نفطأخبار النفطرئيسية

زيادة صادرات النفط الفنزويلي مدفوعة بشبح عودة العقوبات الأميركية

في فبراير

حياة حسين

زادت صادرات النفط الفنزويلي في شهر فبراير/شباط الماضي، مدفوعة بالمخاوف من شبح عودة العقوبات الأميركية مجددًا على القطاع، بسبب مشكلات تتعلق بمشاركة المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وارتفعت الصادرات خلال الشهر الماضي بنسبة طفيفة، لتسجل 670 ألف برميل يوميًا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عديدة على صادرات النفط الفنزويلي ومسؤولين في البلاد، كان آخرها قبل 5 سنوات، إذ فرضت مجموعة عقوبات جديدة على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعدما تسببت أعمال عنف في منع دخول مساعدات غذائية وطبية إلى البلد المدمر اقتصاديًا.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في 25 فبراير/شباط 2019، إنها فرضت عقوبات على 4 من حكام الولايات المؤيدين لمادورو، وجمدت أي أصول لهم في الولايات المتحدة، في حين قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، إن منع دخول المساعدات شحذ عزيمة الولايات المتحدة لدعم زعيم المعارضة خوان جوايدو.

إلا أن واشنطن قررت تخفيف العقوبات على فنزويلا العام الماضي (2023)، بسبب إشراك المعارضة في الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية، غير أنها عادت وأعلنت في نهاية يناير/كانون الثاني 2024 مراجعة سياسة العقوبات على كاراكاس، بعد أن أيدت محكمة عليا حظرًا يمنع المرشحة الرئاسية ماريا كورينا ماتشادو من تولي المنصب.

ويعني الحكم، الذي أصدرته محكمة العدل العليا في فنزويلا، أن ماتشادو لن تتمكن من الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في النصف الثاني من العام الجاري (2024).

تكثيف الصادرات

كثفت شركة النفط الفنزويلي المملوكة للدولة "بدفسا" (PDVSA)، مبيعاتها لعملائها في الخارج، خلال شهر فبراير/شباط الماضي (2024)، قبل إعادة فرض عقوبات أميركية محتملة على كاراكاس، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 1 مارس/آذار 2024.

وكشفت بيانات تتبع السفن عن زيادة محدودة في الصادرات، نتيجة لتأخر السفن في تحميل النفط، وانتظارها مدة طويلة في البحر.

ومن المفترض أن تنتهي مدة الترخيص التي تسمح بتصدير النفط الفنزويلي في 18 أبريل/نيسان 2024، لذلك تسابق الشركة الزمن لتسليم الشحنات إلى المشترين قبل هذا الموعد.

وزادت الصادرات إلى عملاء النفط الفنزويلي، خلال الشهر الماضي على مستوى شهري، خاصة لأميركا متمثلة في شركة "شيفرون" (Chevron)، والهند من خلال شركة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries).

غير أن الإنتاج الضعيف حد من الكميات المصدرة، الذي يرجع إلى نقص الخامات اللازمة، لتخفيف النفط الفنزويلي إلى الدرجة المطلوبة للمشترين في الخارج.

وتعاني الدولة الواقعة في أقصى شمال أميركا الجنوبية، التي لديها مشكلات طويلة مع الولايات المتحدة، من الوصول إلى كميات الإنتاج المستهدفة خلال السنوات الأخيرة.

وفي يوليو/تموز 2023، استبعد وزير النفط، ومدير شركة "بدفسا"، تحقيق بلاده المستهدف من إنتاج النفط الفنزويلي حتى نهاية العام إلى مليون برميل يوميًا، وتوقع استقراره عند 830 ألف برميل يوميًا، واصفًا الوصول إلى هذا الهدف بأنه يحتاج إلى "عصا سحرية"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكان الرئيس الفنزويلي قد عيّن تيليشيا وزيرًا في مارس/آذار الماضي، عقب استقالة الوزير السابق طارق العيسمي، على خلفية تحقيقات حول اتهام الشركة الحكومية بالفساد، والقبض على عدّة مسؤولين حكوميين وقضاة.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو - الصورة من بي بي إس

انخفاض البتروكيماويات

بينما ارتفعت صادرات النفط الفنزويلي من شركة بدفسا الحكومية، وتوابعها في فبراير/شباط، مقارنة بيناير/كانون الثاني 2024، إذ تراجعت صادرات المنتجات النفطية الثانوية والبتروكيماويات في المدة ذاتها.

وزادت صادرات الخام الشهر الماضي، مقارنة بأول أشهر العام الجاري، التي حصلت على معظمها دول آسيا، بنسبة 7.5%، مسجلة 671.14 ألف برميل يوميًا، في حين هبطت صادرات المنتجات النفطية الثانوية والبتروكيماويات إلى 197 ألف طن، مقارنةً بـ286 ألف طن.

وقفزت شحنات النفط الفنزويلي التي دخلت الولايات المتحدة عبر شركة شيفرون إلى 184 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط الماضي، مقارنة بـ107 آلاف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني الماضي.

واستقرت صادرات الخام الفنزويلي إلى حليفتها السياسية دولة كوبا عند 34 ألف برميل يوميًا، في حين استقبلت جزر البحر الكاريبي كميات أكبر قليلًا من النفط الفنزويلي في المدة ذاتها.

وعرقلت مشكلات الازدحام وانتظار السفن مدة طويلة نقل كميات أكبر من النفط الفنزويلي إلى الخارج، عبر السوق الفورية للسلع، وفق ما أظهرته وثائق الشركة الحكومية.

وكشفت بيانات شركة تتبع السفن "إل إس إي جي" LSEG عن أن عددًا من السفن غادرت المواني الفنزويلية خلال الأيام الأخيرة، دون تحميل النفط الذي كان من المفترض نقله إلى دول آسيا، بسبب انتظارها عدة أسابيع.

إلا أن هناك مؤشرات على احتمالية زيادة صادرات النفط الفنزويلي في مارس/آذار الجاري، من بينها عودة الكهرباء إلى محطة "جوز" Jose، وإعادة تشغيل 4 من 5 وحدات مزج الخام، التي توقفت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وعادت إلى العمل في فبراير/شباط الماضي، وفق البيانات في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحتى 29 فبراير/شباط 2024، كانت هناك 18 سفينة عملاقة على الأقل تنتظر تحميل النفط الفنزويلي، في ميناءي جوز وأمواي، وهما الموقعان اللذان ينتقل منهما معظم نفط الشركة الحكومية إلى الخارج.

وكان عدد سفن نقل النفط في مواني فنزويلا، لا يتجاوز الـ12 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

يُذكر أن واردات فنزويلا من الوقود ارتفعت إلى 144 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط، مقارنة بـ122 ألف برميل في يناير/كانون الثاني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق