تقارير النفطرئيسيةنفط

أول صادرات النيجر من النفط تتأهب لغزو الأسواق قريبًا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • النيجر تعتمد على زيادة إنتاجها النفطي لتحقيق التنمية الاقتصادية.
  • تعد النيجر واحدة من أفقر دول العالم.
  • توقعات بأن يُسهم خط الأنابيب الواصل بين كوليل بالنيجر وميناء سيم في بنين بتغيير قواعد اللعبة في النيجر.
  • تلامس احتياطيات النفط في النيجر مليار برميل.
  • تُنتج النيجر 20 ألف برميل يوميًا من الخام من حوض أغاديم ريفت.

باتت أول صادرات النيجر من النفط قاب قوسين من التدفق على الأسواق الخارجية بعد إنجاز بناء خط أنابيب النيجر بنين، لتبدأ معه الدولة الحبيسة في زيادة سعتها الإنتاجية وغزو الأسواق المتعطشة لهذا الوقود الأحفوري.

وتبرُز النيجر واحدة من أفقر دول العالم، ومن ثم كانت زيادة إنتاج النفط لديها السبيل الوحيد أمام إنعاش خزانتها وتنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية المختلفة.

وسيُسهم خط الأنابيب الواصل بين كوليل بالنيجر وميناء سيم في بنين في إطلاق صادرات النيجر من النفط، لتتغير معها قواعد اللعبة في البلاد التي تطمح لأن تصير من كبار منتجي النفط ومصدّريه الإقليميين، وفق خطة النفط الوطنية في 2019.

وتلامس احتياطيات النفط في النيجر مليار برميل، وفق تقديرات صادرة عن منظمة منتجي النفط الأفريقية، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

أول شحنة صادرات

تقترب صادرات النيجر من النفط من تصدير أولى شحناتها بحلول شهر أبريل/نيسان (2024) مع إنجاز خط أنابيب نفط النيجر بنين الأيقوني البالغة سعته الأيقونية 110 آلاف برميل يوميًا، والذي من شأنه أن يضاعف إنتاج البلاد من الخام بواقع 5 مرات، وفق ما صرحت به مصادر إلى منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وسمح تخفيف العقوبات المفروضة على النيجر الخاضعة للحكم العسكري من قِبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في فبراير/شباط (2024) -بعد 7 أشهر من الانقلاب العسكري- لشركة النفط الوطنية الصينية بإكمال بناء خط أنابيب نفط النيجر بنين الذي يمتد بطول ألفي كيلومتر، ليبدأ تدفق الخام عبر الأنبوب الأسبوع الماضي، وفق المصادر.

وتُعد بنين جزءًا من تكتل إيكواس الإقليمي الذي فرض العقوبات على النيجر، لتمنع بذلك عبور المعدات المهمة الحدود الفاصلة بين البلدين؛ ولذا ظل عدد من محطات ضخ الوقود تنتظر وصول المعدات العالقة في بنين، بحسب تصريحات المصادر التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

جانب من تركيب تطوير خط أنابيب النفط بين النيجر وبنين
جانب من عمليات تركيب خط أنابيب النفط بين النيجر وبنين - الصورة من موقع أبستريم أونلاين

تخفيف العقوبات

في 25 فبراير/شباط (2024) قالت إيكواس، التي تهيمن عليها نيجيريا، إنها ستخفف العقوبات المفروضة على نيامي؛ لدواعٍ إنسانية؛ ما ينهي منطقة حظر الطيران المفروضة على البلاد، وغلق الحدود، وكذلك القيود المالية المفروضة على الأصول الحكومية مثل شركة سونيديب (Sonidep) المملوكة للدولة.

وتُنتج النيجر 20 ألف برميل يوميًا من الخام من حوض أغاديم ريفت والذي يُستعمَل محليًا بشكل رئيس نتيجة عدم وجود مسار للصادرات، غير أنه يُتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 110 آلاف برميل يوميًا مع بدء تدفق صادرات النفط من النيجر عبر خط الأنابيب المذكور الذي بنته الصين، والذي يربط كوليل في حقول النفط بالنيجر بميناء سيم في بنين.

وقالت المصادر إن خط الأنابيب سيبدأ بسعة إنتاجية تلامس 90 ألف برميل يوميًا قبل أن تزيد تلك السعة إلى 110 آلاف برميل يوميًا، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ملء المستودعات في بنين

يجري الآن ملء مستودعات التخزين في بنين قبل بدء تدفق أولى شحنات صادرات النيجر من النفط في أواخر أبريل/نيسان أو أوائل مايو/أيار (2024).

وقال نائب رئيس قسم أسواق النفط والطاقة في منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس جيم بوركهارد: "مع انطلاق صادرات النيجر من النفط، من المتوقع أن تصبح الدولة أحدث مصدر للخام في العالم"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح بوركهارد: "نجحت الحكومة في تجاوز العقبات السياسية التي كان من الممكن أن تحول دون تدفق صادرات النيجر من النفط أو حتى تعوق انطلاقتها. وكانت للأهمية الاقتصادية للنيجر وخط الأنابيب الممتد إلى بنين الكلمة العليا في تقرير الأمور".

وتأمل شركة سافانا إنرجي (Savannah Energy) البريطانية، وهي الشركة الغربية الوحيدة العاملة في النيجر، بتشغيل مشروع نفطي سعة 1500 برميل يوميًا خلال الأشهر المقبلة، قبل زيادة الإنتاج إلى 5000 برميل يوميًا.

الانقلاب العسكري في النيجر

انقلاب عسكري

تأتي صادرات النيجر من النفط، في وقت تستعد خلاله البلاد لإجراء إصلاح شامل لقطاع النفط بقيادة شركة النفط الوطنية الصينية عندما أُطيح بالرئيس محمد بازوم بوساطة الحرس الرئاسي في يوليو/تموز (2023)؛ ما أدى إلى فرض مجموعة من العقوبات من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى جانب تعرض البلاد لإدانات واسعة من الحكومات الغربية، مع تقويض مساعي الحكومة حينها لمساعدة صادرات النيجر من النفط على اقتحام الأسواق الخارجية.

ثم شهدت البلاد بعد ذلك إعلان تنصيب الحاكم العسكري عبدالرحمن تشياني، رئيسًا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكثيرًا ما كان البلد الواقع غرب أفريقيا حليفًا مقربًا للغرب في عهد بازوم المخلوع، وكان يُنظر إليها على أنها حصن منيع ضد انتشار الحركات المتطرفة عبر منطقة الساحل ونحو الدول الساحلية في غرب إفريقيا؛ بما في ذلك منتجو النفط الناشئون مثل كوت ديفوار وغانا.

وبعد إعلانه رئيسًا للنيجر قطع تشياني علاقاته مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وفضّل الاقتراب من المعسكر الروسي.

وإلى جانب بوركينا فاسو ومالي، اللتين يقودهما المجلس العسكري في أعقاب الانقلابات، أعلنت النيجر أنها ستنسحب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وكثّفت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، استثماراتها في مجال الطاقة والتعدين بأفريقيا، خلال السنوات الأخيرة، في محاولة لتأمين إمدادات النفط والغاز في المستقبل، والاستفادة من احتياطات كبيرة من المعادن الحيوية وتوسيع نطاق وصولها الدبلوماسي بالقارة الأسرع نموًا في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق