توقعات سوق الغاز المسال "ضبابية" بسبب متغيرات العرض والطلب (تقرير)
نوار صبح
تتسم توقعات سوق الغاز المسال العالمية بالضبابية؛ بسبب متغيرات العرض والطلب والعوامل المتعددة المؤثرة فيها، على سبيل المثال، الانتعاش الاقتصادي وظروف الطقس ونمو الاستهلاك المحلي.
وتطرّق المحللون والخبراء لدى وكالة أرغوس ميديا: مدير تحليل الغاز والطاقة ماثيو درينكووتر، ومدير التحليلات والاستشارات ديفيد لوف، ونائب الرئيس الأوروبي للغاز الطبيعي والكهرباء لورانس تمبلتون، إلى التوقعات المستقبلية للغاز المسال.
وركّز المتحدثون في الجلسة على توقعات الغاز الطبيعي وتأثيراته في السوق الأوروبية، وشملت المداخلات القطاعات ذات الصلة بالغاز المسال، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير توقعات سوق الغاز المسال إلى أن أوروبا قد تتمكّن من الوصول إلى إمدادات كبيرة من هذا الوقود خلال الأشهر الـ18 المقبلة، مدفوعة بالإمدادات الجديدة التي تدخل السوق.
وأشار المحللون إلى أن الطلب الضعيف في مناطق أخرى، خصوصًا خلال الصيف المقبل، قد يخفف من هذه التوقعات، جرّاء التغيرات المحتملة في الأسعار التي تشكل التوازن، بحسب ما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (rivieramm) المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.
أثر الصين في سوق الغاز المسال
في الصين، تحيط الشكوك بتطور الطلب على الغاز المسال، متأثرًا بعوامل مثل أنماط الطقس والتطبيع الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد.
وفي حين أسهم الطقس البارد والانتعاش الاقتصادي في زيادة الطلب، فقد تمت تلبية جزء كبير منه من خلال نمو الإنتاج المحلي.
وعلى الرغم من وجود احتمال لزيادة الطلب في قطاع الطاقة، خصوصًا مع حركات الأسعار المواتية التي تشجع التحول من الفحم إلى الغاز؛ فإن التحديات لا تزال قائمة.
وما زال اعتماد الصين على الفحم لتوليد الطاقة الحرارية مهيمنًا، مع تأثير محدود من واردات الغاز المسال، على الرغم من الاستثمار الكبير في الطاقة المتجددة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاوف بشأن المشهد الاقتصادي الأوسع؛ بما في ذلك الأزمات العقارية وارتفاع مستويات الديون، تثير تساؤلات بشأن نمو الطلب المستدام.
الظروف الجوية والاقتصادية مؤثرة
تواجه اليابان وكوريا الجنوبية تحديات مماثلة، مدفوعة بالظروف الجوية والتحولات الاقتصادية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي اليابان، أدى اعتدال الشتاء وسياسات كفاءة استعمال الطاقة، إلى جانب الركود الاقتصادي، إلى انخفاض استهلاك الغاز في المدن، وخصوصًا في القطاع الصناعي، بحسب ما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا (rivieramm).
ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لتعزيز كفاءة استعمال الطاقة وزيادة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن تخفف من انخفاض الطلب، ما قد يؤدي إلى زيادات متواضعة في الاستهلاك، خصوصًا خلال أشهر الشتاء.
وعلى نحو مماثل، أدى الشتاء المعتدل في كوريا الجنوبية وزيادة توافر الطاقة النووية إلى إبقاء الطلب على الغاز في المدن منخفضًا، على الرغم من أن التوقعات تشير إلى إمكان زيادة التحول إلى توليد الكهرباء باستعمال الغاز إذا انخفضت أسعار الطاقة.
في سياق متصل، تواجه سوق الغاز المسال العالمية مشهدًا معقدًا تشكله عوامل جيوسياسية واقتصادية مختلفة؛ ما يؤكد الحاجة إلى المرونة والتخطيط الإستراتيجي في التعامل مع التطورات المستقبلية.
تعقيدات متغيرات سوق الطاقة
بالنظر إلى المسألة الأوسع المتعلقة بالغاز الطبيعي، تناول المحللون والخبراء لدى وكالة أرغوس ميديا تعقيدات متغيرات سوق الطاقة، وتطرقوا إلى أهمية التنبؤات الجوية والسلوك البشري في تشكيل الطلب.
وسلطت المناقشات الضوء على الحاجة إلى إجراء فحص أوثق لطريقة تفاعل الناس مع أجهزة تنظيم الحرارة لديهم، ما يشير إلى المجالات المحتملة لتوظيف علماء النفس لفهم سلوك المستهلك وتأثيره في استهلاك الطاقة.
وفي معالجة المخاوف المتعلقة بجانب العرض، تناول الخبراء بالتفصيل الآثار المترتبة على سيناريوهات العبور في أوكرانيا والمناقشات المتعلقة بتراخيص التصدير في الولايات المتحدة.
وقدّم المحللون والخبراء تفسيرات تفصيلية بشأن النتائج المحتملة المختلفة وأوجه الضبابية المرتبطة بها؛ حيث دارت المناقشات حول تقلبات الأسعار على المدى القصير وردود فعل السوق على حجوزات السعة والتحولات الجيوسياسية.
وركّزت الجلسة على سعة تخزين الغاز الطبيعي الأوروبي ومتغيرات الحد الأدنى للسعر، وأشار التحليل إلى مستويات تخزين عالية، مدفوعة بالجهود المبذولة لتلبية متطلبات الحقن ومتغيرات السوق. وعلى الرغم من أن وفرة العرض وانخفاض الطلب أديا إلى مستويات مريحة للمخزون؛ فقد أثيرت مخاوف بشأن التقلبات المحتملة في الأسعار وتأثير زيادة التعرض للتقطع المتجدد في استقرار السوق.
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع بأقل من التوقعات
- منصة حفر عمرها 42 عامًا تعمل في خليج السويس بمصر
- أنس الحجي: ثورة الصخري الأميركية لم تنتشر عالميًا لأسباب قانونية.. وتمويلية