أنسيات الطاقةالتقاريرالذكرى الثانية لغزو أوكرانياتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: النفط الروسي يهرب من الحصار الغربي إلى آسيا.. وهذا درس بوتين

أحمد بدر

أدّت العقوبات على موسكو، من جانب دول الغرب، إلى تغيير اتجاه النفط الروسي إلى الهند والصين ودول آسيا، بدلًا من اتجاهها لدول قارة أوروبا التي كانت تعتمد على إمدادات الطاقة الروسية بشكل كبير.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أهم آثار العقوبات هو تغيير اتجاهات التجارة الدولية، بحيث إن الخام الروسي الذي كان يذهب إلى أوروبا، لم يعد يذهب إليها، وبدأ يغير اتجاهه نحو دول آسيا، بعد أن كانت دول أوروبا أقرب سوق له.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدّمه مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)؛ والتي كانت بعنوان "العقوبات الغربية على النفط الروسي.. بهرجة إعلامية وبطولات وهمية".

ولفت إلى أن الصادرات من موسكو بدلًا من الخروج من البحر الأسود إلى أوروبا مباشرة، غيّرت اتجاهها تمامًا إلى آسيا، فأصبح عليها أن تعبر البحر المتوسط، ليذهب النفط الروسي إلى الهند والصين ودول القارة مباشرة.

النفط الروسي إلى الهند والصين

يقول الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي يعبر كل المضائق المائية التركية، والبحر المتوسط، وقناة السويس، والبحر الأحمر، ومضيق باب المندب، وخليج عدن، وبحر العرب وخليج عمان إلى الهند والصين وغيرهما.

وأضاف: "التغيير الأساسي أن الزيادة في الصادرات النفطية الروسية المتجهة إلى دول قارة آسيا كانت كبيرة؛ إذ قفزت من 250 ألف برميل يوميًا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى 1.7 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي".

صادرات النفط الروسي إلى الصين

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذه التحركات قابلها تحويل دول الخليج جزءًا من صادراتها لآسيا إلى أوروبا للتعويض عن النفط الروسي، بالإضافة إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي الذي يأتي عبر قناة السويس والبحر الأحمر إلى آسيا، وزيادة أو تحويل الغاز المسال -أيضًا- المتجه من قطر إلى آسيا باتجاه أوروبا.

وأدّى ذلك، وفق الحجي، إلى زيادة الحركة بشكل كبير في قناة السويس والبحر الأحمر؛ الأمر الذي أدّى إلى وصول إيرادات مصر من قناة السويس إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، خلال العام الماضي (2023)، وكان هذا كله من نتائج العقوبات.

الآن، الواضح تمامًا هو اعتماد الصين والهند بشكل كبير على النفط الروسي، وهناك كلام كثير في الإعلام -كله يأتي من بلومبرغ- عن موضوع الخلاف بين الهند وروسيا، وكيف أن الهند متأثرة بالعقوبات الأميركية والسقف السعري، وأن هناك مشكلات.

ولكن، بحسب الحجي، حقيقة الأمر غير هذا؛ فاليوم الحديث يدور حول أن واردات الهند من روسيا تتجاوز مليوني برميل يوميًا، وهذه الواردات كانت "صفرًا" قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن بلومبرغ تتحدث عن صفقة جرت بين شركة هندية وأخرى روسية، على نفط يسمى "سوكول".

صادرات النفط الروسي إلى الهند

وتابع الدكتور أنس الحجي: "هذا النفط يأتي من "سخالين"، وهي جزيرة تقع بجوار اليابان، وهذا النفط مناسب جدًا للشركات أو المصافي الهندية، وكان هناك عقد في عام 2020 -قبل الأحداث- ولكن هذا النفط ارتفع سعره بشكل كبير؛ لأنه مطلوب، وبعد انتهاء الخصومات لم يعد يعجب الشركات الهندية.

لذلك، قرر الهنود الضغط على الروس، وأن يقولوا لهم -كعادتهم طبعًا- نريد تغيير العقد، فرفضوا استلام 12 ناقلة نفط عالقة بالقرب من ماليزيا وكوريا؛ لذلك فإن الأزمة تتعلق بالعقد والتسعير، وربما تكون هناك أمور سياسية، ولكن في الوقت نفسه زادت الشركات الهندية وارداتها من نفط "أورال" الروسي، القادم عن طريق البحر الأسود والبحر المتوسط والبحر الأحمر.

أسواق جديدة للخام الروسي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الأمر الآخر الذي يجب النظر إليه هنا، أن روسيا -بسبب العقوبات التي طُبقت في 5 فبراير/شباط 2023، والتي تنطبق على المنتجات النفطية- بدأت البحث عن أسواق جديدة، حتى استطاعت أن تصل إلى البرازيل.

وأضاف: "صادرات روسيا من المشتقات النفطية إلى البرازيل في الطرف الآخر من العالم زادت بشكل ملحوظ خلال الأوقات الأخيرة؛ إذ بدأت موسكو البحث عن عملاء جدد؛ فتعلمت درسًا مهمًا جدًا، سيغير مجرى الأحداث بأسواق النفط العالمية في المستقبل، وسيغير مجرى التفكير الروسي في مجال النفط".

المشتقات النفطية الروسية

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن هذا الدرس يتلخّص في أنه إذا أرادت روسيا تحويل نفطها الخام إلى دول أخرى، يجب أن تكون لدى هذه الدول مصافٍ؛ إذ إن المصافي موجودة في الصين والهند، ولكنهما الآن تحاولان استغلال موسكو.

وتابع: "هذا هو الدرس المهم؛ فالروسي مستعد لأن يموت جوعًا وعطشًا، ولكن لا تحاول أن تجبره أو تستغل؛ فالروس انزعجوا من الهنود بشكل كبير؛ فحاولوا البحث عن أسواق أخرى، ولكن وجدوا أن هناك أسواقًا ولكنها تريد المنتجات النفطية وليس النفط الروسي الخام".

ونتج عن ذلك، وفق الحجي، تحول في الإستراتيجية الروسية، وهو التركيز على موضوع المصافي بشكل كبير، ومن ثم سيكون هناك توسع كبير بالمصافي في روسيا خلال السنوات المقبلة؛ فعند التوسع في المصافي يمكن التصدير لأي دولة، حتى الدول الفقيرة التي ليست لديها مصافٍ، وهذا أمر مهم جدًا للأمن القومي من جهة، وللتأمين وتنويع الصادرات من جهة أخرى.

وأردف: "الفكرة نفسها تنطبق على الغاز المسال، فروسيا ربطت نفسها بأنابيب أغلبها يتجه إلى الصين التي يمكنها التحكم في موسكو كما تحكمت فيها أوروبا وأميركا، والحل هنا هو التركيز على الغاز المسال، الذي يمكن أن تحمله ناقلة، وإرسال هذه الناقلة إلى أي مكان في العالم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق