التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

منصات الحفر في الشرق الأوسط تتراجع.. والأنظار تتجه إلى تعديل خطط "أرامكو"

هبة مصطفى

اقرأ في هذا المقال

  • تعليق عمل 18 منصة حفر حتى الآن.
  • التعليق جاء بعد وقف أرامكو خطة زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا.
  • الشركات أُبلغت بتعليق عمل المنصات لمدة 12 شهرًا.
  • بعض المنصات ستنفذ التعليق خلال الربع الثاني من 2024.
  • بعض الشركات تمسكت بحقها في البحث عن مواقع بديلة لمنصاتها.

يبدو أن منصات الحفر في الشرق الأوسط مقبلة على مرحلة من الهدوء والتراجع، بعد مدة نشاط قوية لاستكشاف المزيد من الآبار والتنقيب عن النفط الخام.

وتأثر أسطول منصات المنطقة بقرار عملاقة النفط السعودي أرامكو (Aramco)، الصادر نهاية يناير/كانون الثاني 2024، بوقف الخطة الطموحة لزيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لقرار وقف زيادة الإنتاج، من المقرر أن تحتفظ أرامكو بمستوى طاقة إنتاجية عند 12 مليون برميل يوميًا، ووقف العمل بخطة إنتاج 13 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.

وبعد وضع سقف لخطط إنتاج اللاعب الرئيس، قد تضطر بعض الشركات المتعاقدة على نشر منصات الحفر في الشرق الأوسط إلى "هجر" المنطقة، والبحث عن متعاملين جدد على الصعيدين الداخلي والخارجي لتشغيل حفاراتها.

المنصات وتعديلات الإنتاج

تركز الشركات الإقليمية والدولية على نشر منصات الحفر في الشرق الأوسط، بالنظر إلى أن المنطقة تضم دولًا غنية بالإمدادات والاحتياطيات المتوقعة في أعقاب عمليات الحفر والاستكشاف.

وفعليًا حتى الآن، أُخطرت شركات بتعليق عمل ما يقارب 18 منصة حفر في الشرق الأوسط لمدة عام، دون إفصاح هذه الشركات عن موعد استئناف تشغيل حفاراتها.

وتقف شركة أرامكو السعودية وراء تعليق المنصات الـ18، رغم تحفّظ -بعض- شركات الحفر على إعلان هوية عملائها أصحاب قرار تعليق عمل المنصات.

منصة حفر تابعة لشركة أرو دريلينغ المشتركة بين أرامكو وفالاريس البريطانية
منصة حفر تابعة لشركة أرو دريلينغ المشتركة بين أرامكو وفالاريس البريطانية - الصورة من موقع الشركة

يأتي هذا في حين أصدرت شركات أخرى بيانات رسمية على موقعها الإلكتروني، تؤكد تعليق شركة أرامكو عمل المنصات التابعة لها، مع التلويح بالاتجاه للبحث عن عملاء جدد للتعاقد على هذه المنصات.

ويمكن تفسير خطوة تعليق عمل المنصات في إطار قرار وقف زيادة الإنتاج الطموح المعلن عام 2019، لرفع السعة الإنتاجية من 12 مليونًا إلى 13 مليون برميل يوميًا.

وتبذل شركة أرامكو السعودية جهودًا لضبط وتيرة الإنتاج، بما يتسق مع دور المملكة في سوق النفط الدولية والتخفيضات الطوعية التي أقرتها ضمن إنتاج تحالف أوبك+.

تعليق مؤقّت

تنعكس خطط شركة أرامكو السعودية على أسطول منصات الحفر في الشرق الأوسط، بوصفها لاعبًا رئيسًا، خاصة أن الشركة أبرمت عقودًا يمتد بعضها لسنوات، لتأجير منصات متحركة ذاتية الرفع يُطلق عليها جاك أب (Jack-Up)، لدعم خططها السابقة باتجاه زيادة الإنتاج.

وتُستعمل منصات الرفع عادة خلال عمليات حفر الآبار في المياه الضحلة، وتُسهِم أيضًا في حفر الآبار المخصصة لأغراض الاستكشاف والتقييم.

وأكدت شركة بور دريلينغ (Borr Drilling) أنها تلقّت من شركة أرامكو ما يفيد بتعليق عمل منصة حفر إرابيا-1 (Arabia 1) مؤقتًا في المملكة، بدءًا من الربع الثاني للعام الجاري (من أبريل/نيسان حتى نهاية يونيو/حزيران) ولمدة 12 شهرًا.

ويدفع القرار شركة "بور دريلينغ" نحو تشغيل منصتها من قِبل مطورين جُدد؛ إذ أبدت عزمها البحث عن متعاقدين على منصة الرفع خلال مدة تعليق العمل مع الشركة السعودية، وفق بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لها، الخميس 4 أبريل/نيسان الجاري.

وكانت شركة الحفر قد تعاقدت مع أرامكو عام 2022، على تشغيل منصتي إرابيا 1 و2 لمدة 3 سنوات، لتنضم إليهما منصة الحفر ذاتية الرفع "إرابيا 3" في أغسطس/آب من العام الماضي 2023 بعقد ممتد لـ5 سنوات.

ضربة جديدة

وفق خطط "بور دريلينغ" لنشر منصات الحفر في الشرق الأوسط، كانت منصة "إرابيا 1" -التي بُنيت عام 2020، ويمكنها الحفر في عمق 200 لنحو 400 قدم، و30 ألف قدم بحد أقصى- تستعد لإنهاء تعاقدها القابل للتمديد مع أرامكو في أكتوبر/تشرين الأول 2025، وفق موقع أوفشور إنرجي (Offshore Energy).

وبالتزامن مع إعلان "بور دريلينغ" تلقيها قرار تعليق عمل "إرابيا 1"، تلقّى أسطول منصات الحفر في الشرق الأوسط ضربة جديدة مع إعلان شركة فالاريس (Valaris) البريطانية خطوة مماثلة عبر مشروعها المشترك في المملكة، حسب بيان لها.

وتتعاون شركة فالاريس مع أرامكو في مشروع مشترك حمل اسم آرو للحفر (Aro Drilling) بنسبة 50% لكل منهما، وتلقّى المشروع المشترك ما يفيد بتعليق شركة أرامكو عمل منصة ذاتية الرفع لمدة عام أيضًا.

وكانت المنصة "فالاريس 143" -التي بُنيت عام 2011، ويمكنها الحفر بعمق يصل إلى 350 قدمًا- تستعد لإنهاء عقدها في ديسمبر/كانون الأول نهاية 2024، في حين لم تحدد الشركتان حتى الآن موعد بدء تعليق العمل.

منصة حفر تابعة لشركة فالاريس
منصة حفر تابعة لشركة فالاريس - الصورة من ShipSpotting

4 منصات إضافية

تسهم شركة شيلف دريلينغ (Shelf Drilling)، التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، في تعزيز أسطول منصات الحفر في الشرق الأوسط.

وامتدت تداعيات قرار وقف زيادة إنتاج أرامكو لها، بعدما قررت الشركة السعودية تعليق عمل 4 من منصاتها ذاتية الرفع، وسط توقعات بانعكاس تعليق المنصات على أداء شركة شيلف دريلينغ بعد إعلان نتائج أعمال الربع الأول من العام الجاري.

ورغم أن بيان شركة شيلف دريلينغ لم يفصح عن مدة التعليق أو أسماء المنصات التي شملها القرار؛ فإن الشركة شدّدت على حقها في البحث عن فرص أخرى لتعزيز فرص نشر منصات الحفر في الشرق الأوسط وخارجه.

ورجّحت الشركة إمكان مواجهتها تحديات مع تعليق عمل 4 من منصات الحفر في الشرق الأوسط، غير أن التعاقدات الجديدة التي توقعها -من بينها تمديد عقد منصة في خليج السويس قبالة السواحل المصرية- قد تدعم تغلبها على هذه التحديات، طبقًا لموقع أوفشور إنرجي.

منافذ بديلة

توالت الضربات على أسطول الحفر في الشرق الأوسط، مع إعلان شركة تلو الأخرى تعليق أرامكو السعودية عمل بعض منصات الحفر في مشروعاتها، التزامًا بقرار وقف خطة زيادة الإنتاج.

وبعد أن أُعلن توقف 6 منصات (1 تابعة لشركة بور دريلينغ، و1 لشركة فالاريس وأرو للحفر، و4 لشركة شيلف دريلينغ)، تلقّت 3 شركات إضافية إخطارات بقرارات مماثلة بتعليق عمل عدد من المنصات.

ورغم أن القرار يعكس مدى ثقل عملاقة النفط السعودي؛ فإنه أثر كثيرًا في شركات الحفر، ورفع عدد منصات الحفر في الشرق الأوسط المتوقفة عن العمل إلى 18 منصة.

عامل بشركة أديس السعودية لمنصات الحفر
عامل بشركة أديس السعودية لمنصات الحفر - الصورة من Oil & Gas Middle East

وأُبلغت شركة أديس السعودية (ADES) بتعليق عمل 5 منصات بحرية ذاتية الرفع (من ضمن أسطولها البالغ 33 منصة)، لمدة عام يبدأ بعد 7 أيام من تاريخ توقيع إخطار التعليق.

وحاولت أديس إيجاد منافذ بديلة بعد توقف عدد من منصات الحفر في الشرق الأوسط التابعة لها، ومن بين هذه المنافذ إيفاد منصة لمشروع في تايلاند خلال النصف الثاني من 2024، ومشروع آخر في الشرق الأوسط لم تفصح عنه الشركة.

تحدٍّ قصير المدى

قال الرئيس التنفيذي لشركة "أديس" السعودية محمد فاروق، إن الشركة تتعامل بمرونة مع احتياجات العملاء، والأهداف الإستراتيجية لهم، مشيرًا إلى احتمال العودة للعمل في السعودية عقب رفع أرامكو قرار تعليق عمل المنصات.

وبجانب ذلك، أعلنت شركة كوزل الصينية للحفر البحري (COSL) تعليق تشغيل 4 من منصات الحفر في الشرق الأوسط بصورة مفاجئة، دون الإشارة إلى شركة أرامكو بصورة محددة.

ولم تفصح الشركة حتى الآن عن مدة تعليق عمل المنصات الـ4، وشددت على عدم تضررها ماليًا من التعليق بوصفه "تحديًا قصير المدى"، متمسكة بحق البحث عن فرص جديدة للمنصات في سوق الحفر، بحسب موقع أوفشور إنرجي.

وأبلغت أرامكو السعودية شركة الحفر العربية (Arabian Drilling) بتعليق عمل 3 منصات بحرية أخرى، لمدة عام، في حين لم تفصح الشركة عن تفاصيل موعد بدء التعليق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق