قطاع النفط والغاز في جنوب شرق آسيا يترقب حسم أصول معروضة للبيع منذ 2022

يترقب قطاع النفط والغاز في جنوب شرق آسيا حسم صفقات الدمج والاستحواذ على أصول مطروحة للبيع منذ عام 2022؛ حيث ما زالت في مراحل التفاوض بين أطراف مختلفة.

ويتوقع مراقبون أن يشهد العام الحالي 2023، انتعاش الصفقات في القطاع الآسيوي عبر خروج مستثمرين ودخول آخرين، وفقًا لموقع إنرجي فويس المتخصص (energy voice).

وتقدر شركة ريستاد إنرجي المتخصصة في أبحاث الطاقة حجم الأصول المعروضة للبيع في قطاع النفط والغاز في جنوب شرق آسيا، بما يتجاوز 3 مليارات برميل من النفط المكافئ.

5 مليارات دولار مرتقبة

تتجاوز القيمة السوقية المتوقعة لهذه الأصول 5 مليارات دولار؛ ما يعني أن سوق الصفقات الآسيوية قد تشهد انتعاشة كبرى خلال عام 2023، مقارنة بالهدوء النسبي الذي ساد خلال العام الماضي (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهمت الحرب الأوكرانية في تباطؤ صفقات الدمج والاستحواذ في جنوب شرق آسيا، خلال النصف الأول من العام الماضي (2022)، لأسباب تتعلق باشتعال أسعار النفط والغاز ومعدلات التضخم وارتفاع مخاطر المحافظ الاستثمارية.

وانخفض عدد صفقات النفط والغاز في جنوب شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ إلى 12 صفقة فقط في عام 2022، مقارنة بــ22 صفقة في عام 2021.

هدوء صفقات النفط والغاز في جنوب شرق آسيا

بلغت قيمة الصفقات المبرمة بقطاع النفط والغاز في جنوب شرق آسيا، خلال العام الماضي (2022)، قرابة 4.9 مليار دولار، مقارنة بـ15.9 مليار دولار خلال عام 2021، وفقًا لبيانات مؤسسة وود ماكنزي المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.

وعاد الانتعاش للقطاع تدريجيًا خلال الأشهر الـ6 الأخيرة من عام 2022، مدفوعًا بصفقات الغاز المسال في أستراليا، ودخول لاعبين مستقلين صغار إلى حلبة المنافسة على أصول ناضجة في جنوب شرق آسيا.

وتتوقع وود ماكنزي تقدم محادثات الصفقات، خلال عام 2023، مدعومًا باستمرار كبريات شركات النفط والغاز في إعادة ترتيب محافظها الاستثمارية غير الرئيسة ضمن إطار خطط الانتقال إلى إنتاج مصادر طاقة منخفضة الكربون.

مفاوضات في إندونيسيا

تجري محادثات في الوقت الحالي بين أطراف مختلفة للاستحواذ على أصول بمنطقة جنوب شرق آسيا معروضة للبيع بقيمة ملياري دولار تقريبًا، وفقًا لكبير المحللين في ريستاد إنرجي براتيك باندي.

وتركز أغلب التوقعات على حصص شركات شل الأنغلو-هولندية وشيفرون الأميركية المعروضة للبيع في إندونيسيا منذ العام الماضي (2022).

وتتفاوض شل على بيع حصتها في مشروع مربع ماسيلا العبادي البحري لإنتاج الغاز في مقاطعة مالوكو الإندونيسية.

وتدير هذا المشروع شركة إنبكس كورب اليابانية بنسبة 65%، بينما تستحوذ شركة شل على الحصة المتبقية محل التفاوض والتي تصل إلى 35%.

شل توشك على البيع

تدور المفاوضات حول بيع هذه الحصة إلى شركة بيرتامينا الإندونيسية المحلية لإنتاج النفط والغاز، ومن المتوقع حسمها خلال الشهرين المقبلين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتلح إنبكس كورب اليابانية منذ أشهر على ضرورة تسوية خطة احتجاز الكربون وتخزينه بين الشركاء، قبل توقيع اتفاق نقل حصة شل إلى الشريك الجديد، وفقًا لموقع ناتشورال غاز ورلد (natural gas world).

وتقدر قيمة الصفقة المرتقبة بما لا يقل عن مليار دولار؛ ما قد يجعلها أكبر الصفقات في عام 2023، في حالة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها، وفقًا لتقديرات ريستاد إنرجي.

تايلاند وبروناي

كما تتجه الأنظار إلى احتمال لجوء شركات كبرى، مثل شيفرون وإكسون موبيل وتوتال إنرجي وشل، للتخلص من بعض أصولها في تايلاند وماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي.

وتتنافس شركات مستقلة صغيرة الحجم على شراء أصول الشركات العالمية الكبرى في جنوب شرق آسيا على خلاف المتوقع في حالات الأصول الناضجة التي يتهافت عليها الكبار فيما بينهم.

ومن أبرز الشركات المستقلة المنافسة، ميدكو إنرجي الإندونيسية، وجادستون إنرجي السنغافورية، وفالورا إنرجي الكندية، وبتروس إنرجي الأميركية، وهيبسكس بتروليوم الماليزية.

كما يتوقع دخول شركات من الصين واليابان إلى المنافسة على صفقات النفط والغاز في جنوب شرق آسيا لتوسيع محافظها الاستثمارية في دول الجوار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مفاوضات شيفرون وإيني

تترقب الشركات المستقلة ما يتداول منذ أشهر حول رغبة شركتين دوليتين كبيرتين في التخارج من أصولها النفطية بالكامل في إندونيسيا، وفقًا لمؤسسة ويليغنس إنرجي المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.

وتتجه الأنظار إلى شركة شيفرون الأميركية التي دخلت في مفاوضات مع شركة إيني الإيطالية خلال الأشهر الأخيرة، لبيع حصتها البالغة 62% في مشروع تطوير المياه العميقة في إندونيسيا "آي دي دي".

ولم تحسم شروط هذه الصفقة بعد في ظل مطالب طرحتها إيني على شيفرون، وما زال التفاوض بشأنها مستمرًا حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتوقع مراقبون أن تتوالى عروض البيع في إندونيسيا، خاصة في مشروع ماكو الذي تديره شركة كونراد بتروليوم السنغافورية، ومشروع أنامباس الذي تديره مؤسسة البترول الكويتية.

كما يرجّح طرح حصص في مشروع "كالي بيراو دالام" لإنتاج الغاز في إندونيسيا، الذي تطوره شركة ريبسول الإسبانية المشهورة.

ماليزيا في الطريق

تمتد الترجيحات إلى أصول نفط وغاز ناضجة في ماليزيا ترغب شركات نفط عالمية في طرحها للبيع ضمن إطار التخلص من الاستثمارات غير الرئيسة وخطط انتقال الطاقة.

وتتداول الأنباء حول الأصول التابعة لشركات إكسون موبيل الأميركية وبتروفاك البريطانية وشركة هيس الأميركية، إضافة إلى أنباء حول أصول توتال إنرجي في سلطنة بروناي.

ورغم الحضور الكثيف لشركة شل في ماليزيا؛ فإنها قد تستمر في تصفية الأصول غير المشغلة في البلاد خلافًا للأصول الناضجة التي يتوقع تمسكها بها لمدة أطول.

كما يتوقع استمرار شركتي إكسون موبيل وشيفرون في سحب الاستثمارات غير الأساسية بمشروعات النفط والغاز في تايلاند، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

• قطاع النفط والغاز في إندونيسيا يستعد لطرح 10 مربعات بحرية بعضها قد يثير الصين
• إيني الإيطالية توقف التنقيب عن النفط في إندونيسيا بسبب نزاع مع ماليزيا
• كونوكو فيليبس تغادر إندونيسيا وتوسع نشاطها في أستراليا

اقرأ أيضًا..

• حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورات مهمة لبدء الإنتاج.. ورقم ضخم محتمل
• مشروع ضخم لتطوير الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بشراكة مصرية إماراتية
• 20 دولة تستورد الوقود الأحفوري الروسي منذ الحرب الأوكرانية.. 6 دول عربية في القائمة