أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم قد يفشل قبل انطلاقه
أسماء السعداوي
قبل نحو عامين، أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) عزمها إنشاء أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم داخل مصفاة باي تاون بولاية تكساس، واصفةً المشروع بأنه سيؤدّي دورًا مهمًا في خفض الانبعاثات.
والآن، يحذّر مدير الأعمال العالمية للهيدروجين في الشركة، مارك كليوباتينوند، من فشل المشروع الذي لم يبدأ بعد، بسبب قواعد جديدة اقترحتها وزارة الخزانة في أواخر العام الماضي (2023).
وبحسب تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تتضمن مسودة القواعد حوافز ضريبية أقل سخاءً لإنتاج الهيدروجين الأزرق المُنتج باستعمال الغاز الطبيعي، مقارنة بالهيدروجين الأخضر.
ويقول المسؤول، إن ذلك سيحدّ من قدرات مشروعات الهيدروجين الأزرق، سواء في "باي تاون"، أو في أميركا عمومًا؛ إذ يجعلها مؤهلة لأقلّ الإعفاءات الضريبية، وهو ما يجعلها أقلّ ربحًا.
ما هو أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم؟
في حالة استمراره، من المقرر أن يُنتج أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم ما يصل إلى مليار قدم مكعبة من الهيدروجين الأزرق يوميًا (2.4 ملايين طن)، جنبًا إلى جنب مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وفي بيان صحفي نشرته شركة إكسون موبيل عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، قالت، إن منشأة احتجاز الكربون وتخزينه تمتلك القدرة على نقل وتخزين ما يصل إلى 10 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، وهي تزيد عن ضعف قدرات الشركة في 2022.
وباستعمال الهيدروجين المنتج بوصفه وقودًا في مصنع إنتاج الأولفينات داخل مصفاة باي تاون، ستنخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للنطاق 1 (الانبعاثات المباشرة) والنطاق 2 (الانبعاثات غير المباشرة) للمصفاة، بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما يدعم طموح الشركة الأميركية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ومن المقرر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع الهيدروجين الأزرق خلال العام الجاري (2024)، على أن يدخل حيز التشغيل في 2027 أو 2028.
وسيحلّ الهيدروجين الأزرق بدلًا من الهيدروجين الرمادي المستهلك حاليًا لإنتاج الأولفينات المستعملة لإنتاج البلاستيك والمواد الكيماوية الأخرى بالمصفاة.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
تهديد بالفشل
في 2022، قالت إكسون موبيل، إن السياسات الحكومية السديدة من شأنها أن تسرّع نشر التقنيات الرئيسة بالسرعة والحجم اللازمين لدعم مستقبل بناء مجتمع يتمتع بالحياد الكربوني.
ولذلك، دعت إلى إرساء سياسات يمكن التنبؤ بها ومستقرة وفاعلة من حيث التكلفة، لتحفيز تطوير وقابلية التوسع لنطاق عريض من التقنيات منخفضة الكربون، ومنها الهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه.
وحاليًا، حذّر مدير الأعمال العالمية للهيدروجين، مارك كليوباتينوند، من فشل أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم، في ضوء المسودة المقترحة التي أصدرتها وزارة الخزانة في ديسمبر/كانون الأول المنصرم (2023)، بشأن استيفاء مشروعات الهيدروجين معايير صارمة بشأن انبعاثات دورة الحياة للتأهل للحصول على الإعفاءات الضريبية بموجب قانون خفض التضخم.
وقال: "من غير المحتمل -بصورة كبيرة- أن يستمر (باي تاون)".
وتتضمن المقترحات 4 مستويات، كالتالي:
- المشروعات التي تطلق من صفر إلى 0.45 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون ستكون مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية بقيمة 3 دولارات.
- المشروعات التي تُطلق ما بين 0.45 و1.5 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون ستكون مؤهلة للحصول على دولار واحد.
- المشروعات التي تُطلق ما يتراوح بين 1.5 و2.5 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون ستكون مؤهلة للحصول على 0.75 دولارًا.
- المشروعات التي تُطلق ما يتراوح بين 2.5 و4 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون ستكون مؤهلة للحصول على 0.60 دولارًا.
كما تتضمن المقترحات شرطًا يطلب من الشركات الاستعانة بمصادر كهرباء عديمة الانبعاثات، ويمكن تسليمها في المنطقة نفسها التي يُنتَج فيها الهيدروجين.
تعليقًا على ذلك، يقول مارك كليوباتينوند: "الأمر يتطلب التنافس على رأس المال، على حساب مشروعاتنا الأخرى"، مضيفًا أن مشروع باي تاون سيكون مؤهلًا للحصول على أقلّ إعفاء ضريبي عند 0.60 دولارًا للكيلوغرام.
وتستهلك عملية إنتاج الهيدروجين الكثير من الطاقة، وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن من وراء تلك المقترحات إلى التأكد من أن المشروعات لا تحفّز بالخطأ إقامة مشروعات هيدروجين تطلق انبعاثات غازات الدفيئة بصورة كبيرة، حسب تقرير نشرته صحيفة "هيوستن كرونيكيل" (houstonchronicle) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبناءً على المقترحات، ستكون مشروعات الهيدروجين الأخضر التي تعتمد على الكهرباء المولدة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين من الماء، مؤهلة للحصول على أعلى إعفاء ضريبي بمقدار 3 دولارات لكل كيلوغرام.
كما ستضطر المشروعات التي تستعمل الكهرباء من الشبكة لإثبات أن الكهرباء جاءت من مصادر متجددة للحصول على الإعفاء الضريبي.
وبذلك، تكون مشروعات الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي مؤهلة للحصول على أقل الإعفاءات الضريبية بقيمة 60 سنتًا لكل كيلوغرام، حتى لو كانت انبعاثاتها الإجمالية أقل من بعض مشروعات الهيدروجين الأخضر.
ما الحل؟
يقول المحلل في منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، بريان مورفي: "إذا لم تتمكن من حساب انبعاثات المصب والمنتصف، سيؤدي ذلك إلى دفع كمية كبيرة من الإنتاج خارج نطاق الأكثر ربحية.. يعني ذلك نجاح مشروعات أقل في المدى القريب".
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخزانة، إنهم يبحثون عن مزيد من المعلومات بشأن قضايا رئيسة محددة، وسيدرسون كل التعليقات على التشريعات قيد التطوير.
وتضغط إكسون موبيل للسماح ببعض المرونة بالنظر إلى أن أكبر مشروع هيدروجين أزرق في العالم مازال في مراحله الأولية، خشية أن يواجه المشروع -الذي لم يرَ النور بعد- الإخفاقات السابقة نفسها.
ويقول المدير في الشركة مارك كليوباتينوند، إن الهيدروجين الأزرق متوافر لتحقيق أهداف الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن الهيدروجين الأخضر قد يؤدّي دورًا في المستقبل، لكن ثمة تحديات تواجه توسيع نطاقه، و"إذا كان الهيدروجين الأزرق مكلفًا، فالهيدروجين الأخضر أكثر تكلفة".
موضوعات متعلقة..
- أدنوك تتعاون مع سوكار في الهيدروجين الأزرق والطاقة الحرارية الجوفية
- الهيدروجين الأزرق في سلطنة عمان يترقب انطلاقة قوية بتعاون 4 شركات كبرى
- سلطنة عمان تكشف عن موقع مشروع تصنيع الهيدروجين الأزرق والأمونيا
اقرأ أيضًا..
- شركة تعدين سعودية صافي أرباحها ينخفض 83%.. وتعلن السبب
- إنتاج اليورانيوم قد يقفز 12% عالميًا في 2024
- اكتشاف احتياطيات إضافية بأكبر حقل نفط صخري متحول في العالم