أخبار منوعةرئيسيةمنوعات

واردات أكبر مستورد للفحم في العالم محل خلاف.. ما القصة؟

أسماء السعداوي

أثار حجم واردات أكبر مستورد للفحم في العالم حالة من الجدل ما بين توقعات بالانخفاض خلال العام الجاري (2024)، وأدلة فعلية على زيادة المشتريات خلال الربع الأول وفي العام الماضي.

وتشير تقديرات خلال مؤتمر عن الفحم في الصين عُقد في مدينة شيامن بشهر مارس/آذار 2024، إلى أن واردات الفحم ستظل ثابتة أو لن ترتفع خلال هذا العام.

لكن واردات الفحم المنقولة بحرًا بكل أنواعه كانت مرتفعة خلال أول 3 أشهر من العام الجديد؛ إذ قفزت بنسبة 16.9% على أساس سنوي.

وكان الفحم المصدر الرئيس لتوليد الكهرباء في الصين بنسبة 59% خلال عام 2023 المنصرم، مقارنة بـ15% لمصادر الطاقة المتجددة باستثناء الطاقة الكهرومائية.

ورغم أن الحكومة تستهدف خفض حصة الفحم تحقيقًا لأهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2060، فإن عدد المحطات التي حصلت على تراخيص جديدة أثار انتقادات، وهو ما بررته بكين بالحاجة لتحقيق متطلبات أمن الطاقة وتلبية الطلب المتزايد.

واردات أكبر مستورد للفحم في العالم

ارتفعت واردات الصين من الفحم المنقول بحرًا في الربع الأول من 2024 إلى 97.43 مليون طن متري، بزيادة عن 83.36 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات شركة التحليلات كبلر (Kpler).

كما استوردت الصين كميات قياسية من الفحم خلال العام الماضي، لتبلغ 474.42 مليون طن، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وثمة توقعات -أيضًا- بزيادة واردات أكبر مستورد للفحم في العالم خلال العام الجاري، لتتراوح بين 450 و500 مليون طن.

ووفق بيانات جمركية، استقبلت الصين في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط (2024) 74.52 مليون طن، بزيادة قدرها 23% على أساس سنوي.

وتشمل بيانات الجمارك بالإضافة للواردات المنقولة بحرًا، الإمدادات البرية من الدول المجاورة، وخاصة منغوليا التي تصدّر معظم احتياجات صناعة الصلب.

منجم فحم في الصين
منجم فحم في الصين - الصورة من وكالة بلومبرغ

توليد الكهرباء بالفحم

يشكّل الفحم الحراري -الذي يُستعمل بصورة رئيسة في توليد الكهرباء وبعض عمليات الصناعة- الغالبية العظمى من واردات الصين، في حين تعتمد بكين على واردات أقل من الفحم المعدني المنقول بحرًا.

وعلى نحو خاص، تأتي واردات الفحم الحراري من أستراليا وروسيا وإندونيسيا.

وتتناقض تقديرات مسؤولي الصناعة بانخفاض واردات الفحم في 2024 مع توقعات أخرى لإدارة الطاقة الوطنية (NEA) بزيادة توليد الكهرباء بنسبة 5.3% مقارنة بالعام الماضي، إلى 9.96 تريليون كيلوواط، بسبب انتشار المركبات الكهربائية وتحسّن مستويات المعيشة التي عززت الطلب.

يعكس ذلك مخاوف متزايدة بشأن قدرة الشبكة على استيعاب الطلب بما يدفعها لزيادة استعمال الفحم، وبالفعل دعا منظم الطاقة المحلي إلى تسريع بناء وتشغيل محطات الفحم التي حصلت على تراخيص في المناطق التي تعاني من شح إمدادات الكهرباء.

وحاليًا، تتسارع وتيرة إنتاج الكهرباء بما يفوق إجمالي الناتج المحلي بسبب تزايد مبيعات السيارات الكهربائية والأجهزة الكهربائية مثل مكيّفات الهواء.

وتشكّل عدّة مصادر مزيج الكهرباء في الصين، مثل الطاقة الكهرومائية التي انخفض إنتاجها على مدار العامين الماضيين بسبب الجفاف الذي بدأ في منتصف 2022، وهو ما دفع بكين إلى اللجوء إلى الفحم لتلبية الاستهلاك.

أسعار الفحم الحراري

ثمة عوامل رئيسة تحدد حجم واردات الفحم الحراري، ومنها إنتاج الفحم المحلي، وما إذا كان سيلبي الزيادة في الطلب، وأسعار واردات الفحم، وما إذا كانت ستحتفظ بميزتها التنافسية مقارنة بالإمدادات المحلية.

وانخفضت أسعار الفحم الحراري في الصين على مدار الأسابيع الأخيرة، وقدّر مستشارون في شركة ستيل هوم (SteelHome) سعر الفحم في ميناء تشينهوانغداو شمالًا عند 810 يوان (112.03 دولارًا أميركيًا) للطن يوم الإثنين 8 أبريل/نيسان 2024.

ويمثّل ذلك انخفاضًا كبيرًا عن سعر 940 يوانًا للطن المسجل في 26 فبراير/شباط، و1.040 يوانًا في الوقت نفسه من العام الماضي.

رجل أمام أبراج محطة كهرباء تعمل بالفحم في الصين
رجل أمام أبراج محطة كهرباء تعمل بالفحم في الصين - الصورة من "ذا تايمز"

وانخفض سعر طن الفحم الحراري الإندونيسي الذي يحتوي على 4.200 كيلو كالوري للكيلوغرام إلى الصين إلى 54.83 دولارًا للطن في الأسبوع المنتهي في الأول من أبريل/نيسان الجاري، وفق بيانات وكالة أرغوس (Argus).

وبذلك، ينخفض سعر الواردات من إندونيسيا (أكبر مصدّر للفحم الحراري إلى الصين) بنسبة 40% منذ وصوله لأعلى مستوى له في مطلع ديسمبر/كانون الأول (2023) عندما بلغ 90.45 دولارًا للطن.

وسجل سعر الفحم الحراري الأسترالي الذي يحتوى على 5500 كيلو كالوري للكيلوغرام، 85.69 دولارًا للطن في الأسبوع المنتهي في 5 أبريل/نيسان، في أدنى مستوى خلال 7 أشهر، وبانخفاض عن 96.60 دولارًا للطن في بداية مارس/آذار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق