التقاريرتقارير السياراتتقارير الكهرباءرئيسيةسياراتكهرباء

انقطاع الكهرباء في بريطانيا خطر وشيك.. الأزمة أكبر من "ثغرة" شحن السيارات

هبة مصطفى

تتراكم عوامل الخطورة أمام شبكة الكهرباء في بريطانيا يومًا بعد يوم، إذ تحاط بمهددات تتنوع بين التقلبات السياسية في صناعة القرار والأداء الضعيف في مرحلة ما بعد الغاز الروسي.

ولم يعد الأمر قاصرًا على اتهام السيارات الكهربائية بتشكيل تهديد للشبكة، إذ إن الصورة أوسع نطاقًا ولا تحتاج لتهديد سيبراني أو ما شابه، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتّسم تعامل بريطانيا مع ملف موارد الكهرباء بـ"التخبط والارتباك"، إذ تلقي الحكومة باللوم على السيارات الكهربائية تارة، وعلى موارد الطاقة المتجددة تارة أخرى، وعلى أهداف الحياد الكربوني تارة ثالثة.

ضغوط الشبكة

يعاني قطاع الكهرباء في بريطانيا عوامل عدّة، أبرزها ترقّب نتائج الانتخابات العامة المقررة خلال العام الجاري 2024؛ إذ يحمل كلا الحزبين الرئيسين في البلاد رؤى متباينة للسقف الزمني لتخلُّص شبكة الكهرباء من الكربون.

والتزم حزب المحافظين -الحاكم حاليًا- بتنفيذ ذلك بحلول عام 2035، في حين تعهد حزب العمال المنافس بتحرير شبكة الكهرباء من قبضة الانبعاثات الكربونية بحلول نهاية العقد في 2030، حسب رؤية لمؤلف كتاب نوت زيرو (Not Zero)، روس كلارك، أوردها في مقال منشور في ذا تيليغراف (The Telegraph).

جانب من أعمال البناء في محطة هينكلي بوينت سي النووية
جانب من أعمال البناء في محطة هينكلي بوينت سي النووية - الصورة من BBC

وأيًا كانت نتيجة سباق الانتخابات، فإن تنفيذ رؤية الحزب الفائز تتطلب إمّا الإغلاق الكامل لمحطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز، أو تعزيزها بتقنيات يمكن من خلالها احتجاز الكربون وتخزينه.

ويمكن القول بأن كلا الخيارين لم يجدا سبيلًا لهما في بريطانيا حتى الآن، إذ يتطلب نشر الفكرة على نطاق واسع تكلفة مالية ضخمة.

ومن زاوية أخرى، لم تلبِّ الطاقة النووية -حتى الآن- طموحات شبكة الكهرباء في بريطانيا، إذ ما زالت محطة هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C) قيد التطوير، وتُشير المعلومات إلى أنه قد يتأخر إلى مطلع العقد المقبل.

تأخر وانقطاعات واضطرابات

بالتزامن مع تأخر ربط المشروعات النووية الجديدة بشبكة الكهرباء في بريطانيا، وإذا حدث تأخير إضافي لمشروع محطة هينكلي بوينت سي المرتقب، فإن 2035 سيكون عامًا فاصلًا مع تخارج محطات الطاقة النووية بالكامل من الخدمة، واكتمال عمرها التشغيلي، لتفقد بريطانيا أيّ مشاركة من المفاعلات في المزيج.

وبالنظر إلى موارد الطاقة المتجددة، نجدها هي الأخرى تشكّل ضغطًا على الشبكة بعدم انتظامها وتقطع إنتاجها، خاصة أن الرياح والطاقة الشمسية يتأثران بالتقلبات الجوية.

وفي خضم زيادة الطلب على الكهرباء مقابل نقص المعروض، تتعالى أصوات مطالبة بزيادة نشر السيارات الكهربائية على الطرق بمستهدفات كبيرة.

وحتى طموحات تخزين الإمدادات الفائضة في صورة هيدروجين أخضر بحلول 2035 باتت غير منطقية، إذ إن الوصول إلى إنتاج ملائم بحلول هذا الوقت يتطلب البدء في تطوير ونشر التقنيات، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وفي الوقت ذاته، لا يمكن استمرار الاعتماد على واردات الكهرباء بالقدر الحالي نفسه (بما يعادل ربع الطلب)، في ظل أزمة طاقة عالمية وفاتورة شراء عالية.

توربينات رياح في مزرعة بالمملكة المتحدة
توربينات رياح في مزرعة بالمملكة المتحدة - الصورة من الموقع الرسمي للحكومة البريطانية

الاختراقات ليست العدو الوحيد

أبدى بعض الرافضين لمستهدفات نشر السيارات الكهربائية تخوفهم من إمكان تعرض شبكة الكهرباء في بريطانيا إلى الاختراق، خلال عملية الشحن المنزلي.

ووجّه مكتب السلامة والمعايير مزود الشحن الذكي شركة وول بوكس (Wallbox) الإسبانية بمنع بيع أجهزتها النحاسية المخصصة للشحن من طراز إس بي (SB)، لسهولة اختراقها ونجاح الهجوم السيبراني عليها.

وأوضح المكتب أن الأمر قد يصل إلى تعمّد الضغط على شبكة الكهرباء في بريطانيا، إما بالتعطيل الكامل، أو بزيادة الطلب المفاجئ عبر تشغيل آلاف أجهزة الشحن في آن واحد، وبطاقتها القصوى.

ورغم أن مشكلات السيارات الكهربائية متعددة (حرائق للبطاريات، وتكلفة باهظة للتأمين وبدون دعم، ونقص محطات الشحن)، فإن اختراق الشبكة -المتداعية بالفعل- عبر هذه السيارات كان الأقل ضررًا.

وكان "تقنين" الاستهلاك الرد الوحيد تقريبًا الصادر عن الحكومة، بعدما لم تتخذ إجراءات لحماية شبكة الكهرباء في بريطانيا من ضعف الموارد سوى عبر الدعوة إلى استعمال "العدادات الذكية"، وتطوّر الأمر إلى أن أصبح استعمالها إلزاميًا.

وتقوم فكرة عمل هذه العدادات على زيادة أسعار الكهرباء في حالة نقص المعروض، لكن نشرها لم يأتِ بثمار جيدة، إذ زادت أعطالها إلى حدّ إبلاغ 40% من المستهلكين عن مشكلات، وفق استطلاع أُجري شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ومن بين 33 مليون عداد ذكي، قدّرت الحكومة أن عدد الأعطال شمل 2.7 مليون عداد، في ديسمبر/كانون الأول نهاية 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق