التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

خبير: الحياد الكربوني في أوروبا سلاح الصين ضد الصناعة بالقارة

التعجل في التخلص من مصادر الطاقة التقليدية قضى على تنافسية الصناعة

حياة حسين

اتهم خبير اقتصادي بريطاني الهرولة نحو تحقيق الحياد الكربوني في أوروبا، بتحوّلها إلى سلاح في يد الصين ضد القطاع الصناعي في دول القارة -بما فيها المملكة المتحدة-، مشيرًا إلى أن هذا "السلاح" يُضعف القطاع وينزع منه قدرته التنافسية، خاصةً في مجال السيارات.

وقال الكاتب، ومؤلف بعض الكتب، مثل "الكساد: اليونان واليورو وأزمة الديون السيادية" و"الكساد الطويل: الركود من 2008 إلى 2031"، ماثيو لين، في مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "إن الحياد الكربوني يقود إلى تراجع صناعي وشيك بدلًا من قيادة الصناعة إلى انتعاشة في أوروبا".

وأوضح أن أميركا أدركت هذا الفخ متأخرًا، ولكنها بدأت في تقديم دعم هائل للصناعة، لتسير على خطى الصين، إذ أطلقت تشريعات عديدة تسهيلًا على الصناعات المرتبطة بالحياد الكربوني، في حين "لا نجد في اتحاد أوروبا والمملكة المتحدة سوى مواعيد محددة للتحول وغرامات للمخالفين".

رينو والحياد الكربوني في أوروبا

أطلق مدير شركة السيارات الفرنسية العملاقة "رينو" (Renault) لوكا دي ميو، الأسبوع الماضي، نداءً لكل الدول الصناعية في أوروبا، مثل فرنسا وبريطانيا، لإعداد ردّ قوي على التهديد القادم من واردات السيارات الكهربائية الأجنبية الرخيصة، وفق الكاتب ماثيو لين، في مقال نشرته صحيفة "التليغراف".

وقال: "يمكننا النظر إلى تصريح مدير رينو بأنه مجرد مطلب من قائد صناعي آخر بتوفير قروض ميسرة وفرض رسوم جمركية على الواردات، "لكنه –أيضًا- إشارة إلى أن الحياد الكربوني تحول ليصبح سلاحًا في يد الصين موجهًا إلى قلب المنافسة الغربية في مجال الصناعة".

وقال: "إذا لم نستيقظ بسرعة، وندرك ضرورة وجود طريقة أفضل لمكافحة تغير المناخ، فإن صناعتنا في طريقها إلى الزوال.. التحول من سيارات الوقود الأحفوري إلى الكهربائية لا يسير وفق المخطط".

ويعني ذلك –من وجهة نظر الكاتب- أنَّ تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني في أوروبا، يجب أن يقود إلى موجة من الاستثمارات وتوفير الوظائف "وظائف خضراء ذات أجر مرتفع"، وتخفيض هائل لانبعاثات الكربون في الوقت نفسه.

ويرى الكاتب أن شركة رينو الفرنسية تستطيع أن تكون قائدًا عالميًا في مجال صناعة السيارات الكهربائية الرخيصة، مستدلًا على ذلك بطراز "زد أوه إي" (ZOE)، "لكن حتى الآن هذا الأمر صعب؛ إذ تضخّ الشركات الصينية ملايين المركبات الكهربائية في السوق الأوروبية".

حقل نفط
حقل نفط - الصورة من إن إي إس فيركروفت

بريطانيا شريكة في الأزمة

على الرغم من أن بريطانيا خرجت من عضوية الاتحاد الأوروبي قبل سنوات، فإنها تشارك دول الاتحاد في مواجهة تحدي الحياد الكربوني في أوروبا وتهديده للصناعات الوطنية في بلدانه، وفق الكاتب ماثيو لين، في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال لين: "لقد كانت دولنا قائدة في صناعة السيارات ذات محركات حرق الوقود، لكن بسبب الحياد الكربوني في أوروبا، باتت دول الاتحاد وبريطانيا تجد نفسها في وضع هشّ، ويجب أن يتعاون الجانبان في حماية صناعات هي إحدى علامات القارة البارزة".

وأشار الكاتب إلى أن أميركا أدركت المشكلة، لذلك خصصت 400 مليار دولار لدعم تلك الصناعات، ورغم أنها لن تنفق كل هذا المبلغ، فإنها قادرة، بهذا الدعم، على وضع صناعة أساسية.

وأضاف الكاتب أن الصين تضخ أموالًا هائلة في صناعة السيارات الكهربائية، كما حصلت على زمام القيادة والسيطرة على المعادن النادرة، التي تدفع تلك المركبات إلى أن تكون أرخص، "والآن اتجهت إلى السوق الأوروبية لتصبح أكثر تنافسية على المستويين: الجودة والسعر".

وانطلاقًا من المخاوف المتعلقة بتحدي الحياد الكربوني في أوروبا، وعلاقته بأسباب محتملة لانهيار الصناعة في القارة، وقّعت 73 من كبريات الشركات إعلان "أنترويرب" (Antwerp declaration) الذي دعا الاتحاد إلى تخفيف القيود التنظيمية، وخفض تكاليف الطاقة وزيادة الاستثمار.

وتنوعت القطاعات الصناعية التي تعمل بها الشركات الموقعة بين المواد الكيميائية والأدوية والهندسية، وقال بيان صادر عن المبادرة: "إن مواقع العمل مغلقة، والإنتاج متوقف، والعمال يغادرون ..أوروبا بحاجة إلى دراسة جدوى عاجلة".

وأشار الكاتب إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض إجراءات لحماية صناعة السيارات الكهربائية، لكنه استدرك قائلًا: "كيف سيحدث ذلك وقد قررنا منع بيع سيارات الوقود الأحفوري بدءًا من 2035؟".

وبالمثل، قد يحدث فرض إجراءات وقائية ضد واردات ألواح الطاقة الشمسية الصينية، لكن في الوقت نفسه، هناك قرارات ملزمة بالتحول إلى الطاقة المتجددة في مواعيد محددة.

وأكد الكاتب أن التعجل في التخلص من الوقود الأحفوري، وتحول الطاقة، رفعَ أسعار المنتجات في القارة إلى مستويات قياسية، وترك المجال للصين التي تتمتع بطاقة رخيصة لتعزيز تنافسيتها الصناعية ضد أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق