التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

بريطانيا تلجأ إلى الفحم لمواجهة أولى موجات برد الشتاء

وقلق في فرنسا وفنلندا

هبة مصطفى

يبدو أن الفحم سيكون صديقًا الأوروبيين خلال فصل الشتاء الذي يوشك على بلوغ ذروته، ما يثير المخاوف من عدم جدوى محاولات تخزين الغاز التي تركّزت عليها جهود القارة العجوز طيلة الأشهر الماضية، مع غياب التدفقات الروسية.

ودفعت معدلات الطلب المرتفعة بعض دول القارة إلى إعادة تشغيل مرافق الوقود الملوث أو تأهيلها لوضع الاستعداد، في حين تكافح دول أخرى لتوفير إمدادات بديلة في صورة واردات، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي بريطانيا، تسببت موجة انخفاض في درجات الحرارة، تستمر حتى 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في لجوء الشبكة الوطنية "ناشيونال غريد" إلى مرافق تعتمد على الفحم، في محاولة لزيادة معدل التوليد والقدرة على تلبية الطلب، وفق ما نشرته رويترز اليوم.

وحدات الفحم في بريطانيا

مع اشتداد ضراوة موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة في بريطانيا، طالبت الشبكة الوطنية "ناشيونال غريد" مجموعة "دراكس" بتهيئة وحدتين لتوليد الكهرباء عاملتين بالفحم للعمل.

الفحم
الثلوج تكسو أجزاء واسعة من لندن - الصورة من يورونيوز

ويأتي ذلك في إطار تولّي مجموعة دراكس البريطانية -بالتعاون مع شركة كهرباء فرنسا- مهمة تمديد عمل 4 محطات كهرباء عاملة بالوقود الملوث، بصفتها خيارًا أخيرًا تلجأ إليه البلاد، بموجب تعاقد موقّع بين المجموعة و"ناشيونال غريد" في أغسطس/آب الماضي.

وأُعلن رسميًا، اليوم الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2022، إتاحة وحدتين بقدرة 570 ميغاواط في محطة "دراكس" لتوليد الكهرباء بمقاطعة يوركشاير للتشغيل وقت الحاجة، لضمان حصول المستهلكين على الإمدادات بصورة طبيعية.

وتتزامن استعانة بريطانيا بوحدات تعمل بالفحم لضمان صمود إمدادات الكهرباء أمام موجات البرد الشديدة مع تسجيل الأسطول النووي معدل تشغيل كامل الطاقة خلال فصل الشتاء الجاري، بعدما استؤنف العمل في مفاعل "هارتليبول 1".

استعداد شتوي

تُشير توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرار موجة البرد الشديدة وانخفاض درجات الحرارة البريطانية حتى 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري لمستويات تصل إلى "التجمد"، ورُصد تعطُّل مرافق رئيسة في مجال النقل كالمطارات والقطارات والطرق في لندن، بعدما كست الثلوج أجزاء واسعة من البلاد.

ورغم تلك المستجدات، سعت "ناشيونال غريد" إلى طمأنة المستهلكين بعدم انقطاع الإمدادات أو تأثّرها رغم زيادة معدل الطلب لمستويات قياسية، وقال مسؤول بالشبكة، إن المرفق تمكَّن من تأمين الكهرباء اللازمة لتلبية الطلب اليوم.

ويأتي إعلان جاهزية الوحدتين للتشغيل عقب أيام قليلة من حسم أمر تطوير أولى مناجم الفحم بالبلاد، بعدما تعرَّض للإرجاء مرّات عدّة، فيما وصفه مهتمون بالشأن البيئي والمناخي بأنه "انتكاسة".

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطوُّر استهلاك الفحم لدى الدول الأوروبية، بدءًا من عام 1965 حتى العام الماضي (2021)، وفق بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:

استهلاك الفحم في أوروبا

ويدعم المنجم صناعة الصلب بنحو 2.7 مليون طن سنويًا من فحم الكوك، ويُخطط لاستمرار عمله حتى عام 2049، رغم أن المملكة المتحدة أعلنت في وقت سابق أنها تستهدف الوصول للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050).

ويبدو أن غياب الغاز الروسي وإمدادات الطاقة من موسكو للمرة الأولى منذ سنوات طويلة ساعد الحكومة البريطانية على حسم القلق حيال تطوير المشروع.

قلق أوروبي

بخلاف بريطانيا، أثارت موجات البرد ومخاوف عجز تلبية الطلب في ذروة فصل الشتاء قلق دول عدّة في أوروبا.

وللمرة الأولى خلال فصل الشتاء، تجاوز الطلب الفرنسي على الكهرباء صباح اليوم الإثنين حاجز 80 غيغاواط، بعدما تراجعت درجات الحرارة إلى أقلّ من الصفر في باريس.

وقلّص نشاط إنتاج الكهرباء النووية والكهرومائية في فرنسا من مخاوف الطلب، وبجانب ذلك، لجأت الدولة الواقعة في أوروبا الغربية إلى استيراد إمدادات كهرباء لضمان عدم مواجهة أيّ مشكلات تسمح بانقطاع التيار.

ويتركز التخوف الأكبر من انقطاعات الكهرباء في فنلندا، إذ يفاقم غياب واردات الكهرباء الروسية وحاجة محطات الطاقة النووية إلى إصلاحات تقنية من تأثير موجات البرد وانخفاض درجات الحرارة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق