أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية.. 5 أولويات تواجه مقاومة مجتمعية

يتطلب تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية لخفض الانبعاثات ضمن الإطار الزمني المحدد بحلول عام 2040 التركيز على أولويات عاجلة، رغم السياسات المتّبعة والتشريعات المعنية بالتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة التي أظهرت ريادة التكتل في هذا المضمار.

وكان موقف الاتحاد الأوروبي، في قمة المناخ كوب 28 لعام 2023 حاسمًا في تحديد مستوى الطموح العالمي، إذ يقترح، حاليًا، خفض 90% من انبعاثاته بحلول عام 2040، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورجّح تقرير حديث أن أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية قد تفشل معظمها لعام 2030، وأن الأحزاب اليمينية المتطرفة تكتسب المزيد من التأييد قبل الانتخابات الأوروبية، وسط قلق الناخبين والشركات بشأن تكلفة المدة الانتقالية.

5 أولويات في طليعة الخطة الخضراء الأوروبية

تضمنت الخطة الخضراء، التي يُعول عليها لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، بنودًا عديدة، ولكن تأتي في مقدمتها 5 أولويات بإمكانها الإسهام في إنجاز التقدم، وهي:

1. الدعم الموجه للأسر

تواجه أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، وتحديدًا الالتزام بتخفيضات أكثر طموحًا للانبعاثات، مقاومة مجتمعية، وتجلّى ذلك مؤخرًا في احتجاجات المزارعين بجميع أنحاء القارة الناجمة عن ضغوط التكاليف وإجراءات الترخيص المرهقة.

وتُظهر الأبحاث أن عبء إزالة الكربون من الاقتصاد يقع بشكل كبير على عاتق أصحاب الدخل المنخفض، حسبما نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

وعلى الرغم من الدلائل، التي تشير إلى أن الطاقة المتجددة والعزل توفر الحماية من ارتفاع الفواتير والتضخم، هناك كراهية متزايدة تجاه خطة المناخ، وهو ما يسهم بدوره في فقدان الثقة في مؤسسات الاتحاد، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولا يتوقع المحللون من الأسر الضعيفة أن تتحمل تكاليف التحول، ويتعين على صنّاع السياسات أن يتوصلوا إلى مسار واضح لحلّ ضغوط التكاليف المترتبة على التحول.

2. إعادة النظر في التمويل

من الصعب الحديث عن أولويات التمويل الهادفة إلى تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، لأن جميع مراحل التحول الأخضر يتطلب تركيزًا متساويًا.

وعلى الرغم من أن الحكومات الوطنية تتحمل المسؤولية الأساسية عن دعم سكانها في التحول الأخضر، فمن الممكن أن يستفيد الاتحاد الأوروبي من الريادة في تطوير خطة تحويل مستهدفة لمساعدة البلدان على التأقلم.

وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات إضافية تزيد عن 620 مليار يورو (674.96 مليار دولار) سنويًا لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، المتمثلة في الصفقة الخضراء، باستثناء تحول الأسر إلى المصادر المتجددة.

ومع أن "صندوق التحول العادل" يهدف إلى "تخفيف التكاليف الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن التحول المناخي"، فإن الأموال المتاحة ليست كافية لتحقيق هذا الهدف، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

3. الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري

لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، فهو يحتاج الأوروبي إلى التخلص التدريجي من استعمال الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء والحرارة بحلول عام 2040.

قبل انعقاد قمة المناخ كوب 28، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا بإنهاء جميع أشكال الدعم للوقود الأحفوري على مستوى العالم بحلول عام 2025.

رغم ذلك، لم تتمكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من ترجمة هذا الطموح إلى تشريعات وطنية.

وسيؤدي ذلك إلى تأخير التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والأصول العالقة في شكل بنية تحتية للوقود الأحفوري تمّ تطويرها حديثًا، ما لم يكن من الممكن إعادة توظيفها في البنية التحتية للطاقة النظيفة في المستقبل.

4. زيادة كفاءة الأنظمة

على الرغم من أن ترخيص عمليات مشروعات الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي قد يستغرق من 7 إلى 10 سنوات للموافقة عليها، فإن تحسين هذه العمليات من شأنه أن يساعد في خفض أسعار الطاقة النظيفة للصناعة والمستهلكين.

من ناحيتها، ترى "مجموعة عمل الرؤساء التنفيذيين للصفقة الخضراء الأوروبية" أن عمليات تقديم الطلبات المعقّدة والجداول الزمنية الطويلة للموافقة تمثّل عقبات رئيسة.

وعلى نحو مماثل، فإن الافتقار إلى أطر واضحة للمستثمرين لتقييم الأهمية المالية للمخاطر المرتبطة بالمناخ والطبيعة يحدّ من قدرتهم على الوصول إلى التمويل الخاص.

ولتسريع تطوير ونشر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء أوروبا، ينبغي تنفيذ الآليات الرقمية والتوجيهات الواضحة لمساعدة الدول الأعضاء على تبنّي وتشغيل عمليات التراخيص المبسطة، حسبما نشره موقع المنتدى الاقتصادي العالمي (weforum).

وبخطوة أولى لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية، عليه أن يعمل على تطوير معايير موحدة عبر الدول الأعضاء فيما يتعلق بإجراءات الترخيص وتحديد مواعيد نهائية واضحة لاتخاذ قرارات الترخيص.

5. تسريع كهربة الاقتصاد

حدّد زعماء الاتحاد الأوروبي هدفًا لمصادر الطاقة المتجددة لتلبية 42.5% من الطلب النهائي على الطاقة بحلول عام 2030.

ويُعدّ الافتقار إلى قدرة الطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء الوطنية الأوروبية عائقًا رئيسًا أمام الشركات، التي تضع لنفسها أهدافًا لإزالة الكربون، وتعتمد على الكهرباء القائمة على مصادر الطاقة المتجددة للوصول إليها.

في الوقت الحالي، يبلغ عمر 40% من شبكات توزيع الكهرباء في أوروبا أكثر من 40 عامًا، وأغلبها مصمم ليكون محطات كهرباء مركزية كبيرة، وسوف تحتاج إلى ترقية توزيع الكهرباء من الألواح الشمسية ومزارع الرياح، التي من المتوقع ربطها بالشبكات في هذا العقد.

موضوعات متعلقة..

• تقرير صادم.. أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تتأخر 10 سنوات على الأقل
• أهداف الهيدروجين الأخضر في الاتحاد الأوروبي تتأرجح بين الطموحات والواقع
• انبعاثات المباني تهدد أهداف الاتحاد الأوروبي المناخية (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• النفط الصخري في الجزائر.. ثروة غير مستغلة تحتاج إلى فتح الأبواب (تقرير)
• صادرات الغاز المسال الأميركية تتجنب قناة السويس.. 46 شحنة تطوف حول أفريقيا
• إلغاء أول مشروع لإنتاج الهيدروجين من توربينات الرياح البحرية في العالم