روسيا تهيمن على واردات الهند من النفط.. وبيانات عالمية تُنصِف الحجي
محمد عبد السند
- الحجي يفنّد شائعات وسائل الإعلام بشأن واردات الهند من النفط الروسي
- شكّل الخام الروسي ما نسبته 35% من إجمالي واردات الهند من النفط
- زادت مصافي النفط الهندية من الخام الروسي خلال فبراير (2024) بنسبة 2.8%
- كان الخام الروسي يُباع في البداية بحسم يصل إلى 30 دولارًا للبرميل مقارنة بسعر مزيج خام برنت القياسي
اقتنصت روسيا نصيب الأسد من واردات الهند من النفط خلال العام المالي (2023-2024)، في الوقت الذي تراجعت فيه حصص بلدان عربية ومعها الولايات المتحدة.
تأتي البيانات متسقة مع الرواية التي ساقها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بشأن ارتفاع واردات نيودلهي من النفط الروسي، خلافًا لما تزعمه بعض وسائل الإعلام العالمية.
وروّجت عدد من وسائل الإعلام أقاويل حول تراجع واردات الهند من النفط الروسي، تحت مزاعم مخاوف نيودلهي من الوقوع تحت طائلة العقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة في موسكو، مشيرة إلى توقف إمدادات خام الأورال، وفق تطورات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
واردات الهند من النفط الروسي
هيمنت روسيا على واردات الهند من النفط خلال عام 2023-2024 (انتهي في 31 مارس/آذار) رغم تراجع الحسومات التي تقدمها موسكو إلى عملائها على الخام متجاوزة سقف العقوبات المفروضة عليها من قبل مجموعة الـ7 على خلفية الحرب الأوكرانية، بحسب صحيفة تايمز أوف إنديا (The Times of India).
وشكل الخام الروسي ما نسبته 35% من إجمالي واردات الهند من النفط، بزيادة من 23% في العام المالي السابق، وفق أحدث التقديرات الصادرة عن شركة فورتيكسا (Vortexa) للتحليلات النفطية.
في المقابل شهد مصدرون كبار آخرون -أمثال المملكة العربية السعودية والإمارات والعراق والولايات المتحدة الأميركية- هبوطًا في حصصهم من واردات نيودلهي من النفط.
وعادة ما تبرز البيانات حجم التراجع في النسب، في الوقت الذي تكاد تكون فيه الأحجام قريبة من مثيلاتها في الأعوام السابقة، إذ تؤكد أرقام العديد من الرسومات البيانية والأرقام أن صادرات دول الخليج إلى الهند تكاد تكون مستقرة عند الكميات نفسها، وأن تراجع النسبة يأتي بالتزامن مع زيادة الطلب.
وتراجعت حصة العراق في واردات النفط الهندية بنسبة 20%، في حين تراجعت حصة السعودية إلى 15%، والإمارات إلى 6%، أما الولايات المتحدة فقد انخفضت حصتها إلى 3.5%.
وبلغت إمدادات النفط الروسي إلى الهند 1.57 مليون برميل يوميًا في العام المالي 2024، مقارنةً بمليون برميل يوميًا في العام المالي السابق.
في المقابل تراجعت إمدادات العراق إلى 0.89 مليون برميل يوميًا من 0.95 مليون برميل يوميًا، كما انخفضت إمدادات السعودية إلى 0.69 مليون برميل يوميًا من 0.78 مليون برميل يوميًا.
حسومات جاذبة رغم تراجعها
قال أحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعة: "ما يضمن هيمنة روسيا على واردات الهند من النفط هو الحسومات المقدمة، وإلا لماذا تشتري المصافي الهندية الخام من روسيا؟ فالتكلفة والوقت اللازمان لشحن الخام من روسيا إلى الهند كبيران".
وهبطت الحسومات المقدمة على النفط الروسي بصورة كبيرة منذ بداية الحرب الأوكرانية في 22 فبراير/شباط (2022)، إذ كان الخام الروسي يُباع، في البداية، بحسم يصل إلى 30 دولارًا للبرميل مقارنة بسعر مزيج خام برنت القياسي، لكن تراجعت قيمة هذا الحسم -حاليًا- إلى ما يتراوح بين 2 و3 دولارات للبرميل، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتفضّل مصافي النفط الهندية الحكومية خام الأورال الروسي منخفض التكلفة، متجنبة التعقيدات ذات الصحة بالشحن والتأمين، إذ كانت في البداية تتمتع بحسومات تتراوح قيمتها في المتوسط بين 13 و12 دولارًا للبرميل.
لكن تقلصت تلك الحسومات خلال أشهر قليلة، إلى ما يتراوح بين 5 و7 دولارات للبرميل، قبل أن تتراجع بدرجة أكبر إلى ما يتراوح بين 2 و3 دولارات للبرميل خلال الأشهر الأخيرة.
الحجي يفنّد الشائعات
تعضد البيانات التي أوردتها شركة فورتيكسا ما قاله مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بشأن زيادة واردات الهند من النفط.
ونفى الحجي في تغريدة بموقع "إكس" (تويتر سابقًا) ما وصفته بعض وسائل الإعلام بأنه "انهيار" في مشتريات نيودلهي من الخام، مستشهدًا ببيانات أوردتها شركة كبلر (Kpler) التي نفت تلك الشائعات جملة وتفصيلًا.
وقال الحجي، في تغريدة كتبها في 25 مارس/آذار (2024): "عند قراءة أنباء عن واردات الهند من النفط الروسي في بعض وسائل الإعلام، بمقدورك أن تظن أن تلك الواردات تنهار، وهو ما تنفيه بيانات شركة كبلر".
وتابع الحجي، حينها، بقوله إن أرقام كبلر تعكس ارتفاعًا في واردات الهند من النفط الروسي الأسبوع الماضي إلى 1.953 مليون برميل يوميًا، صعودًا بواقع 126 ألف برميل يوميًا عن الأسبوع السابق.
وكان العديد من وسائل الإعلام، على رأسها بلومبرغ، قد نشرت ما يفيد بتوقف جميع مصافي التكرير الهندية عن شراء خام الأورال المنقول على متن ناقلات شركة الشحن الروسية "سوفكومفلوت" (Sovcomflot)، خشية تعرضها للعقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.
بطولات وهمية
في 10 من شهر مارس/آذار (2024) وخلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" بعنوان "العقوبات الغربية على النفط الروسي.. بهرجة إعلامية وبطولات وهمية"، لفت الحجي إلى أن الخام الروسي يعبر كل المضائق المائية التركية، والبحر المتوسط، وقناة السويس، والبحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وبحر العرب، وخليج عمان، قاصدًا الهند والصين وغيرهما.
وأضاف: "التغيير الأساس أن الزيادة في الصادرات النفطية الروسية المتجهة إلى دول قارة آسيا كانت كبيرة، إذ قفزت من 250 ألف برميل يوميًا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى 1.7 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي".
وزادت مصافي النفط الهندية من الخام الروسي خلال فبراير/شباط (2024) بنسبة 2.8%، مقارنةً بشهر يناير/كانون الثاني، مسجلةً 1.51 مليون برميل يوميًا، غير أنها كانت أقل بنسبة 12.2% عن الشهر ذاته من 2023، وفق مصادر محلية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما مثّلت واردات الهند من النفط الروسي خلال فبراير/شباط (2024) ما يزيد على 32% من إجمالي واردات الخام في البلد الآسيوي، نظير 28% فقط في يناير/كانون الثاني (2024).
ثم تطرّق الحجي إلى حقيقة الخلاف المثار بين الهند وروسيا -وفق ما تردده وسائل الإعلام- ومدى تأثر نيودلهي بالعقوبات الأميركية وسقف الأسعار، مؤكدًا أن هذا الكلام -يأتي كله من بلومبرغ- ينافي الحقيقة تمامًا، مؤكدًا أن بلومبرغ تتحدث عن صفقة جرت بين شركة هندية وأخرى روسية، على نفط يُسمى "سوكول".
موضوعات متعلقة..
- الحجي: واردات الهند من النفط الروسي ترتفع.. وانهيارها "إعلاميّ" فقط
- واردات الهند من النفط الروسي تتزايد.. لكن مستقبلها غامض! (مقال)
- بنك هندي يطبق سقف أسعار النفط الروسي.. هل تحل الروبية محل الدولار؟
اقرأ أيضًا..
-
بي بي تتوقع نتائج أعمالها خلال الربع الأول.. وتأثير التعويم في مصر
أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في الربع الأول.. 3 بلدان عربية بالقائمة
- أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم من نصيب دولة عربية