رئيسيةأخبار السياراتسيارات

تيسلا تخسر معركة معايير انبعاثات الوقود في أستراليا

دينا قدري

يبدو أن شركة تيسلا الأميركية (Tesla) خسرت معركة جديدة في أستراليا، بعد أن أعلنت البلاد تخفيف خطة انبعاثات الوقود المقترحة رغم تحذيرات شركة صناعة السيارات الكهربائية.

ووفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، قالت أستراليا، إنها ستخفف قواعد انبعاثات الكربون المقترحة لبعض شاحنات البيك أب الشهيرة، بعد أن أثارت الغرفة الفيدرالية لصناعة السيارات مخاوف من أن التغييرات قد ترفع أسعار السيارات وتؤدي إلى خيارات أقل للمستهلكين.

واقترحت أستراليا معايير كفاءة المركبات التي من شأنها معاقبة شركات صناعة السيارات التي تستورد نماذج كثيفة الانبعاثات، وتكافئ أولئك الذين يجلبون سيارات أنظف، لتعزيز اعتماد السيارات الكهربائية وخفض الانبعاثات.

وأدى ذلك إلى انقسام داخل الغرفة الفيدرالية لصناعات السيارات في أستراليا (FCAI)، مع انسحاب صانعي السيارات الكهربائية تيسلا وبولستار (Polestar) مطلع شهر مارس/آذار الجاري؛ احتجاجًا على حملة المجموعة ضد معايير الانبعاثات الأكثر صرامة.

خطة معايير انبعاثات الوقود

ستظل معايير كفاءة استهلاك الوقود الجديدة سارية المفعول في 1 يناير/كانون الثاني 2025، كما كان مخططًا له في الأصل، ولكن بعد التشاور مع صناعة السيارات، تأجّل تاريخ البدء لشركات صناعة السيارات حتى 1 يوليو/تموز من ذلك العام.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الحكومة الأسترالية، إنها ستعدّل حدود الانبعاثات للسيارات الثقيلة، مثل سيارات فورد رينجر الأكثر مبيعًا وتويوتا هاي لوكس.

كما ستُنقل بعض سيارات الدفع الرباعي الشهيرة إلى فئة المركبات التجارية الخفيفة من فئة سيارات الركاب، مثل تويوتا لاندكروزر ونيسان باترول؛ ما يسمح لها بضخّ المزيد من الانبعاثات.

ومن ثم، فإن خطوة تخفيف معايير انبعاثات الوقود تمنح فوزًا محتملًا لشركتي فورد (Ford) وتويوتا (Toyota) على حساب شركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا.

شاحنة فورد رينجر
شاحنة فورد رينجر - الصورة من منصة Trucksales

وقال وزير الطاقة الأسترالي كريس بوين، إن بعض الشاحنات الصغيرة الشهيرة، والمعروفة في أستراليا باسم "utes" أو مركبات الخدمات، التي يستعملها في الغالب عمال البناء والمزارعون، ستُصنَّف الآن على أنها سيارات تجارية خفيفة.

وهذا يعني أن هذه النماذج لن تضطر إلى تلبية قواعد الاقتصاد في استهلاك الوقود الأكثر صرامة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وتعتزم الحكومة تقديم التشريع إلى البرلمان يوم الأربعاء (27 مارس/آذار 2024).

معيار أسترالي

قال وزير الطاقة الأسترالي كريس بوين خلال مؤتمر صحفي، محاطًا بالقادة الأستراليين لكبرى شركات السيارات: "لم يحصل الجميع على كل ما طلبوه.. بعض الناس أرادوا منّا أن نبذل جهدًا أكبر وأسرع، وبعضهم كان لديه مخاوف وأراد منّا أن نتباطأ، لكن الجميع هنا اليوم كان له رأيه".

من جانبها، أوضحت وزيرة الصناعة الأسترالية كاثرين كينغ أن الحكومة استجابت "للاقتراحات العملية" في مشاوراتها بشأن السياسة، واستقرت على "معيار أسترالي للمستهلكين الأستراليين والظروف الأسترالية".

وفي حديثه إلى جانب كينغ، قال الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا أستراليا ماثيو كالاتشور، إن المعايير الجديدة ستمثّل "تحديًا كبيرًا"، لكن شركة صناعة السيارات تريد رؤية إصلاحات طموحة.

وأشار كبير مديري الأعمال وتطوير السياسات في تيسلا، سام ماكلين، إلى أنه لم يحصل أيّ صانع سيارات على كل ما يريده، لكن السياسة الجديدة كانت بمثابة "تسوية قوية للغاية".

وقال ماكلين: "هذا معيار معتدل للغاية يأخذ أستراليا من المركز الأخير في هذا التحول إلى منتصف المجموعة"، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

إحدى نقاط الشحن التابعة لشركة تيسلا
إحدى نقاط الشحن التابعة لشركة تيسلا - الصورة من منصة "إي في إس إي أستراليا"

يُذكر أنّ تحرك أستراليا جاء بعد خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي؛ إذ خفضت إدارة بايدن هدفها لاعتماد السيارات الكهربائية من 67% بحلول عام 2032 إلى 35%، بعد اعتراضات الصناعة وعمال السيارات في ميشيغان؛ ما يمكن أن يؤدي دورًا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

معركة تيسلا في أستراليا

أستراليا هي الدولة المتقدمة الوحيدة باستثناء روسيا التي لا تمتلك، أو تعمل، على تطوير معايير كفاءة استهلاك الوقود.

وقد أدى ذلك إلى الحدّ من نطاق السيارات الكهربائية المتاحة في أستراليا، إذ توجّه شركات صناعة السيارات المركبات الكهربائية إلى البلدان التي يتعين عليها فيها تلبية قواعد الانبعاثات الأكثر صرامة.

ووعدت حكومة حزب العمال من يسار الوسط بتنفيذ معايير كفاءة استهلاك الوقود في الانتخابات الفيدرالية لعام 2022، جزءًا من عدد من الإجراءات للقضاء على انبعاثات الكربون في أستراليا.

وأعلنت الحكومة خيارها المفضل في فبراير/شباط، والذي قالت، إنه سيخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 369 مليون طن بحلول عام 2050، إلّا أنها واجهت معارضة بعض روّاد صناعة السيارات ومشرّعي المعارضة.

وانسحبت تيسلا في وقت سابق من شهر مارس/آذار الجاري، من الغرفة الفيدرالية لصناعات السيارات التي مارست ضغوطًا ضد معايير الانبعاثات الأكثر صرامة؛ إذ اتهمت شركة صناعة السيارات الكهربائية الغرفة بالإدلاء بتعليقات "كاذبة بشكل واضح" حول تأثير السياسة في الأسعار.

وسارت شركة بولستار للسيارات الكهربائية الفاخرة على خطى شركة تيسلا في الخروج من المجموعة، مدّعيةً أن الغرفة الفيدرالية لصناعات السيارات تشنّ حملة متعمدة لعرقلة مسار أستراليا لخفض الانبعاثات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق