الطاقة النووية في الهند تنتعش بتطوير مفاعلات جديدة
أسماء السعداوي
تستعد الطاقة النووية في الهند لتطور يبشّر برفع القدرات الإنتاجية لأسطول المفاعلات إلى 22.480 ميغاواط من الكهرباء بحلول العام المالي 2031-2032.
وأعلنت شركة الطاقة النووية الهندية المحدودة NPCIL اعتزامها إضافة 18 مفاعلًا جديدًا للأسطول المحلي بقدرة توليد 13 ألفًا و800 ميغاواط من الكهرباء.
ووفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تدير الشركة المملوكة للدولة 24 مفاعلًا حاليًا، بإجمالي قدرات 8.18 غيغاواط من الكهرباء.
يأتي ذلك في حين تقترب نيودلهي من الاتفاق على ضخ استثمارات من القطاع الخاص -للمرة الأولى- بقيمة نحو 26 مليار دولار، ضمن مساعٍ أوسع نطاقًا لخفض انبعاثات قطاع الكهرباء عبر استعمال مصادر أنظف من الفحم، وصولًا لبلوغ هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
ويستحوذ الفحم على الحصة الكبرى في مزيج الكهرباء في الهند، إلى جانب الغاز المسال الذي يأتي عبر الواردات من الخارج، وهو ما يكلّف الدولة الآسيوية فاتورة باهظة الثمن بيئيًا وماليًا.
إضافات الطاقة النووية في الهند
جاء الإعلان عن إضافة 18 مفاعلًا جديدًا لأسطول الطاقة النووية في الهند، بعد أيام من افتتاح رئيس الوزراء ناريندرا مودي لمفاعلين محليي الصنع بقدرة 700 ميغاواط لكل منهما في محطة كاكرابار الذرية بولاية غوجارات يوم 22 فبراير/شباط الجاري (2024).
والمفاعلان هما الوحدة الثالثة التي دخلت حيز التشغيل في أغسطس/آب 2023، والوحدة الرابعة التي رُبِطَت بشبكة كهرباء غرب الهند في 20 فبراير/شباط الجاري أي قبل يومين من زيارة مودي.
وبتشغيل الوحدتين، يرتفع إجمالي قدرات المحطة إلى 1.8 غيغاواط، وبدأ إنشاء المحطة في عام 2010، حيث جرى صب إجمالي 1.4 مليون متر مكعب من الأسمنت، وتطلبت أعمال البناء 21 ألف طن من الصلب الهيكلي.
وبحسب الشركة؛ فالوحدتان الجديدتان من أكبر مفاعلات الماء الثقيل المضغوط (PHWR) محلية الصنع، وتحمل مواصفات سلامة متطورة تضاهي الأفضل على مستوى العالم، بحسب ما جاء في تقرير نشرته منصة "ذي إيكونوميك تايمز" المحلية (The economic times) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتقول الشركة إنها من تولّى تصميم المفاعلات وبناءها وتشغيلها، وجرى توريد المعدات وتنفيذ العقود من قبل الشركات المحلية، وهو ما يعكس روح "أتمانيبهار بهارات".
"أتمانيبهار بهارات" هي مبادرة أطلقها رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وتعني الهند المكتفية ذاتيًا.
محطات الطاقة النووية في الهند
قال رئيس الوزراء إن دور الطاقة النووية بتوليد الكهرباء في طريقه للارتفاع خلال القرن الحادي والعشرين، وإنه لمن دواعي الفخر أن الهند تكتفي ذاتيًا في هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وحاليًا، تُبنَى 4 محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في الهند بقدرة 1 غيغاواط لكل منها في كودانكولام وتاميل نادو بمساعدة روسيا.
وهناك أيضًا 4 مفاعلات محلية الصنع قيد الإنشاء بقدرة 700 ميغاواط لكل منها؛ وهما الوحدتان 7 و8 في راواتبهاتا بولاية راجستان وغوراخبور في ولاية هاريانا.
وحصلت 10 مفاعلات بقدرة 700 ميغاواط لكل منها على الموافقة الحكومية لبدء أعمال البناء في مناطق متفرقة بالهند.
القطاع الخاص
كشف مسؤولان عن أن الحكومة ستوجه الدعوة لشركات من القطاع الخاص لأول مرة لاستثمار 26 مليار دولار أميركي بصناعة الطاقة النووية في الهند.
وكان القانون الهندي يمنع الشركات الخاصة من إقامة محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية، لكنه كان يسمح لها بتوريد المكونات والمعدات وإبرام عقود البناء للعمل خارج المفاعلات.
وتجري الحكومة مباحثات مع 5 شركات خاصة على الأقل هي "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries) وتاتا باور (Tata Power) وأداني باور (Adani Power) وفيدانتا (Vedanta)، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتُسهم الطاقة النووية حاليًا بأقل من 2% من مزيج الكهرباء الإجمالي، وسيساعد التمويل المستهدف في تحقيق هدف توليد 50% من سعة الكهرباء المركبة من مصادر غير أحفورية إلى 50% بحلول عام 2030، ارتفاعًا من نسبة 42% حاليًا.
ومن خلال الاستثمارات الجديدة، تأمل الحكومة في إضافة 11 غيغاواط من محطات الطاقة النووية الجديدة بحلول عام 2040.
موضوعات متعلقة..
- مضاعفة قدرات الطاقة النووية في الهند 3 مرات بحلول 2032
- الطاقة النووية في الهند على طريق تطوير مفاعلات جديدة
- الطاقة النووية في الهند تنتظر استثمارات مليارية من القطاع الخاص والأجانب
اقرأ أيضًا..
- صفقة جديدة لبناء 4 ناقلات غاز مسال بقيمة مليار دولار.. ما علاقة قطر؟
- أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم قد يفشل قبل انطلاقه
- قدرة الطاقة الشمسية المجتمعية في أميركا قد تتجاوز 14 غيغاواط بحلول 2028
- اكتشاف احتياطيات إضافية بأكبر حقل نفط صخري متحول في العالم