الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان.. اتفاقية تصدير الأولى من نوعها عالميًا
دينا قدري
حظي مشروع الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان باتفاقية مهمة، قد تكون هي الأولى من نوعها عالميًا؛ ما يُلقي المزيد من الضوء على الأهمية الإستراتيجية للطاقة المتجددة في البلاد.
ووقّعت شركة الأسمدة النرويجية العملاقة يارا (Yara) اتفاقية شراء ملزمة مع شركة التطوير الهندية أكمي (ACME) للحصول على 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا من مشروع في سلطنة عمان، سيطلق عملياته عام 2027.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ستوفر شركة أكمي الأمونيا الخضراء من المرحلة الأولى من مشروعها في سلطنة عمان؛ إذ تقود بناء المشروع بقدرة مخططة تبلغ 900 ألف طن سنويًا، وسيُطور على مراحل.
بينما تعمل شركة يارا، المشهورة بخبرتها في إنتاج الأمونيا والخدمات اللوجستية والتجارة العالمية، على توسيع سوق الأمونيا الخضراء، وهي ضرورية لإزالة الكربون من مختلف الصناعات.
مشروع الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان
كانت الشركتان قد وقّعتا -سابقًا- على أوراق شروط غير ملزمة، في يوليو/تموز 2022، للاستحواذ الكامل على المرحلة الأولى من المشروع، الذي ستكون له قدرة تحليل كهربائي تبلغ 300 ميغاواط مدعومًا بـ500 ميغاواط من الطاقة الشمسية.
وتغطي اتفاقية الاستحواذ طويلة الأجل بين يارا وأكمي توريد 100 ألف طن سنويًا من الأمونيا المتجددة وربما يكون أول عقد مستقل في العالم للأمونيا المتجددة بهذا الحجم وهذه المدة، بحسب ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى مدى دورة حياته، سيساعد المشروع على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بما يصل إلى 5 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وفي حين اُختيرت شركة كيه بي آر (KBR) لتزويد تكنولوجيا تصنيع الأمونيا في عام 2021؛ فإنه لم يُكشَف بعد عن الشركة المصنعة لجهاز التحليل الكهربائي أو الألواح الشمسية للمشروع.
وألمحت شركة يارا إلى أن الأمونيا التي وافقت على شرائها قد لا تدخل في عمليات تصنيع الأسمدة الخاصة بها، بل ستُباع في مجموعة من الأسواق المختلفة.
تمويل مشروع الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان
ذكرت شركة يارا -في بيانها الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن الظروف المواتية للطاقة المتجددة في سلطنة عمان، وموقعها الإستراتيجي، والنهج الاستباقي الذي تتبعه الحكومة، يجعلها مركزًا جذابًا لإنتاج الأمونيا الخضراء.
بينما يقع المشروع في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة؛ فقد حصلت شركة أكمي على الأرض خلال عام 2021 من خلال الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة التابعة للحكومة، بدلًا من مزاد الهيدروجين الأخضر من شركة هايدروم (Hydrom).
كما حصلت الشركة الهندية، في يوليو/تموز من العام الماضي (2023)، على قرض بقيمة 40 مليار روبية (488 مليون دولار) من بنك البنية التحتية الهندي المدعوم من الدولة آر إي سي (REC)؛ ما سمح لها بالبدء في بناء المنشأة، بحسب ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وقد اعتُمد المشروع بالفعل من قِبل شركة الاختبار "توف راينلاند" (TÜV Rheinland) بوصفه ينتج الهيدروجين حصريًا من الكهرباء المتجددة، مع تصنيع الأمونيا "المحايدة للكربون"؛ ما يلبي تعريف الوقود المتجدد من أصل غير بيولوجي (RFNBO) الذي حدده الاتحاد الأوروبي.
أهمية المشروع ودوره في سلطنة عمان
قال مدير قسم الهيدروجين الأخضر والأمونيا في شركة "أكمي" أشواني دوديجا: "يسعدنا إبرام الصفقة مع شركة يارا التي ستكون بمثابة العميل الرئيس لمشروع الأمونيا المعتمد على الطاقة الشمسية، والذي يُطور في سلطنة عمان".
وشدد على أن "هذه الاتفاقية تُعد مجرد بداية، وستسهل المزيد من التعاون بين الشركتين، مع أداء دور حيوي في تسريع اعتماد الهيدروجين الأخضر ومشتقاته".
وتابع: "لقد حصلنا على عدد من الإنجازات الأولى في هذا القطاع.. ومع توقيع هذا العقد، نهدف إلى أن نصبح أول منتج على نطاق واسع للأمونيا الخضراء في العالم".
من جانبه، قال رئيس وحدة الأعمال في شركة "يارا" ماغنوس أنكارستراند: "يارا كلين أمونيا هي الشركة الرائدة في تمكين اقتصاد الهيدروجين عبر قطاعات الشحن والغذاء والطاقة والصناعة".
وأوضح أن "الأمونيا المتجددة من سلطنة عمان ستكون جزءًا من نظام التوزيع القابل للتطوير لدينا؛ ما يؤدي إلى تطوير سلسلة توريد موثوقة وآمنة وفعّالة من حيث التكلفة للأمونيا منخفضة الانبعاثات عبر قطاعات السوق المختلفة".
وأضاف: "توضح هذه الاتفاقية قوة الشراكات والتعاون لتطوير سلاسل القيمة التي تقلل الانبعاثات".
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
في سياقٍ متصل، صنّف تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، قدرات مشروعات الهيدروجين في سلطنة عمان ضمن قائمة أفضل 6 دول عربية يمكنها التنافس على إنتاج الوقود منخفض الكربون خلال السنوات المقبلة.
وأشار التقرير -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- إلى أن سلطنة عمان يمكنها امتلاك أحدث إطار تنظيمي وإستراتيجي وسياسي متقدم في تطوير مشروعات الهيدروجين على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030.
وتطمح سلطنة عمان إلى أن تصبح أكبر مصدر للهيدروجين الأخضر بقدرة تصدير تصل إلى 1.15 مليون طن سنويًا، مع تخصيص 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لتطوير مشروعات الطاقة المتجددة اللازمة لإنتاجه.
ويراهن التقرير على أن تصبح سلطنة عمان سادس أكبر مصدر للهيدروجين عالميًا، والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، إذا نجحت في تهيئة المناخ اللازم والإمكانات المطلوبة للإنتاج على نطاق واسع.
وتمتلك السلطنة 10 مشروعات لإنتاج الهيدروجين حتى الآن، أكثر من نصفها مخطط لأغراض التصدير في صورة أمونيا، والباقي لتلبية الطلب المحلي في قطاعات المواد الكيميائية ومصافي التكرير وصناعة الطلب.
وتستهدف البلاد إنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، تزيد بعد ذلك إلى 3.75 مليون طن بحلول 2040، ثم إلى 8.5 مليون طن بحلول 2050؛ ما سيمثل 1.8% من سوق الهيدروجين العالمية.
موضوعات متعلقة..
- 4 سفراء: إمكانات الطاقة الخضراء في سلطنة عمان تمكنها من الريادة العالمية
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان ينتعش بـ4 صفقات جديدة (صور)
- سلطنة عمان تكشف عن موقع مشروع تصنيع الهيدروجين الأزرق والأمونيا
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة في أفريقيا تستأجر ناقلة نفط لتأمين احتياجاتها من الخام
- مصر أمام قمة الجزائر: النفط والغاز جزء رئيس من حلول مواجهة تغير المناخ
- انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة عالميًا ترتفع إلى مستوى قياسي في 2023
- حرب أسعار السيارات الكهربائية تتسارع بين تيسلا وبي واي دي.. من ينتصر؟