الطلب على الهيدروجين قد يقفز إلى 298 مليون طن سنويًا بحلول 2050
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- صناعة البتروكيماويات والتكرير ستستحوذ على 50% من الطلب بحلول 2050
- الصورة التاريخية لاستعمال الهيدروجين كانت كمادة وسيطة وليس ناقل للطاقة
- استعمال الهيدروجين في قطاع الكهرباء سيرتفع إلى 34 مليون طن بحلول 2050
- حصة قطاع النقل ستصل إلى 18% من إجمالي الطلب على الهيدروجين منتصف القرن
تتزايد الرهانات على نمو الطلب على الهيدروجين في العالم بصورة متسارعة خلال العقود المقبلة، وسط مسارات تحول الطاقة وزيادة استعماله في قطاعات النقل والكهرباء إلى جانب القطاعات التاريخية المستحوذة على استهلاكه حاليًا.
وانحصر استعمال الهيدروجين في تطبيقات محددة، خلال العقود الماضية؛ أبرزها قطاع التكرير وصناعة البتروكيماويات، في حين ظل استعماله بقطاعات النقل والكهرباء والاستعمالات الأخرى هامشيًا.
وتوقّع تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- تضاعف الطلب على الهيدروجين عالميًا 3 مرات تقريبًا من 101 مليون طن في عام 2022 إلى 298 مليون طن بحلول عام 2050، وفق الحالة الأساسية.
وأرجع التقرير ذلك إلى اتساع استعمال الهيدروجين في قطاعات الكهرباء والنقل، إلى جانب الأنشطة الصناعية التي تصعب إزالة الكربون منها؛ مثل صناعة الحديد والصلب والأسمنت وغيرها.
استعمالات الهيدروجين التقليدية والصاعدة
استعمل الهيدروجين تاريخيًا على نطاق واسع في صورة مادة كيميائية وسيطة خاصة في مصافي التكرير وإنتاج البتروكيماويات و الأسمنت، في حين ظل دوره ناقلًا للطاقة هامشيًا، وهو ما يتوقّع اتساعه خلال العقود المقبلة مع تقدم مسارات تحول الطاقة العالمية.
ويواجه الاستعمال المباشر للهيدورجين في قطاع الكهرباء تحديات كبيرة؛ أبرزها التكلفة والتعقيد والكفاءة والسلامة، وخاصة عند مقارنته بالاستعمال التقليدي بوصفه مادةً وسيطةً.
ورغم ذلك؛ فهناك بعض القطاعات التي تصعب كهربتها؛ أي تحويلها من استعمال الوقود الأحفوري إلى استعمال الكهرباء مباشرة؛ لارتفاع تكلفة ذلك بصورة باهظة؛ ما يجعل الهيدروجين ومشتقاته -مثل الأمونيا والميثانول والكيروسين الاصطناعي- البدائل الأقرب لخفض انبعاثات هذه القطاعات.
وهناك إجماع متزايد على أن الهيدروجين منخفض الكربون (الأزرق) والهيدروجين المتجدد (الأخضر) سيكون لهما دور واسع مستقبلًا في جهود بناء أنظمة طاقة عالمية خالية من الانبعاثات، لكن ذلك ما زال غير مؤكد على الرغم من شهرة الحديث عنه خلال السنوات الأخيرة، بحسب التقرير الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.
توقعات الطلب على الهيدروجين بالقطاعات
يرجّح التقرير السنوى الصادر عن المنتدى (2024) ارتفاع حصة الطلب على الهيدروجين عالميًا في مزيج الطاقة من 1.7% عام 2022 إلى 4.5% بحلول عام 2050.
كما يتوقع التقرير ارتفاع استهلاك الهيدروجين في توليد الكهرباء إلى 34 مليون طن بحلول عام 2050، ليشكل 15% من إجمالي الطلب على الهيدروجين عالميًا، مقارنة بحجم الاستهلاك الحالي المتواضع للغاية والذي لا يتجاوز 0.4 مليون طن عام 2022.
على الجانب الآخر، سيظل استعمال الهيدروجين في صورته التاريخية المعروفة بصفته مادة خامًا مرتفعًا خلال العقود المقبلة، بالتوازي مع نمو استعماله بصفته ناقلًا للطاقة بحلول عام 2050.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب في عمليات البتروكيماويات ومصافي النفط إلى 146 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 90 مليون طن عام 2022؛ ما يشكّل 50% من الطلب على الهيدروجين عالميًا بحلول منتصف القرن.
الطلب على النقل والصناعة والمباني
يُتوقع زيادة الطلب بقطاعات النقل البحري والبري في صورة مشتقات الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي ليصل إلى 52 مليون طن بحلول عام 2050، ما سيشكّل 18% من إجمالي الطلب على الهيدروجين عالميًا، بحسب تقديرات منتدى الدول المصدرة للغاز.
ومن المتوقّع أن يقتصر الطلب على الهيدروجين في قطاع النقل البري على شاحنات النقل الثقيل، وخاصة على المسافات طويلة، حيث سيكون استهلاك الوقود أعلى في المعتاد.
وسيتزايد استعمال الهيدروجين في قطاع الشحن البحري بديلًا عن الوقود التقليدي؛ لكونه ملائمًا لطبيعة القطاع الذي يعمل في عرض البحار والمحيطات بصورة مستقلة عن شبكات الكهرباء، ويحتاج إلى طاقة كبيرة، بحسب تطورات القطاع التي ترصدها وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية.
كما يُتوقع زيادة طلب القطاع الصناعي على الهيدروجين إلى 34 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 22 مليون طن عام 2022، ما يمثل 15% من إجمالي الطلب على الهيدروجين عالميًا.
وسيأتي نمو الطلب في القطاع الصناعي بقيادة المناطق الرائدة ولا سيما في الصين وأوروبا، حيث يُتوقع زيادة استعمال الهيدروجين في إنتاج الحديد الخام بدلًا من الفحم من ناحية، وزيادة مزجه مع الغاز الطبيعي في الأفران العالية لصناعة الصلب على الجانب الآخر.
أما الطلب على الهيدروجين في الاستعمالات السكنية والتجارية؛ فمن المتوقع أن يكون الأقل بين القطاعات المرشحة لاستهلاكه عالميًا خلال العقود المقبلة.
ويرجّح منتدى الدول المصدرة للغاز ارتفاع الطلب في هذه القطاعات إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 0.44 مليون طن في 2022، لكن ذلك لن يشكل أكثر من 3% من إجمالي الطلب على الهيدروجين بحلول منتصف القرن.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الهيدروجين في 2023.. إعلانات وخطط طموحة مع نقص المشترين
- الطلب على الهيدروجين قد يصل إلى 150 مليون طن سنويًا بحلول 2030 (تقرير)
- أغلب صادرات الهيدروجين ستتحول إلى أمونيا بحلول 2035.. أفريقيا ضمن القادة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- نواب أميركيون يفضحون تحيزات وكالة الطاقة الدولية ضد النفط والغاز.. خطاب رسمي
- 16 ولاية أميركية تتمرد على قرار بايدن بتعليق صادرات الغاز المسال
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا (رسم بياني)
- انفجار داخل أكبر محطة طاقة كهرومائية في أوكرانيا (فيديو وصور)