مواجهة سرقة الكهرباء في غانا بإجراءات حاسمة
أبرزها الرقمنة والفصل عن الشبكة
هبة مصطفى
تعدّ سرقة الكهرباء في غانا أحد ملامح معاناة الدول الأفريقية، إذ بينما تكافح الحكومات لزيادة معدل الوصول تصطدم بممارسات تُهدر الإمدادات دون عائد مجزٍ للشبكة ومرافق الدولة.
ويبدو أن معاناة شركة الكهرباء إي سي جي (ECG) مع تحصيل الرسوم مقابل الإمدادات لها جذور طويلة، إذ اضطرت الشركة منذ 3 سنوات إلى التهديد بإجراءات حاسمة، في محاولة لإقناع المستهلكين بضرورة سداد المستحقات.
ومؤخرًا، عادت الشركة من جديد بإجراءات فعلية تتجاوز مرحلة التهديد، وأسّست لطريقة حساب الاستهلاك يمكن من خلالها تحديد من أطلقت عليهم "سارقي الإمدادات"، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
رقمنة الاستهلاك
تسعى الشركة الحكومية للتصدي إلى سرقة الكهرباء في غانا عبر "رقمنة" عملياتها؛ بهدف وضع حدّ لنزيف خسائرها المتواصل وضمان تحصيل العائدات.
وعبر رقمنة الاستهلاك، يمكن لشركة "إي سي جي" حصر عدد الأسر المستفيدة من الإمدادات، التي تدفع مستحقاتها بصورة منتظمة مقابل الاستهلاك، لتحديد قائمة بالمرافق والمنازل والهيئات غير الملتزمة بالسداد.
وتعكف الشركة على تدريب موظفيها على خطط تحصيل المدفوعات، سواء بطريقة الدفع المسبق أو الآجل، بالإضافة للعمل على ملائمة العدادات لخصائص الرقمنة لضمان عدم التهرب من السداد.
وكانت سرقة الكهرباء في غانا وتخريب البنية التحتية قد تسبّبت بوفاة "لص" يبلغ عمره 30 عامًا، خلال سرقته خطوطًا نحاسية لنقل الكهرباء، حسب تقرير نُشر في موقع إي إس آي أفريكا (ESI Africa).
من جانبه، أطلق المدير التنفيذي الإقليمي لغرب أكرا في شركة إي سي جي "إيمانويل أكيني" تحذيرًا من أن عمليات السرقة تُكبّد الشركة خسائر في المعدّات والأموال.
وقال، إن سرقة الكهرباء في غانا تشكّل خطرًا أيضًا على حياة "لصوص الكهرباء"، والمستفيدين دون حق من الإمدادات، داعيًا إلى الإبلاغ عن الممارسات غير مشروعة.
حرمان من الإمدادات
كبّدت سرقة الكهرباء في غانا الشركة خسائر مالية، وعطّلت مستهدفات زيادة الوصول إلى الإمدادات، في الوقت الذي تستهدف فيه الدول الأفريقية تكثيف معدل الوصول.
ولمواجهة جرائم سرقة الإمدادات عبر تحويل مسار خطوط النقل من الشبكة والسطو عليها، لجأت شركة إي سي جي إلى "الرقمنة" التي تؤدي في نهاية الأمر إلى مطالبة غير المسددين بمدفوعاتهم.
وتطورت الإجراءات الحاسمة للشركة بمطالبة المستفيدين بسداد مديونيتهم، أو التهديد بقطع الإمدادات وفصل الأحمال عن هذه الهيئات أو المرافق، في حالة عدد السداد.
ويبدو أن مدرسة ثانوية في العاصمة أكرا كانت أحدث الخاضعين لإجراءات شركة إي سي جي، إذ ألغت الشركة الربط الكهربائي بين الشبكة ومدرسة "أكرا أكاديمي"، بعد أن تجاوزت ديون الأخيرة 400 ألف سيدي غاني (ما يعادل 31.5 ألف دولار أميركي).
(السيدي الغاني = 0.079 دولارًا أميركيًا).
ومنذ قرار الشركة الصادر في 19 فبراير/شباط الماضي، واجهت المدرسة انقطاعًا كاملًا للكهرباء، وقد يستمر الانقطاع لحين سداد المستحقات أو إعادة جدولتها بالتنسيق مع شركة إي سي جي.
ديون مستحقة
تنظر شركة إي سي جي إلى قطع الكهرباء عن المدرسة الثانوية بوصفه أحد إجراءات مبادرتها لاسترداد مستحقاتها، إذ بدأت الإجراءات الحاسمة للشركة العام الماضي 2023، وتمكنت من استرداد جانب من مديونياتها وتعزيز إيراداتها.
وتضمنت قيمة الديون الإجمالية المستحقة لصالح الشركة تحمّل تكلفة سرقة الكهرباء في غانا أيضًا، وقدّرت المستحقات الإجمالية لصالحها بما يتجاوز 199.2 مليون دولار.
وكانت شركة الكهرباء في غانا قد أطلقت، خلال النصف الأول من شهر فبراير/شباط الماضي، حملة تحت عنوان "لا لاستهلاك الكهرباء مجانًا"، عبر خطوات تشمل: تحديث بيانات العملاء، وتحصيل المتأخرات، لتصل إلى حدّ قطع الكهرباء في حالة عدم السداد.
وتعدّ هذه الحملة امتدادًا لخطوة مشابهة بدأت في مارس/آذار من العام الماضي 2023، إذ تصدّت الشركة لسرقة الكهرباء في غانا مستهدفةً استرداد مديونيات ومتأخرات تزيد عن 462 مليون دولار.
ونجحت الشركة في تحصيل 251 مليون دولار بحلول يوليو/تموز من العام ذاته، ما أسهم بتوفير عائدات يمكن من خلالها التوسع في تقنيات القياس والعدادات لرصد المستفيدين غير المسددين.
وكانت الشركة قد أطلقت حملة مماثلة في أبريل/نيسان عام 2021 لتحصيل المتأخرات، مهددة بقطع التيار عن غانا بشكل جماعي للضغط على أجهزة الدولة لمساعدتها في تحصيل المتأخرات.
موضوعات متعلقة..
- انقطاع الكهرباء في غانا بسبب نقص إمدادات الغاز
- غانا.. مديونيات قطاع الكهرباء ستبلغ 24 مليار دولار في 2024
- أزمة الكهرباء في غانا.. زيادة الديون وسط غياب تحركات الحكومة
اقرأ أيضًا..
- استكشافات النفط والغاز في ليبيا.. 5 مشروعات تضعها مجددًا على الخريطة
- شركات النفط والغاز تغامر في المياه العميقة.. ومصر على خريطة اكتشافات 2024 (تحليل)
- قصة منصة حفر عمرها 25 عامًا.. تتحول إلى شعاب مرجانية
- السعودية وروسيا تقودان تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط حتى نهاية يونيو 2024