أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم
محمد عبد السند
- تمثل أكبر محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم نقطة تحول في مستقبل صناعة خدمات الطيران النظيف
- يتألف نظام الرادار الذي يعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل من رادار أساسي وأخر ثانوي
- تلامس السعة القصوى لأول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم قرابة 960 كيلوواط/الساعة يوميًا
- ستُستعمَل أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم والواقعة في بلدة كالاما من قبل هيئة الطيران المدني في تشيلي
- ستساعد محطة رادار مراقبة الحركة الجوية المغطاة بألواح شمسية بنسبة 100% في مراقبة الرحلات الجوية التجارية
تمثّل أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم نقطة تحول بمستقبل صناعة خدمات الطيران منخفض الكربون، ومدى التزام اللاعبين في هذا القطاع بمعايير الاستدامة.
ويعكس المشروع الذي تحتضنه تشيلي مدى التزام الاتحاد الدولي للنقل الجوي إياتا (IATA) بتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران بحلول منتصف القرن الحالي (2050).
كما يُسلِّط مشروع أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم الضوء على أهمية التقنيات النظيفة بتعزيز معايير الأمان والمسؤولية البيئية في العالم، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
الافتتاح وشيك
تستعد شركة تاليس (Thales) الفرنسية العاملة في تصميم وبناء الأنظمة الكهربائية وتوفير الخدمات لأسواق الطيران والدفاع لافتتاح أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم بصحراء أتاكاما في تشيلي خلال أبريل/نيسان (2024)، وفق ما ورد في بيان نشره الموقع الرسمي للشركة.
وتُبدي تاليس حرصًا على تطوير مشروعات طاقة شمسية مماثلة في مناطق أخرى من العالم تفتقر إلى وجود شبكة كهربائية، وفق ما قاله رئيس تاليس في البرازيل لوسيانو ماكافيري خلال مقابلة صحفية، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتبرز السلامة الجوية أمرًا بالغ الأهمية في جميع الأوقات؛ فسواء أكان المجال الجوي مزدحمًا، أو إذا كان يمر بمدة هدوء نسبي، يجب على ضباط مراقبة الحركة الجوية الحفاظ على تطوير وعي مستمر بمواقع الطائرات داخل مجالهم الجوي؛ إذ من الممكن أن تترتب على خلل بسيط في الصورة عواقب وخيمة على سلامة الركاب الجويين.
ويتألّف نظام الرادار الذي يعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل من رادار أساسي متطور وفعال ستار إن جي (STAR NG) ورادار ثانوي آر إس إم (RSM)، ويلبي هذان الراداران مجتمعين كل شروط المراقبة التشغيلية لكل من مراقبة الحركة الجوية المدنية والعسكرية؛ بما يتيح الكشف عن الأهداف البطيئة والسريعة الحركة مثل المروحيات والطائرات التجارية والطائرات النفاثة.
وستساعد محطة رادار مراقبة الحركة الجوية المغطاة بألواح شمسية بنسبة 100% في مراقبة الرحلات الجوية التجارية التي تديرها الهيئة العامة للطيران المدني في تشيلي يوميًا؛ ما يتيح مزيدًا من الأمان والموثوقية.
مواصفات أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية
تقع أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم بصحراء أتاكاما في شمال تشيلي على ارتفاع يزيد على 3500 متر، وستعمل حصريًا على الطاقة المستدامة من خلال الاستفادة القصوى من نسبة التعرض العالي للسطوع الشمسي بالمنطقة.
وتلامس السعة القصوى للمحطة قرابة 960 كيلوواط/الساعة يوميًا، وتغطي مساحة قدرها 10 آلاف متر مربع، وتستعمِل الرادارات طاقة كهربائية تصل إلى 1 ميغاواط/ساعة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وستُستَعمَل أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم والواقعة ببلدة كالاما من قِبل هيئة الطيران المدني بالبلاد "دي جي إيه سي" DGAC"، وتدعم 340 لوحة شمسية، وبطاريات مجاورة وُضِعَت تحت ضوء الشمس الساطع في البلدة.
وقال رئيس تاليس في البرازيل لوسيانو ماكافيري: "فريقنا بالبرازيل يعمل على تطويرات تقنية قائمة على مصادر الطاقة البديلة منذ سنوات قليلة، ولذا قررنا خوض هذا التحدي".
وأضاف ماكافيري: "لم يسبق لأحد أن صنع جهاز رادار خارج نطاق الشبكة بنسبة 100%".
وآُبرم العقد في عام 2021 بعدما طلبت هيئة الطيران المدني مقترحات بالمراقبة الجوية لمنطقة صحراوية، بحسب ماكافيري.
وأوضح: "كان يتعين علينا أن نبنى جسرين لنقل المعدات إلى هناك عبر أنابيب الغاز القريبة.. وفي أثناء تجهيز الموقع، اكتشفنا بعض التحف الأثرية، ولذا تواصلنا مع مجموعات السكان المحلية لترسيم المنطقة، وهو ما قد حدث".
وتحرص تاليس -الآن- على بناء مشروعات مماثلة في أماكن أخرى، وذلك باستعمال مصادر متجددة أخرى مثل طاقة الرياح والمياه.
وفي هذا الصدد قال ماكافيري: "أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم هي مجرد مثال، وقُدر لها أن تكون خارج البرازيل، لكننا نشهد عديدًا من المطارات التي تُظهر اهتمامًا باستعمال الطاقة المتجددة لخفض بصمتها الكربونية".
معايير السلامة الجوية
قال مدير الأنظمة بهيئة الطيران المدني في تشيلي خوان أليجريا: "تمثل المحطة الأيقونية أهمية إستراتيجية كبيرة جدًا بالنسبة لهيئة الطيران المدني؛ إذ إنها تُسهِم بقوة في تحقيق معايير السلامة الجوية شمال البلاد؛ حيث توجد -حاليًا- كثافة عالية للحركة الجوية تُغطَّى بالكامل بوساطة النظام الجديد بفضل مداه الذي يُعد الأعلى في السوق ويبلغ 100 ميل بحري في حالة الرادار الأساسي و250 ميلًا بحريًا في حالة الرادار الثانوي".
وأضاف أليجريا: الفوائد البيئية للمحطة مهمة وفريدة من نوعها؛ حيث تحد من تأثير تغير المناخ من خلال تشغيلها بنسبة 100% بالطاقة الشمسية؛ ما يتوافق مع سياسات حكومة تشيلي، وتلك التي اعتمدتها منظمة الطيران المدني الدولي، اتساقًا مع مفهوم مفاده أنه يتعين على كل الدول أن تبذل قصارى جهدها من أجل تخفيف الأثر البيئي والحد منه حتى تتمتع الأجيال القادمة وكوكبنا بمستقبل أكثر استدامة".
وقال نائب رئيس تاليس لقطاع الرادارات ليونيل دي كاستيلان: "تُعَد أول محطة مراقبة جوية بالطاقة الشمسية في العالم علامة فارقة في صناعة الطيران المدني، كما أنها تخدم أهداف الاستدامة"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف دي كاستيلان: "هذا ليس إنجازًا تقنيًا لهيئة الطيران المدني في تشيلي أو بالنسبة لشركة تاليس فحسب، بل إنه مثال حي على المسؤولية البيئية؛ ما يبرهن على التزامها وقدرتها على استحداث حلول مستدامة تتسق مع متطلبات العملاء المستدامة والأهداف العالمية للحفاظ على البيئة".
موضوعات متعلقة..
- رحلة الطيران للوقود النظيف.. كيف تتغيّر الصناعة؟ (تقرير)
- انبعاثات الكربون عالميًا تتجه إلى ثاني أكبر زيادة تاريخيًا خلال 2021
- 5 تساؤلات حول تأثير قطاع الطيران على تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- أداء أرامكو السعودية يؤسس لاقتصادات انتقال الطاقة ويدعم رؤية 2030
- انخفاض إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي خلال يناير (رسم بياني)
- ما هو الهيدروجين الطبيعي وحجم احتياطياته عالميًا؟