غازبروم الروسية تستحوذ على حصة شل في مشروع سخالين 2 للغاز المسال
رفعت أسهمها إلى 77.5%
حياة حسين
استحوذت شركة غازبروم الروسية (Gazprom) على حصة شركة شل العالمية (Shell) في مشروع سخالين 2 للغاز المسال، بقرار حكومي رسمي صادر مساء الإثنين 25 مارس/آذار 2024 .
وأشار البيان الحكومي، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، إلى أن حصة شل 27.5% من أسهم المشروع، وقيمتها مليار دولار.
وفي شهر مارس/آذار 2022، أي الشهر التالي لغزو روسيا أوكرانيا، لحقت شل كيانات أخرى من كبريات شركات النفط والغاز بإعلان الانسحاب من موسكو، مثل شركتي النفط البريطانية بي بي BP، وشركة النفط والغاز النرويجية إكوينور Equinor.
وقالت شل -في بيان حينها-، إن قرار الانسحاب من المشروعات المشتركة الروسية سيؤدي إلى أضرار، وإنه كان لديها أصول غير متداولة بنحو 3 مليارات دولار بنهاية عام 2021.
وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة شل، بن فان بيردن، قائلًا: "صُدمنا من الخسائر في الأرواح في أوكرانيا التي نأسف لها نتيجة عمل غير معقول من عدوان عسكري يهدد الأمن الأوروبي".
إلغاء قرار نوفاتيك
ألغت حكومة روسيا قرارًا صدر قبل نحو عام، يقضي باستحواذ شركة "نوفاتيك" Novatek على حصة شل العالمية في مشروع سخالين 2 للغاز المسال، دون تقديم تفسير، في الوقت الذي قررت فيه استحواذ شركة الغاز العملاقة المملوكة للدولة "غازبروم" عليها.
وقالت، إنها قررت شراء غازبروم الروسية حصة شل البالغة 27.5% من مشروع سخالين 2 للغاز المسال، مقابل 94.8 مليار روبل (1.02 مليار دولار أميركي)، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 26 مارس/آذار 2024.
وفي أبريل/نيسان 2023، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على طلب "نوفاتيك" لتحويل 1.21 مليار دولار إلى شركة شل مقابل حصتها في المشروع.
وكان الرئيس الروسي قد أصدر مرسومًا في يوليو/تموز 2022، يفرض السيطرة الكاملة على مشروع سخالين 2 للغاز المسال في أقصى شرق روسيا.
وبموجب المرسوم تُنقل جميع حقوق شركة سخالين لاستثمارات الطاقة والتزاماتها -التي تمتلك فيها شل وشركتان يابانيتان نحو 50%- إلى شركة جديدة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
و"نوفاتيك" هي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في روسيا. و"سخالين 2" أحد أكبر مشروعات الغاز المسال في العالم، بطاقة تبلغ 12 مليون طن، وتتجه معظم شحناته إلى اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند ودول آسيوية أخرى.
وبعد قرار شل الانسحاب من روسيا، خفّضت الشركة 3.9 مليار دولار من الأصول الروسية.
وسعى العديد من الشركات الهندية إلى شراء حصة شل في مشروع سخالين 2 للغاز المسال، لكن المرسوم الرئاسي حال دون اكتمال تلك الخطوات، بينما طلبت الشركتان اليابانيتان الاحتفاظ بحصتيهما.
مشروع سخالين 2 للغاز المسال
تمتلك غازبروم الروسية 50% من أسهم مشروع سخالين 2 للغاز المسال، ما يعني أن إجمالي حصتها بعد عملية الاستحواذ ستبلغ 77.5%، بينما تمتلك شركتا "ميتسيوي" Mitsui، و"ميتسوبيشي" Mitsubishi اليابانيتان 12.5% و10% على التوالي.
وقالت مصادر في وقت سابق، إن انسحاب شركة شل من روسيا كان بسبب مخاوف من تأميم موسكو الأصول الأجنبية، خاصة أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد كرر تهديده بالانتقام من أميركا وحلفائها عقب تجميد أصول بلاده لديهم، وفرض العقوبات الاقتصادية عليها.
إلّا أن هذا الأمر لم يكن هاجسًا لدى شركات أخرى، حتى في أميركا نفسها، ففي الوقت الذي سارعت فيه شركات الطاقة العالمية للتخارج من روسيا عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا، شرعت شركة إس إل بي الأميركية بالاستحواذ على عقود الخدمات والمعدّات من تلك الشركات، ورسّخت وجودها في موسكو.
وعند قرار التخارج، طلبت شل من الشركتين اليابانيتين شراء حصتها إذا رغبت في ذلك، لكن بعد نقل أصول الشركة إلى كيان روسي بمرسوم رئاسي، دعت موسكو الشركات المهتمة بالاستحواذ على أصول شل، وكذلك حصة شركة إكسون موبيل الأميركية Exxon Mobil في مشروع سخالين للغاز المسال 1 الشقيق، بالتقدم بطلب للحكومة.
واستحوذ إنتاج سخالين لاستثمارات الطاقة من الغاز المسال على 3% من إجمالي الإنتاج العالمي في 2022، وفي 2023 أنتج 10 ملايين طن متري، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 11.5% على مستوى سنوي.
موضوعات متعلقة..
- إيرادات مشروع سخالين 2 للغاز المسال في روسيا قد تتضاعف خلال 2023
-
غازبروم: واردات الصين من الغاز الطبيعي تحطم الأرقام القياسية
اقرأ أيضًا..
