التخلص من الكربون في الهند يحتاج إلى 1.7 تريليون دولار بحلول 2030
ومعايير جديدة لتمويلات المناخ
هبة مصطفى
تتواصل مساعي التخلص من الكربون في الهند، للتغلب على أبرز التحديات أمام الخطط المرحلية تمهيدًا لتحقيق الحياد الكربوني الكامل، بحلول عام 2070.
ومع تقدير الاستثمارات المطلوبة لذلك بما يتجاوز المليارات، يؤسس بنك الاحتياطي الهندي (RBI) معايير جديدة للتمويلات الخضراء، ما يلزم المقرضين بأهداف مناخية بالتوافق مع الخطط الزمنية الحكومية.
وأحرزت الدولة الآسيوية تقدمًا مهمًا خلال السنوات الـ5 الفائتة فيما يتعلق بنشر السندات الخضراء المتعلقة بالاستدامة، ضمن خطوات نشر الطاقة النظيفة، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
استثمارات ومعايير
تتطلب خطة التخلص من الكربون في الهند استثمارات تُقدّر بنحو 1.7 تريليون دولار، بحلول عام 2030، حسب تقديرات صناعية نقلتها بلومبرغ.
وتشتهر نيودلهي بأنها ضمن أكبر مستهلكي النفط والغاز والصناعات كثيفة الانبعاثات، لذا تُبذل الجهود على قدم وساق لنشر مشروعات الطاقة الشمسية والرياح، لتقليص تداعيات الكربون على الأهداف المناخية.
وقد تساعد معايير البنك المركزي الهندي بشأن مخاطر تمويل المناخ، التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع، في تعزيز جاذبية قطاع الاستدامة، وفقًا لبنك ستاندرد تشارترد.
وفي ظل مساعي جذب الاستثمارات اللازمة للتخلص من الكربون في الهند، يطرح بنك الاحتياطي (البنك المركزي) معايير جديدة تتضمن الإفصاح عن مخاطر التمويلات المناخية بدءًا من شهر أبريل/نيسان العام المقبل 2025.
ويتعيّن على المقرضين ضمان إنجاز أهداف مناخية محددة، بحلول عام 2027، تتضمن التخلص من الكربون في الهند، وتعزيز مشروعات الطاقة النظيفة.
وبحسب المديرة التنفيذية في جنوب آسيا لمؤسسة ستاندرد تشارترد المصرفية البريطانية، شوبانا تشاولا، تتلقى الأهداف الخضراء للهند دعمًا من الإفصاح عن المخاطر المالية.
إجراءات خضراء
تضمّنت مسيرة التخلص من الكربون في الهند، تخصيص مؤسسة "ستاندرد تشارترد" المصرفية، خلال السنوات الـ5 الماضية، ما يُقدر بنحو 20 مليار دولار، للإنفاق على السندات الخضراء والسندات المتعلقة بالاستدامة.
وأشارت شوبانا تشاولا إلى أن التصنيف الائتماني لم يعد المعيار الوحيد لتحديد المستثمرين المحتملين، موضحة أن التصنيف البيئي والاجتماعي والحوكمة باتت معايير لا تقل أهمية في الاختيار.
وأضافت أن هناك اتجاهًا لدى المانحين إلى الاستثمار في شركات ذات معايير تتسق مع المعايير البيئية، ما يمثل فرصة سانحة لتخلص الهند من الكربون، والمضي قدمًا في دعم الأهداف الخضراء للبلاد.
وتخطى الأمر التطوير المحلي لمشروعات الطاقة النظيفة وامتد للتصدير، إذ زادت صادرات مكونات مزارع الرياح في الهند إلى 100%، خلال العام الماضي 2023.
وبالتوازي مع ذلك عززت الحوافز الحكومية العمل على إنتاج مكونات الطاقة الشمسية أيضًا، ما يشير إلى وجود منافس آسيوي للصدارة الصينية في هذا المجال.
طاقة نظيفة.. ولكن
أدت تطورات مشروعات الطاقة المتجددة إلى تعزيز التفاؤل بإمكان تحقيق مستهدفات التخلص من الكربون في الهند، لا سيما أن هناك مسارًا آخر قيد النمو يتعلق بتطوير الطاقة النووية.
ورغم مساعي الطاقة النظيفة والأهداف الخضراء، توقع تقرير صادر عن وكالة التصنيف الائتماني والأبحاث الهندية "إند-را" (Ind-Ra)، استمرار هيمنة الطاقة الحرارية على مزيج الكهرباء الوطني للدولة الآسيوية.
ورجح التقرير أن يتراوح إسهام الطاقة الحرارية بين 65 و70% من المزيج، مع تزايد معدل الطلب على الكهرباء في العام المالي (2023- 2024) بنسبة 7%.
(العام المالي في الهند يبدأ من أبريل/نيسان كل عام، وينتهي في مارس/آذار من العام اللاحق له).
وقد يعطّل استمرار سيطرة الطاقة الحرارية على المزيج التزامات الحياد الكربوني المستهدفة لعام 2070، لاعتمادها المفرط على حرق الفحم.
ورغم محاولات التخلص من الكربون في الهند، فإن التقرير توقع نمو حصة الفحم في المزيج إلى 68% بنهاية العام المالي الجاري، ارتفاعًا من 64% في العام المالي (2022-2023).
موضوعات متعلقة..
- توقعات بتراجع انبعاثات الكربون في الهند وجنوب شرق آسيا 32% بحلول 2050
- صادرات مكونات مزارع الرياح الهندية تقفز 100%
- الطاقة الحرارية في الهند تواصل الهيمنة على المزيج الوطني
اقرأ أيضًا..
- عائدات النفط الروسي تخضع لطريقة حساب جديدة لمجابهة آثار العقوبات
- أرامكو السعودية قد تُبقي سعر الخام العربي الخفيف دون تغيير خلال أبريل (مسح)
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في فبراير.. الجزائر تتصدر باتفاقية ألمانيا (تقرير)