التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

إنتاج الوقود الحيوي في أميركا قد يرتفع 53% بحلول 2035 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج أميركا من الوقود الحيوي يعادل 850 ألف برميل يوميًا
  • الإنتاج الأميركي قد يتجاوز المليون برميل يوميًا في وقت مبكر من 2026
  • الولايات المتحدة ستكون أكبر المنتجين للوقود الحيوي عالميًا، بحصّة 40%
  • أوروبا والبرازيل ثاني وثالث أكبر المنتجين المرشحين بحلول 2035

من المتوقع أن يشهد إنتاج الوقود الحيوي في أميركا طفرة قوية خلال السنوات المقبلة، مستفيدًا من نمو الطلب المتصاعد على وقود الديزل المتجدد ووقود الطيران المستدام في البلاد.

في هذا السياق، توقّع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- نمو إنتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة بنسبة 53% بحلول منتصف العقد المقبل (2035).

ورجّح التقرير ارتفاع إنتاج الوقود الحيوي في أميركا إلى ما يعادل 1.3 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا بحلول 2035، مقارنة بنحو 850 ألف برميل في عام 2023.

إنتاج الوقود الحيوي في أميركا بحلول 2026

توقّع التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي تجاوُز إنتاج الوقود الحيوي في أميركا مليون برميل نفط مكافئ يوميًا في وقت مبكر من عام 2026.

وتسعى الحكومة الأميركية إلى إزالة الكربون من قطاع النقل (البري والبحري والجوي) عبر مسارات مختلفة، منها التحول إلى الكهرباء أو إحلال البدائل النباتية مثل الوقود الحيوي محل أنواع الوقود الأحفوري التقليدية مثل البنزين والديزل، للحدّ من انبعاثات مركبات الطرق والشحن والطيران.

على سبيل المثال، يتشابه وقود الطائرات المستدام إس أيه إف (SAF) مع وقود الطائرات التقليدي (الكيروسين)، لكنه يُنتَج من مواد أولية نباتية مثل الدهون والزيوت والنفايات الزراعية.

ويتطلب استعمال هذا النوع من الوقود الحيوي حدًا أدنى من التعديلات الجوية واللوجستية على نظم تشغيل الطائرات الحالية وتموينها بالوقود؛ ما قد يسهم في خفض انبعاثات صناعة الطيران بصورة كبيرة، حسب ريستاد إنرجي.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة أكبر 10 دول منتجة للوقود الحيوي في العالم، تتصدّرها الولايات المتحدة بفارق كبير حتى 2022:

أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي في العالم

إنتاج الإيثانول والديزل

من المتوقع أن تهيمن الولايات المتحدة على إنتاج كل من الإيثانول والديزل عالميًا، فضلًا عن الوقود الحيوي المتقدم بحلول عام 2035.

ويُطلَق الوقود المتقدم على الجيل الثاني من أنواع الوقود الحيوي التي تُستخلَص من المحاصيل غير الغذائية، مثل المخلّفات الزراعية وقش الأرز وحطب الذرة وتفل قصب السكر والكتلة الحيوية الخشبية، إضافة إلى الأعشاب والطحالب والنفايات الصناعية وغيرها، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتقدّر شركة أبحاث ريستاد إنرجي نمو إنتاج الوقود الحيوي في أميركا إلى ما يعادل 1.3 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا منتصف العقد المقبل؛ ما سيشكّل 40% من إجمالي الإنتاج العالمي وقتها.

ومن بين أنواع الوقود الحيوي المختلفة، سيشكّل الوقود المتقدم قرابة 50% من إجمالي الإنتاج المحلي للوقود الحيوي في الولايات المتحدة بحلول 2035، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تكون أوروبا والبرازيل ثاني وثالث أكبر المنتجين للوقود الحيوي على التوالي بحلول منتصف العقد المقبل، وسط تقديرات بأن يصل إنتاج أوروبا إلى ما يعادل 580 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا، بينما سيصل الإنتاج في البرازيل إلى 510 آلاف برميل يوميًا.

وتستند ريستاد إنرجي في هذه التقديرات إلى توقعات سيناريو الحالة الأساسية فيما يتعلق بالتقدم التقني واعتماد السيارات الكهربائية وتوافر المواد الخام للوقود الحيوي، مع افتراض بقاء دعم السياسات الحالية.

سيناريوهات إنتاج الوقود الحيوي

وضعت الشركة سيناريوهين لاستشراف مستقبل إنتاج الوقود الحيوي في أميركا والعالم، أحدهما مرتفع والآخر منخفض، إذ يفترض سيناريو الحالة المرتفعة تقدمًا تقنيًا سريعًا، مع بطء في اعتماد السيارات الكهربائية، وسياسات مواتية، وتوافر المواد الخام بكميات كبيرة.

ويفترض سيناريو الحالة المنخفضة تباطؤ التطور التقني، مع سرعة اعتماد السيارات الكهربائية، وتراجع دعم سياسات الوقود الحيوي، وظهور تحديات في تأمين إمدادات المواد الخام.

ورغم توافر الظروف المواتية وتصاعد زخم الوقود الحيوي خلال السنوات الأخيرة حول العالم، ما قد يضمن استمرار النمو حتى نهاية العقد الحالي، فإنه ما يزال هناك بعض عدم اليقين حتى منتصف الثلاثينيات (2035)، بحسب رئيس وحدة أبحاث التقنيات النظيفة في ريستاد إنرجي أرتيم أبراموف.

ويعدّ الوقود الحيوي المتقدم (Advanced biofuels)، مثل الديزل المتجدد ووقود الطيران المستدام، من عوامل التأرجح الرئيسة التي ستؤثّر في مستقبل السوق، بحسب المحلل.

توقعات إنتاج الديزل المتجدد

زاد إنتاج الديزل المتجدد في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة من 25 ألف برميل يوميًا عام 2020، إلى 220 ألف برميل يوميًا متوقعة هذا العام (2024).

وتجاوز استهلاك هذا النوع من الوقود الحيوي 200 ألف برميل يوميًا في بعض أشهر عام 2023، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي التي تتوقع استمرار نمو استهلاكه بصورة كبيرة حتى عام 2030.

ويواجه نمو سوق الديزل المتجدد عقبات كبيرة، أبرزها ضعف توافر المواد الأولية، وخاصة فول الصويا، النبات الذي يتنافس عليه منتجو وقود الديزل الحيوي وصناعة الأغذية.

وتضاعف استهلاك زيت فول الصويا في إنتاج الوقود الحيوي من 600 مليون رطل شهريًا في خلال 2017-2019 إلى 1.3 مليار رطل في النصف الثاني من عام 2023.

وتشير تقديرات ريستاد إنرجي إلى أن 2024 سيكون العام الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي سيشكّل فيه إنتاج الوقود الحيوي أكثر من 50% من إجمالي استهلاك زيت فول الصويا، كما تُتوقَّع زيادة المنافسة مع بعض الزيوت الأخرى مثل، زيت الكانولا -صنف من بذور اللفت- وزيت الذرة.

توقعات إنتاج وقود الطيران المستدام

يُتوقع نمو الطلب على وقود الطيران المستدام خلال السنوات المقبلة، ليلحق بركب أنواع الوقود الحيوي الأخرى، مثل الديزل المتجدد وغيره.

ومع اكتساب أنواع الوقود الحيوي شهرة واسعة خلال السنوات الأخيرة، بدأت صناعة النفط تتطلع إلى تحويل جزء من مصافي التكرير إلى إنتاج الديزل المتجدد أو وقود الطيران المستدام، عبر تعديل البنية التحتية القائمة للمصافي.

ويمثّل هذا التوجه من مصافي التكرير خطوة عملية واقتصادية مهمة لمستقبل إنتاج الوقود الحيوي في أميركا والعالم، أفضل من الانتظار حتى بناء مرافق جديدة، ما قد يسهم في توسيع الطاقة الإنتاجية لهذه الأنواع بسرعة.

شاحنة وقود حيوي تابعة لشركة توتال إنرجي تزود طائرة بالوقود
شاحنة وقود حيوي تابعة لشركة توتال إنرجي تزود طائرة بالوقود - الصورة من CNN

وتشير تقديرات خطط المشروعات القائمة وطلب شركات الطيران التجارية ودعم السياسات الحالية إلى أن إنتاج الولايات المتحدة من وقود الطيران المستدام قد يرتفع من 17 ألف برميل يوميًا عام 2023، إلى 190 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2035.

وإذا لم تسر الأمور على ما يرام، وتباطأ التطور التقني أو تسارع تبنّي السيارات الكهربائية، أو حدثت مشكلات في توفير المواد الخام، فمن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 110 آلاف برميل يوميًا بحلول عام 2035، بحسب سيناريو الحالة المنخفضة لشركة ريستاد إنرجي.

وبغضّ النظر عن أنواع الوقود المتقدمة، سيظل الإيثانول حجر الزاوية في صناعة وإنتاج الوقود الحيوي في أميركا، مع ارتباط استهلاكه بصورة وثيقة بمبيعات البنزين على الطرق، بسبب قدرته على المزج مع البنزين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق