سيمسون: ألواح الطاقة الشمسية الصينية ضرورية لأوروبا
دعم المصنعين المحليين دون مساس بالواردات
حياة حسين
قالت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، إنه لا توجد نية لمنع واردات ألواح الطاقة الشمسية الصينية إلى أوروبا، رغم معاناة المنتجين المحليين في دول الاتحاد من المنافسة غير العادلة، كونها ضرورية لتحقيق الأهداف الطموحة للدول الأعضاء.
وأدت تلك المنافسة -غير العادلة من جانب الصين وغيرها- إلى إغلاق بعض مصانع الألواح الشمسية الأوروبية، ما دفع إلى مطالبة مفوضية الطاقة بدعم، قد يتضمن فرض قيود على الواردات، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولا يعدّ فرض قيود على واردات أوروبا من ألواح الطاقة الشمسية الصينية أمرًا جديدًا، إذ سبق أن فرض الاتحاد حظرًا عليها في 2012، لكنه ألغاه في 2018.
ومنذ العام الماضي، تسعى شركات إنتاج ألواح الطاقة الشمسية ومكوناتها، للحصول على دعم في مواجهة تهديد وجودي من الإنتاج الصيني الرخيص، إذ تستحوذ بكين على نصيب الأسد من الحصة السوقية في القارة العجوز.
واردات ألواح الطاقة الشمسية الصينية ضرورية
قفزت قيمة ألواح الطاقة الشمسية المستوردة المكدّسة في المخازن الأوروبية إلى 7 مليارات يورو (7.83 مليار دولار)، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي،" في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وقالت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، على هامش مؤتمر وزراء الطاقة الأوروبيين، اليوم الإثنين 4 مارس/آذار 2024: "ندرس عدّة عروض مختلفة لدعم الصناعة في بلادنا في مواجهة ألواح الطاقة الشمسية الصينية المستوردة، لكن لن نغلق أبوابنا في وجهها لأننا نحتاج إليها".
وأضافت: "يجب أن ندعم صناعتنا، لكننا نحتاج إلى ألواح الطاقة الشمسية الصينية لتلبية احتياجات تحقيق أهدافنا الطموحة جدًا"، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وتقدّم بكين حزم دعم هائلة لكل صناعات الطاقة المتجددة، ومنتجات مكافحة تغير المناخ، بما فيها ألواح الطاقة الشمسية الصينية، والسيارات الكهربائية، ومكونات مزارع الرياح.
وقد حذّر خبير بريطاني مؤخرًا من ضعف الدول الغربية في مواجهة المنافسة الصينية الهائلة، مطالبًا إياها بتبنّي حزم دعم لها، حتى لا يكون تحقيق الحياد الكربوني سلاحًا في يد بكين ضدها.
وجاءت دعوة الكاتب، ومؤلف بعض الكتب، مثل "الكساد: اليونان واليورو وأزمة الديون السيادية" و"الكساد الطويل: الركود من 2008 إلى 2031"، ماثيو لين، عقب نداء أطلقه مدير شركة السيارات الفرنسية العملاقة "رينو" (Renault) لوكا دي ميو لكل الدول الصناعية في أوروبا، مثل فرنسا وبريطانيا، لإعداد ردّ قوي على التهديد القادم من واردات السيارات الكهربائية الأجنبية الرخيصة من الصين.
وقال: "إن الحياد الكربوني يقود إلى تراجع صناعي وشيك، بدلًا من قيادة الصناعة إلى انتعاشة في أوروبا".
بحث المقترحات
من المقرر أن يناقش وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي مقترحات لمواجهة تحديات صناعة ألواح الطاقة الشمسية المحلية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن بين تلك المقترحات، وفق خطاب موجّه إلى اجتماع الوزراء من مفوضي الطاقة كادري سيمسون، والصناعة بالاتحاد الأوروبي تيري بريتون، تقديم مزيد من الدعم الحكومي للمصنّعين، وتنظيم مزادات لمشروعات ألواح الطاقة الشمسية ذات المعايير المرتفعة من الناحيتين البيئية والعمالية، ما يعطيها ميزات تنافسية.
وكانت مؤسسة "سولار باور يوروب" SolarPower Europe قد اقترحت على المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- تدشين "بنك تصنيع الألواح الشمسية" برأس مال يبلغ 6 مليارات يورو (6.48 مليار دولار أميركي) في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، إذا أرادت الحفاظ على أداء القطاع، وتحقيق أهداف التصنيع المحلي بحلول عام 2030.
كما أن كبيرة المحللين في وحدة "بلومبرغ إن إي إي" جيني تشيس كانت قد أشارت إلى أن تراجع أسعار الألواح الشمسية يعود إلى الإنتاج الكبير في الصين، في وقت تباطؤ الطلب في أوروبا، نتيجة أسعار الفائدة المرتفعة، والقيود المتعلّقة بالتراخيص، متوقعة أن يُشهر عدد كبير من المصنّعين في دول الاتحاد إفلاسهم خلال العامين المقبلين".
وكانت شركات عديدة قد تقدّمت بطلب لإعلان إفلاسها، مثل شركتي "كريستالز" Crystals المتخصصة في إنتاج السبائك المُستعملة، ونورصن Norsun –النرويجيتين، وفق بيانات كل منهما في سبتمبر/أيلول (2023).
واعتمد معظم القدرة المركبة في أوروبا في 2023 على ألواح الطاقة الشمسية الصينية، التي شهدت نموًا هائلًا وزادت بنسبة 40% عن 2022، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية (International Energy Agency).
موضوعات متعلقة..
- الألواح الشمسية الصينية تتكدس في مخازن أوروبا.. ما القصة؟ (تقرير)
- صادرات الصين من الطاقة الشمسية تسجل قفزة قياسية عند 52 مليار دولار (تقرير)
- الطاقة الشمسية في أوروبا بين خيارين أحلاهما مُر.. الازدهار أم حقوق الإنسان؟
اقرأ أيضًا..
- محطة الطاقة الكهرومائية في نيوم السعودية تثير الجدل
- تطورات أزمة حقل الدرة.. ماذا حدث في 24 ساعة؟
- استكشافات النفط والغاز في ليبيا.. 5 مشروعات تضعها مجددًا على الخريطة