أخبار النفطرئيسيةنفط

الملياردير الأميركي إيلون ماسك يدافع عن النفط والغاز.. ماذا قال؟

محمد عبد السند

أظهر قطب الأعمال والملياردير الأميركي إيلون ماسك، موقفًا متوازنًا بشأن جدلية الوقود الأحفوري؛ إذ لم يَظهر متجنيًا -مثل رواد أعمال آخرين- على استعمال مصادر الفحم والنفط والغاز الطبيعي في توليد الكهرباء.

يأتي هذا في الوقت الذي تتبنى فيه حكومات عالمية موقفًا مؤيدًا للتخلص من المصادر التقليدية الحساسة جدًا للبيئة، مطالبين بالاستعاضة عنها بنظيرتها المتجددة في إطار هدف أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وتعزيز أمن الطاقة.

وفي هذا السياق أكد إيلون ماسك أنه لا ينبغي شيطنة الوقود الأحفوري (ممثلًا في النفط والغاز)، قائلًا، في الوقت ذاته، إنه من المهم خفض حدة الانبعاثات الكربونية بهدف المحافظة على كوكب الأرض، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

وقال ماسك: "جرس إنذار التغيرات المناخية مبالغ فيه على المدى القصير"، مضيفًا أن الحركات البيئية ربما تكون ذهبت إلى أبعد من هذا بكثير؛ ما جعل الناس يفقدون إيمانهم في المستقبل".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال فعالية نظّمها حزب "إخوة إيطاليا" اليميني الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني.

وأضاف ماسك أنه يعُد نفسه مدافعًا عن البيئة، مشيرًا إلى أنه من المهم، على المدى الطويل، أن تخفض الصناعات مليارات الأطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون التي تستهلكها من الأرض ثم تطلقها في الغلاف الجوي عبر حرق الوقود الأحفوري.

وتابع ماسك: "لا ينبغي أن نشيطن النفط والغاز على المدى المتوسط"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

النفط والغاز

ليست تلك هي المرة الأولى التي يدافع فيها الرئيس التنفيذي لعملاقة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا إيلون ماسك، عن الوقود الأحفوري؛ إذ سبق أن ربط بين النفط والغاز من ناحية، واستمرار الحضارة الإنسانية وتحقيق المستقبل المستدام من ناحية أخرى، في تصريحات أطلقها على هامش مؤتمر للطاقة في مدينة ستافنغر الجنوبية في النرويج، خلال أغسطس/آب (2022)،

ويرى ماسك أن النفط والغاز باتا لا غنى عنهما لاستدامة الحضارة؛ لذا فإن هناك ضرورة لإنتاج المزيد منهما.

غير أنه طالب في الوقت ذاته العالم بالتحرك نحو اقتصاد الطاقة المستدامة، بحسب تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

محطة كهرباء عاملة بالفخم
أبراج تبريد في إحدى محطات الكهرباء - الصورة من newscientist

اتفاق تاريخي

يوم الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول (2023) توصلت قمة المناخ كوب 28 إلى اتفاق تاريخي يمكن أن يقود العالم للمرة الأولى إلى التحول بعيدًا عن استعمال الوقود الأحفوري، لتجنّب التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ.

ومؤخرًا اتفق ممثلون من قرابة 200 دولة حول العالم، خلال قمة المناخ كوب 28 التي اختتمت فعالياتها مؤخرًا في مدينة دبي، على البدء في تقليص الاستهلاك العالمي لمصادر الوقود الأحفوري بهدف تجنب أسوأ كارثة مناخية.

ونصَّ اتفاق كوب 28 على التحول عن استعمال الوقود الأحفوري في نظم الطاقة، بدءَا من العقد الحالي، وفق آلية عادلة ومنظمة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

غير أن الاتفاق لم يتضمّن صراحةً دعوة العالم إلى "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز).

الغلبة للوقود الأحفوري

أظهرت نتائج تقرير حديث صادر عن مركز إمبر (Ember)، المتخصص في أبحاث الطاقة، أن ما يزيد على 60% من معدلات توليد الكهرباء العالمية خلال أول 8 أشهر من العام الجاري جاءت من مصادر الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز الطبيعي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتصدّرت الهند قائمة مستعملي الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بنسبة 75%، تليها بولندا بنسبة 73%، والصين 65%، واليابان 63%، والولايات المتحدة 59%، وتركيا 57%.

كوب 28 والطاقة المتجددة

شهدت معدلات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة عالميًا صعودًا بنحو 3 أضعاف نظيرتها بالوقود الأحفوري منذ عام 2019،، وهو ما أنعش آمال التحول الأخضر بعيدًا عن الوقود التقليدي.

غير أن حصة الطاقة المتجددة في النسبة الإجمالية لتوليد الكهرباء لم تتجاوز عتبة الـ40% خلال المدة بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب (2023)، بحسب بيانات مركز إمبر.

ومن ثم فإن توليد الكهرباء بمصادر الوقود الأحفوري ما زال المصدر الرئيس للكهرباء في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق