أنتجت شركة فولفو السويدية (Volvo) آخر سيارة تعمل بالديزل على الإطلاق، تنفيذًا لخطتها التي تنص على التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، خرجت آخر سيارة تعمل بمحرك ديزل تابعة للشركة، وهي السيارة الرياضية متعددة الاستعمالات إكس سي 90 (XC90)، من خط الإنتاج يوم الثلاثاء (26 مارس/آذار 2024) في مصنعها بالقرب من مدينة غوتنبرغ السويدية.
وستُرسل السيارة الآن إلى متحف فولفو الذي سيُفتتح في المدينة الشهر المقبل، لتكون بذلك أول شركة مصنّعة كبرى تُنهي إنتاج الديزل تمامًا.
يُذكر أن فولفو أصبحت أول شركة كبرى لصناعة السيارات تتعهد بالتخلص التدريجي من سيارات الوقود الأحفوري في عام 2017.
فولفو تودع إنتاج سيارات الديزل
كانت سيارة "إكس سي 90" عنصرًا أساسيًا في إحياء شركة صناعة السيارات، بعد أن اشترتها شركة جيلي الصينية العملاقة (Geely) مقابل 1.3 مليار دولار في عام 2010.
تحت ملكية جيلي، كشفت فولفو تشكيلة جديدة من السيارات الكهربائية، بما في ذلك سيارة "إي إكس 90"، بديلة "إكس سي 90".
وفي بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بعنوان "عزيزي الديزل، حان الوقت لنقول وداعًا"، قالت الشركة، إن محركات الديزل كانت "مصدر دخلنا في أوروبا" منذ 5 سنوات مضت.
وقالت الشركة: "في السنوات الأخيرة، تطورت الثورة الكهربائية بشكل أسرع مما كان يتخيله معظمنا.. وكان الدافع وراءها إلى حدّ كبير هو تشديد اللوائح المتعلقة بانبعاثات العوادم، فضلًا عن طلب العملاء استجابةً لأزمة المناخ والرغبة في هواء حضري أنظف".
وتابعت: "اليوم، معظم مبيعاتنا في القارة هي سيارات كهربائية.. وفي العام الماضي (2023)، زدنا مبيعاتنا من السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة 70%، وحصتنا في سوق السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 34%".
وأضافت: "الأرقام تتحدث عن نفسها، وتؤكد أن الاتجاه الكهربائي بالكامل الذي نتجه إليه الآن هو الاتجاه الصحيح الذي يجب اتّباعه، ونحن نفعل ذلك محققين نجاحًا".
وقالت: "بينما مستقبلنا هو بالفعل كهربائي بالكامل، فإن محفظتنا المختلطة تتضمن بعض الطرازات الهجينة والهجينة المعتدلة الممتازة، والتي ستكون بمثابة جسر مثالي نحو هذا المستقبل".
ويأتي ذلك في الوقت الذي أخّرت فيه شركات صناعة السيارات الأخرى تحولها إلى السيارات الكهربائية، وسط مخاوف بشأن تباطؤ الطلب.
وتعدّ شركات مرسيدس (Mercedes) وأودي (Audi) وأستون مارتن (Aston Martin) وبنتلي (Bentley) من بين الشركات المصنّعة التي أخّرت إطلاق الطرازات الكهربائية أو قلّصت إنتاجها، أو خفضت توقعات المبيعات.
تراجع مبيعات سيارات الديزل
رُوِّج للديزل في مرحلة ما بوصفه بديل أنظف للبنزين، لكن الطلب انهار في أعقاب فضيحة "ديزل غيت" (Dieselgate)، عندما تبيَّن أن السيارات التي اجتازت ظاهريًا اختبارات الانبعاثات الأوروبية فشلت في ظل ظروف القيادة العادية.
حتى عام 2015، كانت سيارات الديزل تمثّل جميع السيارات المبيعة في المملكة المتحدة تقريبًا.
ومع ذلك، فقد انخفض هذا الرقم بسرعة في أعقاب هذه الفضيحة، إذ تراجع إلى 32% في عام 2018، وأقل من 4% في العام الماضي (2023)، حسبما أظهرت بيانات اطّلعت علبها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن جمعية مصنّعي -وتجّار- السيارات (SMMT).
وفي عام 2023، بيع نحو 71 ألفًا و500 سيارة تعمل بالديزل في المملكة المتحدة، مقارنةً بـ774 ألفًا و500 سيارة تعمل بالبنزين، و742 ألفًا و400 سيارة هجينة، و314 ألفًا و700 سيارة كهربائية.
وفي جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، كانت حصة الديزل أكبر، ولكنها ما تزال في انخفاض؛ إذ كانت نحو 14% من السيارات المبيعة في الاتحاد الأوروبي العام الماضي (2023) تعمل بوقود الديزل، وفقًا لاتحاد مصنّعي السيارات الأوروبيين.
يأتي ذلك بالمقارنة مع 35% من محركات البنزين، و15% من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية، بحسب ما أفادت به صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).
ومع ذلك، تباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الأشهر الأخيرة، إذ تكافح شركات صناعة السيارات للحفاظ على الزخم.
ومع إحجام المستهلكين عن الأسعار المرتفعة والافتقار إلى البنية التحتية للشحن، هناك مخاوف بين الشركات المصنّعة الأوروبية من أن المنافسين الصينيين سيقوّضون السوق ببدائل أرخص.
موضوعات متعلقة..
- فولفو تتخارج من بوليستار وتعمق جراح قطاع السيارات الكهربائية
- عمليات تسليم شاحنات فولفو الكهربائية ترتفع 254% في الربع الأول من 2023
- شركة فولفو للسيارات تعتمد على طاقة الرياح البحرية.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تهدد أوروبا بخسارة 17 مليار دولار سنويًا
- قفزة في إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030
- قطار يعمل بالهيدروجين يقطع 3 آلاف كيلومتر دون إعادة الشحن (فيديو)
- الطاقة النووية في جنوب أفريقيا تترقب تطورًا قد يغير خريطتها عالميًا