تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

النفط الروسي إلى كوريا الشمالية.. موسكو تضرب العقوبات بمبدأ "الخام مقابل السلاح"

أحمد بدر

تواصل موسكو تحدياتها للعقوبات التي يفرضها الغرب، إذ بدأت ضخ النفط الروسي إلى كوريا الشمالية، بما يضع نظام العقوبات الذي فرضته الأمم المتحدة على بيونغ يانغ في ورطة، ويقرّبه من الانهيار.

وبحسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، فقد أرسلت كوريا الشمالية 5 ناقلات فراغة إلى روسيا خلال شهر مارس/آذار الجاري لتحميل المشتقات النفطية من ميناء فوستوشني في أقصى شرق البلاد.

ونقلت صور الأقمار الصناعية، التي شاركها المعهد الملكي للخدمات، مشاهد لنقل شحنات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية، إذ انطلقت أول شحنة منذ أن فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة -بموافقة موسكو- في 7 مارس/آذار، مباشرة من موسكو إلى بيونغ يانغ.

وكان مجلس الأمن قد فرض في عام 2017 قيودًا صارمة على عمليات نقل النفط إلى كوريا الشمالية، وذلك ردًا على تجارب الأسلحة النووية التي كان الرئيس الكوري كيم يونغ أون قد أعلنها، وأصرّ على استكمالها رغم الرفض الدولي.

اعتداء على نظام العقوبات

قال المنسق السابق للجنة الأمم المتحدة الموكلة بمراقبة العقوبات على بيونغ يانغ، هيو غريفيث، إن شحنات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية تمثّل اعتداء مباشرًا وكاملًا على نظام العقوبات، الذي وصفه بأنه على حافة الانهيار في الوقت الحالي.

وكانت ناقلات النفط الكورية الشمالية قد اتجهت إلى رصيف في ميناء فوستوشني، تديره شركة روسنفط الحكومية الروسية المختصة بالنفط، بهدف تحميل مشتقات نفطية، وفق ما نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" (Financial Times) البريطانية.

وتوضح صور نقلتها الأقمار الصناعية أن سفينتين تحملان علم كوريا الشمالية كانتا قد سافرتا من ميناء فوستوشني الروسي إلى ميناء تشونغجين الكوري الشمالي، إذ بدا أنهما تفرغان حمولتهما، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إحدى ناقلات النفط الروسي
إحدى ناقلات النفط الروسي - الصورة من بلومبرغ

وبحسب الباحث في الشأن الروسي جوزيف بيرن، فإن الناقلات التي شوهدت في روسيا تعدّ من أكبر الناقلات من حيث السعة في أسطول كوريا الشمالية، وهي تبحر باستمرار داخل وخارج الميناء الروسي.

وأوضح بيرن أن كثيرًا من ناقلات النفط التابعة للأسطول الكوري مُدرجة على قائمة العقوبات التي أعلنتها الأمم المتحدة، وهو ما يعني أنه لا يمكن السماح لها بدخول المواني الأجنبية، بخلاف نقل النفط الروسي إلى كوريا الشمالية، أو تحميل النفط من أيّ ميناء.

وقدّر الباحث شحنات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية، الموثقة من ميناء فوستوشني، بأنها يمكن أن تصل إلى نحو 125 ألف برميل من المنتجات النفطية، وهو ما يمثّل ربع الحصة السنوية المسموح بها لبيونغ يانغ.

المشتقات النفطية الروسية

النفط مقابل السلاح

تأتي عمليات تسليم النفط الروسي إلى كوريا الشمالية في أعقاب استجابة بيونغ يانغ لطلب موسكو في شهر أغسطس/آب 2023، الذي شهد تزويد كوريا لروسيا بآلاف الحاويات التي تحتوي على ذخيرة، بهدف استعمالها في الحرب في أوكرانيا.

وبحسب خبراء عسكريين، فإن بيونغ يانغ قدّمت مساهمة كبيرة في جهود موسكو الحربية في أوكرانيا، إذ استُغِلَّ ميناء فوستوشني -أيضًا- بصفته مركزًا للسفن الروسية، التي تواجه اتهامات بالتورط في تجارة الأسلحة بين البلدين.

وقال المنسق السابق للجنة الأمم المتحدة الموكلة بمراقبة العقوبات على بيونغ يانغ، هيو غريفيث، إن ما يمكن رؤيته الآن هو أن النفط الروسي إلى كوريا الشمالية تجري مقايضته بالأسلحة، وهو ما يعدّ انتهاكًا صريحًا للعقوبات.

وأضاف: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع هذا القرار شخصيًا، وهو ما يوضح مسار موسكو في السنوات الأخيرة، كونها دولة خارجة عن القانون"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن الناقلات الـ5 التي حملت النفط الروسي إلى كوريا الشمالية، كانت قد أوقفت تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، وذلك لتجنّب رصدها من جانب أجهزة الرصد والأقمار الصناعية التي ترصد حركة السفن وناقلات النفط.

وكانت الأمم المتحدة قد أدرجت إحدى تلك السفن، وهي الناقلة "بيك يانغ سان 1 (Paek Yang San 1)، على قائمة العقوبات في عام 2018، على أنها متورطة في عمليات نقل غير مشروعة للنفط من سفينة إلى أخرى.

عملية نقل من سفينة كورية شمالية إلى أخرى في بحر الصين الشرقي
عملية نقل من سفينة كورية شمالية إلى أخرى في بحر الصين الشرقي

وقالت الأمم المتحدة، إن هذه الناقلة مصممة للتحايل على سقف الاستيراد، الذي يقيد كوريا الشمالية بنحو 500 ألف برميل فقط سنويًا، سواء من النفط أو المنتجات النفطية، إذ لا يمكن عَدّ عمليات التسليم متوافقة مع القانون الدولي، إلّا في حالة الإبلاغ عن حمولتها للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق