العلمية التي تحذر من أن تجاوز درجة الاحتباس الحراري لـ 1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى تصاعد التأثيرات السلبية لتغير المناخ بصورة كبيرة على العالم.
استنادًا إلى ذلك يتناول هذا السيناريو رسم مسار لقطاع الطاقة العالمي لتحقيق صافي الانبعاثات بحلول عام 2050، والوصول العالمي إلى الكهرباء والطهي النظيف بحلول عام 2030، من خلال نشر مجموعة واسطة من تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا.
وبحسب هذا السيناريو، فقد تؤدي الزيادة الكبيرة في نشر الطاقة النظيفة إلى انخفاض حاد في الطلب على النفط والغاز، ما يعني أنه لن تكون هناك حاجة إلى مشروعات جديدة طويلة الأمد لتلبية الطلب العالمي على الطاقة.
في الوقت نفسه، يؤكد هذا السيناريو على أن تسلسل الزيادة في استثمارات الطاقة النظيفة وتراجع الاستثمار في إمدادات الوقود الأحفوري أمر حيوي لضمان أمن الطاقة وتجنب ارتفاع الأسعار أو حدوث تخمة عرض ضارة.
أحترم جميع المؤسسات التي تصدر تحليلات أخرى
كرر فاتح بيرول في معرض رده على أعضاء الكونغرس على أن سيناريوهات الوكالة المدى ليست توقعات ولا يبنغي أن تؤخذ على هذا النحو، وذلك في معرض رده على سؤال: هل توصى الوكالة الحكومات ببدء تخفيض استهلاكها من النفط والغاز استنادًا إلى توقعات الوكالة بشأن ذروة الطلب على النفط والغاز بحلول 2030 .
كما شدد بيرول أن أن سيناريو "ZNE" المثير للجدل هو أحد المسارات الممكنة لوصول قطاع الطاقة العالمية إلى تحقيق صافي الانبعاثات بحلول 2050، وليس المسار الوحيد لتحقيق ذلك.
كما شدد بيرول إلى أن وكالة الطاقة الدولية تحترم جميع المنظمات والشركات الدولية الأخرى التي تصدر توقعات أو سيناريوهات طويلة المدى بشأن مستقبل نظام الطاقة في العالم واحتمالات تطوره خلال العقود المقبلة.
وشمل خطاب بيرول مقتطفات من تحليلات وسيناريوهات مستقبلية صادرة عن شركات إكسون موبيل، وإكوينور، وبي بي، وشل، وتوتال إنرجي، تتقاطع مع بعض ما ذهبت إليه الوكالة في سيناريوهاتها محل الجدل، مشيرًا إلى أن الوكالة على تواصل دائم مع هذه الكيانات وأصحاب المصلحة حول العالم.
كما نوه مدير الوكالة إلى أن مجموعة السيناريوهات التي تصدرها الوكالة تنطلق من افتراضات مختلفة عما تنطلق منه هذه المؤسسات في تصور الكيفية التي سيتطور بها نظام الطاقة في المستقبل، ما يفسر الاختلافات الظاهرة في السيناريوهات المتداولة بحلول عام 2050.
موضوعات متعلقة..
- مدير وكالة الطاقة الدولية يواجه استجواب الكونغرس.. عشرات الأسئلة تنتظر إجاباته
- شيفرون تهاجم وكالة الطاقة: لا نبيع منتجات شيطانية.. وتقديراتكم غير واقعية
- رؤساء 5 شركات عالمية يهاجمون وكالة الطاقة الدولية: إقصاء النفط نتيجته الفوضى
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي يفضح أكاذيب التغير المناخي.. هكذا يُضلل بايدن والغرب العالم (صوت)
- وزير الطاقة السعودي يرد على وكالة الطاقة: "الهيدروكربونات موجودة لتبقى"
- الملياردير الأميركي إيلون ماسك يدافع عن النفط والغاز.. ماذا قال؟
- وكالة الطاقة الدولية تحذر شركات النفط والغاز من "وهم" احتجاز الكربون وتخزينه