5 توجهات ترسم آفاق الحياد الكربوني.. والشرق الأوسط بقعة مضيئة (مسح)
محمد عبد السند
- أهداف الحياد الكربوني العالمي تواجه تحديات مختلفة.
- يبدي المسؤولون التنفيذيون في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ تفاؤلًا بشأن آفاق أنشطة النمو الموجّهة نحو تحول الطاقة.
- تكتسب أميركا الشمالية زخمًا كبيرًا في استثمارات تحول الطاقة.
- يشكك المسؤولون التنفيذيون في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي دورًا مهمًا في تقليل الانبعاثات.
- قفزت نسبة المسؤولين التنفيذيين الذين يَعُدون هذا حجر عثرة بواقع 14 نقطة مئوية بين 2023 و2024، إلى 70%.
تُسابق حكومات العالم الزمن من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني عبر فطم نفسها عن مصادر الوقود الأحفوري والاستعاضة عنها بالمصادر المتجددة المستدامة، غير أن تلك الأهداف الطموحة تواجه تحديات قد تعرقل إنجازها في الموعد المحدد.
ولامست استثمارات الحلول المناخية 1.7 تريليون دولار بنهاية العام الماضي (2023)، وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
لكن يصف البعض استثمارات الحياد الكربوني تلك بـ"الهزيلة"، وغير الكافية للوصول إلى هذا الهدف رغم نموها الملحوظ، وتعهدات التمويل من القطاعين الحكومي والخاص في أنحاء العالم، خلال قمة المناخ كوب 28.
تحول الطاقة بطيء
تُظهر مؤشرات تحول الطاقة تباطؤًا مع صعوبة تحقيق عوائد استثمارية كافية، ومع تفاوت درجة التقدم المُحرَز في عالم تشتد فيه التوترات الجيوسياسية والحروب، وفق ما أظهرته نتائج دراسة مسحية حديثة نشرتها شركة باين آند كومباني (BAIN & COMPANY) الأميركية للاستشارات الإدارية.
وشمل المسح السنوي، الذي أجرته الشركة، 600 من المسؤولين التنفيذيين في قطاعات النفط والغاز والمرافق والكيماويات والتعدين والزراعة، والذين جرى استطلاع آرائهم خلال انعقاد كوب 28 في دبي والأسابيع التي تلت القمة.
ووجد مسح هذا العام (2024) أن شركات الطاقة والموارد الطبيعية لم تخفض طموحاتها بشأن أنشطة الأعمال الموجهة نحو تحول الطاقة، ومع ذلك تُركز الشركات على المشروعات التي تحقق عائدات استثمارية كبيرة في مجال الحياد الكربوني.
رياح معاكسة
يُظهر التقدم المُحرز في قطاع تحول الطاقة تفاوتًا ملحوظًا في المناطق، خلال الوقت الذي يشهد فيه العالم تشرزمًا اقتصاديًا وجغرافيًا، وفق آخر التطورات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحتى في الوقت الذي تجعل فيه حزم الدعم الحكومي المتزايدة بعض المناطق مثل أميركا الشمالية، أكثر جاذبية للاستثمارت، يُظهر المسؤولون التنفيذيون مخاوف متزايدة بشأن استقرار السياسات ذات الصلة.
وفرضت الرياح المعاكسة التي تعوق الاقتصاد الكلي (ولا سيما أسعار الفائدة المرتفعة)، صعوبة في جمع الأموال الكافية لتسريع مشروعات تحول الطاقة، وجذب عملاء كافيين لتحقيق العائدات الاستثمارية.
وتبرز هناك بقع مضيئة؛ فعلى سبيل المثال يبدي المسؤولون التنفيذيون في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ تفاؤلًا بشأن آفاق أنشطة النمو الموجهة نحو تحول الطاقة إلى الحياد الكربوني.
وفيما يلي أبرز 5 موضوعات هيمنت على نتائج مسح شركة باين السنوي في 2024:
1- تراجع توقعات تحقيق الحياد الكربوني
رغم تواصل الاستثمارات من قِبل شركات الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع إزالة الكربون؛ فإنه يتوقع قرابة 62% -الآن- من المسؤولين التنفيذيين أن يصل العالم إلى أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2060 أو بعد هذا التاريخ، بزيادة من 54% في مسح العام الماضي (2023).
ويسود هذا الرأي في معظم المناطق، ويتبناه، في الغالب، المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط والغاز.
ويجعل تباطؤ وتيرة إزالة الكربون مرونة الشركات وخططها للتكيف أكثر أهمية لمواجهة الآثار الكارثية للتغيرات المناخية.
2- التفاؤل يزداد في الشرق الأوسط
رصد مسح 2024 تفاؤلًا متناميًا بين معظم المسؤولين التنفيذيين في شركات الطاقة والموارد الطبيعية بالشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأميركا اللاتينية بشأن مساهمة أنشطة الأعمال المرتبطة بالحياد الكربوني (مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين والمنتجات الحيوية والليثيوم وغيرها من سلع تحول الطاقة الأخرى) في التقييم السعري لشركاتهم وأرباحها بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
3- قلق إزاء العوائد الاستثمارية
تبرز الجدوى المالية لمشروعات تحول الطاقة قضية كبرى بالنسبة للمسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة والموارد الطبيعية.
وكما هو الحال في مسح عام 2023، قال هؤلاء التنفيذيون إن العقبة الكبرى التي تعترض تسريع وتيرة أعمالهم الموجهة نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني هو إيجاد عدد كافٍ من العملاء الراغبين في دفع أسعار مرتفعة لتحقيق عائدات استثمارية كافية.
ومع ذلك قفزت نسبة المسؤولين التنفيذيين الذين يَعُدون هذا حجر عثرة بواقع 14 نقطة مئوية من 2023 إلى 2024، إلى 70%، وفق المسح الذي طالعت نتائجه منصة الطاقة المتخصصة.
ويَعُد المسؤولون التنفيذيون في قطاع الطاقة والموارد الطبيعية أسعار الفائدة المرتفعة والضرائب وتسعير الكربون، إلى جانب الإعانات الحكومية، أدوات رئيسة للتأثير في سلوك العملاء، وفقًا لمسح 2024.
4- أميركا الشمالية الأكثر جاذبية للاستثمارات
تكتسب أميركا الشمالية زخمًا كبيرًا؛ إذ يرى 79% من كل المسؤولين التنفيذيين المنطقةَ هي الأكثر جاذبية لاستثمارات تحول الطاقة الموصلة إلى أهداف الحياد الكربوني، تليها أوروبا بنسبة 65%.
ومن المؤكد أن قانون خفض التضخم الذي مرره الكونغرس الأميركي في عام 2022 يُشكِّل عاملًا رئيسًا في جذب الاستثمارات بأميركا الشمالية، ولكن من المحتمل أن تكون هناك ديناميكيات إضافية مؤثرة، مثل توافر الغاز الطبيعي منخفضة التكلفة.
وفي حين يتفق قرابة ثُلثي المسؤولين التنفيذيين في الولايات المتحدة، الذين شملهم الاستطلاع، على أن حزم الدعم التي يقدمها قانون خفض التضخم تستهدف المجالات الصحيحة؛ فإن أقل من رُبعهم يرون أن نظام السياسات سيظل مستقرًا على مدى السنوات الـ5 إلى الـ10 المقبلة.
كما يرى 42% من المسؤولين التنفيذيين في أميركا أن حزم الدعم الممنوحة بموجب قانون خفض التضخم ليست واضحة وأن القواعد ليس من السهل اتباعها.
5- الذكاء الاصطناعي يُحدِث الفارق
قفزت نسبة المسؤولين التنفيذيين في قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية، ممن يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي (بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي - برنامج حاسوبي يجعل الأشياء تبدو كأنها من صنع البشر) والتقنيات الرقمية سيكون لها تأثير مهم في أعمالهم بحلول 2030 من 56% في 2023، إلى 65% في 2024.
ويُعَد تحسين الصيانة والإنتاج وسلسلة الإمدادات -حاليًا- من بين تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الواعدة عبر قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية.
لكن يشكك المسؤولون التنفيذيون في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤدي دورًا مهمًا في تقليل الانبعاثات؛ نظرا إلى الكهرباء الضخمة التي يتطلبها الذكاء الاصطناعي.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الحياد الكربوني قد تحظى بـ11 تريليون دولار إضافية بحلول 2030
- خبير بريطاني: علاج تغير المناخ صعب.. والحياد الكربوني لن يتحقق في 2050
-
كوب 28.. إطلاق أول مخطط لتحقيق الحياد الكربوني في أبوظبي بالإمارات
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة نووية في العالم تسابق الزمن لاستئناف التشغيل
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط خلال 2024
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تقفز في أول شهرين من 2024 (رسم بياني)