تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

إضافات الطاقة النووية في أوروبا تواجه تحديات.. التمويل أبرزها (تقرير)

أسماء السعداوي

تتهيّأ الطاقة النووية في أوروبا لأداء دور مهم في خطة التحول عن مصادر الوقود الأحفوري من أجل خفض انبعاثات الكربون الملوثة للبيئة.

ودعمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، توسيع الأسطول النووي بوصفه أحد أرخص الطرق لتوفير الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة.

وفي هذا الصدد، كشف تحالف من 15 دولة داعمة للتقنية النووية داخل الاتحاد الأوروبي عن أن الكتلة بحاجة لإقامة أكثر من 30 مفاعلًا جديدًا بقدرة 50 غيغاواط بحلول عام 2050، لتحقيق أهداف تحول الطاقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لكن خبراء أشاروا إلى تحديات جمع التكاليف، وخاصة وسط حالة عدم اليقين التي تغلّف استثمارات الطاقة النووية وآخرها تردد بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) في تقديم مزيد من التمويلات للمشروعات، لكنه في المقابل سيمنح الأولوية للطاقة المتجددة حتى 2030.

وبالإضافة إلى ذلك، تظهر مشكلات التأخير في التسليم بسبب تعقيد المفاعلات النووية الكبيرة، وهو ما لفت إلى دور المفاعلات المعيارية الصغيرة بوصفها بديلًا أسهل.

تمويل مفاعلات الطاقة النووية

تشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة إنشاء محطات الطاقة النووية الجديدة ستتراوح بين 5 مليارات و11 مليار يورو لكل غيغاواط (5.4 مليارًا - 11.9 مليار دولار).

لكن أستاذ اقتصادات الطاقة جاك بيرسيبوا، شكّك في تلك التقديرات، قائلًا إنها تعكس قدرًا كبيرًا من عدم اليقين والتباين في الافتراضات، بحسب تقرير نشرته منصة "يوراكتيف" (Euractiv).

ولفت إلى أنه عند حساب التكاليف من حيث تكلفة إنتاج الكهرباء والتي تُقاس بالكيلوواط/ساعة أو الغيغاواط/ساعة، يؤخذ في الحسبان إجمالي تكاليف تشغيل وحدة توليد الكهرباء، وهي استثمارات البناء والتشغيل والوقود، وهو ما يُشار إليه بالتكلفة المستوية للكهرباء (LCOE).

لكن التقديرات عادة ما تركز فقط على تكاليف استثمارات البناء لمحطة ما، والتي تُقاس بالغيغاواط.

وأوضح أنها (تكاليف البناء) تمثل نحو 70% من تكلفة بناء مفاعل جديد، لكن تكاليف التشغيل تمثل وحدها 15% فقط وتكاليف الوقود نحو الـ15% الأخرى من التكلفة الإجمالية.

وربما تشمل التقديرات المختلفة أيضًا أو تستبعد تكاليف خروج المفاعلات من الخدمة والتخلص من النفايات، كما تتأثر التكاليف بشدة بالافتراضات بشأن عوامل خارجية ومنها معدلات التضخم المستقبلية.

وفي القلب من عملية بناء محطات الطاقة النووية في أوروبا، توجد عقبة التمويل التي قد تؤثر في الفاتورة النهائية بأكثر أو أقل من 30%، حسبما يقول بيرسيبوا.

محطة أولكيلوتو 3 النووية
محطة أولكيلوتو 3 النووية - الصورة من وكالة رويترز

طرق التمويل

توجد 4 طرق لتمويل المشروعات وهي: الملكية وتمويل رأس المال السهمي والاقتراض والإعانات الحكومية.

ويندر اللجوء إلى استثمارات الملكية الخاصة من الخارج لتطوير مفاعلات نووية في أوروبا.

ويوجد نموذج يُستَكشف حاليًا عبر التعاون بين كبار مستهلكي الكهرباء من قطاع الصناعة للاستثمار في بناء المحطة، وفي مقابل ذلك يستفيدون بحقوق حصرية للحصول على كل أو جزء من الكهرباء المنتجة، ويُطَبَّق هذا النموذج في مفاعل أولكيلوتو 3 في فنلندا.

وتعليقًا على ذلك النوع، يقول أستاذ الاقتصاد في المدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس فرانسو ليفيك، إنه ممكن لكنه لن يكون الأكثر انتشارًا في أوروبا؛ لأن عددًا قليلًا من المستهلكين قادر على استيعاب ذلك الإنتاج الهائل للمفاعل النووية.

وبذلك، يكون الاقتراض هو الطريق الرئيس أمام رأس المال الخاص لتمويل بناء مفاعلات الطاقة النووية في أوروبا.

لكن تكاليف الاقتراض ضخمة وتعتمد على حجم المبلغ المطلوب والمُقترِض نفسه وثقة المصرف بفرص نجاح المشروع.

وثمة طرق عديدة لخفض تكاليف الفوائد على القروض، وأهمها هو خفض حجم القرض عبر تعظيم الاستفادة الإعانات الحكومية والممتلكات العامة.

ويمكن للدولة الراغبة في دعم إنشاء محطة نووية جديدة الاستعانة بقواعد التمويل التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء، وتدعو بعض الدول إلى توفير إمكان الاستفادة من الأموال الأوروبية لتمويل المحطات النووية أو إنشاء صناديق جديدة متخصصة.

وثبُتت أهمية الدعم التمويلي من المصارف العامة مثل بنك الاستثمار الأوروبي؛ لأن مساهمتهم ضرورية بسبب انخفاض معدلات الفائدة والإشارة الإيجابية التي تبعث بها للمستثمرين الآخرين، حسبما يقول مندوب جمعية "سفين" الفرنسية (Sfen) فاليري فودون.

ويمكن أيضًا أن تشارك الدولة نفسها بوصفها حاملة أسهم كما في فرنسا وشركة "إي دي إف" (EDF)؛ حيث يمكن ضخ رأس المال مباشرة؛ ما يخفض خطر الإعسار، ويمكن للشركات العاملة بقطاع الطاقة النووية استعمال ميزانيتها الخاصة لتمويل عملية البناء، ومن شأن كلا النهجين أن يساعدا في خفض معدلات الفائدة على القروض.

إنتاج الكهرباء

يؤثر معدل إنتاج الكهرباء بشدة في تكاليف التشغيل المتوقعة، وفي فرنسا أدى تفاؤل لجنة تنظيم الطاقة بشأن قدرات الإنتاج النووية إلى تقدير تكلفة الكهرباء حاليًا من 56 مفاعلًا قيد التشغيل إلى نحو 60 يورو (65.1 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بتسعير شركة "إي دي إف" البالغ 75 يورو (81.3 دولارًا) للميغاواط/ساعة.

لكن يصعب التنبؤ بمعدلات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية؛ لأنها تعتمد بصورة كبيرة على منظومة الكهرباء ومزيجها خلال السنوات المقبلة، وهو أمر غير معروف بوضوح على مدار الأعوام الـ15 إلى الـ30 المقبلة.

محطة هنكلي بوينت النووية
محطة هنكلي بوينت النووية - الصورة من منصة "يورو نيوز"

تحديد نوع المفاعلات

سيكون اختيار نوع التقنية المستعملة في المحطات الجديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في أوروبا عاملًا حاسمًا.

وتحمل المفاعلات الكبيرة قدرًا كبيرًا من التعقيد، وهو ما يؤدي لتأخيرات في البناء وتجاوز نفقات التشغيل المقررة، وهو ما يحدث بالفعل في المفاعلات قيد البناء في فرنسا ومفاعل هنكلي بوينت في المملكة المتحدة.

وبدورهم، يقول المدافعون عن المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMR) إنه يمكن التغلب على المشكلة من خلال إنتاج محطات نووية صغيرة بعدد كبير.

وبذلك، يمكن أن تنخفض التكلفة بما يتراوح بين 20 و25% عن تكاليف المفاعل الكبير.

وفي فرنسا، يقول خبراء إن وفورات التكاليف بهذه التقنية ستبدأ من مفاعلات الجيل الخامس وما بعدها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق