تقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

أسهم الطاقة الروسية تنزف تحت وطأة القرار الأهوج

روسنفت دعت للتخلّص من "أوبك+"... وسهمها يفقد ربع قيمته

- شركات الطاقة الروسية تنتظر اختبارًا عصيبًا في "ثلاثاء الحساب"

خاص-الطاقة

شهدت أسهم شركات الطاقة الروسية نزيفًا حادًا مع افتتاح تعاملات الأسبوع في الأسواق العالمية اليوم، في أوّل اختبار للأسواق بعد قرار موسكو بقصم التعاون مع تحالف "أوبك+"، الذي وصفته مصادر متعدّدة -حتى داخل القطاع النفطي- بـ"الأهوج".
وبينما كانت بورصة موسكو والأسواق المحلّية في عطلة أمس بسبب الاحتفال بيوم المرأة، فإن أسهم روسنفت المتداولة في قطاع الشركات الدولية ببورصة لندن شهدت هبوطًا بالغًا بنسبة 22.57% في الساعة 1231 بتوقيت غرينتش، مع اتّجاه لمزيد من الهبوط تزامنًا مع الخسائر الحادّة في أسواق النفط العالمية.
أمّا أسهم شركة "غازبروم" فقد انسحقت بفقدان نحو 25 بالمئة في بداية التعاملات أمس، قبل أن تلملم شتاتها وتحسّن وضعها قليلًا، لتستقرّ خسائرها حول مستوى 16.52 بالمئة في وقت لاحق ظهر أمس.
ومن المعلوم أن "روسنفت" كانت إحدى أكبر الشركات المعارضة لتمديد أو تعميق اتّفاق خفض الإنتاج لمجموعة أوبك+، متعلّلة بتضرّرها من هذا القرار، وأنه لا يدعم أعمالها ويسمح لآخرين -خاصة قطاع النفط الصخري الأميركي- بالاستحواذ على مزيد من الحصص السوقية، إضافة إلى ادّعائها بأن أسعار النفط فوق 40 دولار للبرميل لا تعرّضها لخسائر، وفقًا لما ذكره موقع "الطاقة" في تقريره أمس.
ولكن في ذات الوقت، وصفت مصادر تعمل في القطاع النفطي الروسي قرار موسكو بأنه متهوّر. وقال الملياردير الروسي ليونيد فيدون، نائب رئيس، والمالك المشارك في شركة النفط الروسية “لوك أويل”، لوسائل إعلام محلّية، مساء الجمعة: “إنه قرار غير عقلاني”، متوقّعًا خسارة بلاده ما بين 100 إلى 150 مليون دولار يوميًا، نتيجة هذا القرار.

*خسائر النفط تنعكس على روسنفت وغازبروم بشكل حادّ

وعقب اشتعال الموقف العالمي النفطي، تدهورت أسعار الخام سريعًا أمس، ليصل خام برنت إلى 35.45 دولار للبرميل بخسائر بلغت 21.69 بالمئة، وذلك في الساعة 1207 بتوقيت غرينتش. متحسّنًا من مستوى قياسي منخفض في تعاملات أمس حول 31 دولارًا، حيث صعدت الأسعار قليلًا بعد إعلان عدد من المشترين الآسيويين أنهم سيرفعون مشترياتهم من نفط الشرق الأوسط للحدّ الأقصى في شهر أبريل المقبل، للاستفادة من الخصومات السعودية القياسية.
وفيما تتزايد المخاوف داخل مختلف القطاعات الروسية من تأثيرات بالغة لهبوط أسعار النفط، خاصة مع ترقّب انهيار سعر الروبل مقابل الدولار مع افتتاح الأسواق الروسية غدًا، فإن موسكو سعت لطمأنة المستثمرين بالداخل. وادّعت وزارة المالية الروسية اليوم الإثنين أن البلاد يمكنها التكيّف مع أسعار للنفط بين 25 دولارًا و30 دولارًا للبرميل لفترة من ستّ إلى عشر سنوات قادمة، وذلك بعد تهاوي الأسعار بأكبر وتيرة يومية منذ 1991.
وقالت الوزارة: إنها قد تلجأ إلى صندوق الثروة الوطني للبلاد لضمان الاستقرار على صعيد الاقتصاد الكلّي إذا استمرّ نزول أسعار النفط. وقالت الوزارة: إنه حتى الأول من مارس (آذار)، حوى الصندوق أكثر من 150 مليار دولار أو 9.2 بالمئة من الناتج المحلّي الإجمالي لروسيا.
لكن كثيرًا من المراقبين يرون أن هذه التصريحات تحمل مبالغة كبرى حول قدرة التحمّل الروسية لهذه المستويات من الأسعار، خاصة أن غالبية الاحتياطيات الروسية خلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت متحصّلة من نتائج تحالف "أوبك+".وامتدّ تراجع أسعار أسهم كبريات شركات النفط العالمية الحادّ إلى خارج الحدود الروسية، نتيجة انهيار أسعار الخام. وتراجعت أسهم "توتال" الفرنسية بنسبة 12.42%، وشركة "إكسون موبيل" بنسبة 11.6%، فيما هبطت أسهم "شيفرون" نحو 12%، فيما سجّلت أسهم شركة "كونكو فيبلبس" تراجعًا بلغ أكثر من 19%، كما تراجعت أسهم "بيكر هيوز" بنسبة 15%، كذلك هوَت أسهم شركة "مارثون أويل" بنسبة 25%.
وذكرت "بلومبرغ" أن ما وصفته ب"الانهيار الكارثي" في أسعار النفط سينعكس على صناعة الطاقة العالمية بشكل عامّ، ويضرّ باقتصادات عالمية، كما سيتسبّب في إعادة "هيكلة" شكل السياسات العالمية، نظرًا لما سيترتّب عليه من تداعيات اقتصادية وسياسية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق