شبكات التدفئة في بريطانيا تشهد تقنيات منخفضة الكربون
نوار صبح
تشهد شبكات التدفئة حول العالم تطورات تقنية تقلل من انبعاثاتها التي باتت محل انتقاد كبير من قبل العديد من المؤسسات والنشطاء الداعين إلى تقليل استعمال الوقود الأحفوري في هذا القطاع.
وإضافة إلى انخفاض انبعاثاتها، تسهم تلك التقنيات في توفير مزيد من فرص العمل، وتقديم الخدمات بأسعار معقولة.
وفي هذا الإطار، تعمل شركة فاتنفول السويدية على تدفئة المناطق في بريطانيا بتقنيات منخفضة الكربون، إذ يمثّل قطاع التدفئة أكثر من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة السنوية في البلاد، التي تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويتطلب تحقيق ذلك أن تزداد خدمات شبكات التدفئة في بريطانيا من توفير 2% من التدفئة إلى 20%، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثّل تدفئة المناطق فرصة مثالية لنشر التدفئة منخفضة الكربون على النطاق المطلوب لمعالجة تغير المناخ.
شبكات التدفئة في بريطانيا
على الرغم من أن شبكات التدفئة تُعدّ تقنية جديدة نسبيًا في بريطانيا، فإن سجلّ أداء شركة فاتنفول السويدية الأوروبي والخبرة المكتسبة توفر مستلزمات للتغلب على بعض العوائق، وتطمح فاتنفول إلى استثمار مليار جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار) في هذه البنية التحتية بحلول عام 2030.
في المقابل، تُعدّ شبكات التدفئة ضرورية لأمن الطاقة، لأنها تقلل الضغط الزائد على شبكة الكهرباء، وتستفيد مما هو متاح حاليًا، بحسب مقال للمدير العام لشركة فاتنفول هيت Vattenfall Heat في المملكة المتحدة، جيني كيرتس، نشرته جمعية الطاقة اللامركزية (Association for Decentralised Energy).
في المقابل، تحتوي المدن البريطانية على كمية هائلة من الحرارة غير المستعمَلة التي يمكن استعمالها من جانب شبكات الحرارة لتدفئة المنازل والشركات، ما يقلل من استعمال الوقود الأحفوري ويسهم في تحسين جودة الهواء محليًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وبكونها مُسهِمًا كبيرًا في القيمة الاجتماعية، فإن فوائد شبكات التدفئة تشمل خلق فرص العمل المحلية، والاستثمار المحلي، والتجديد الحضري، وتعزيز رفاهية المجتمع من خلال التدفئة الموثوقة، من مصادر محلية، ومنخفضة الكربون.
الشراكات والعمل التعاوني
قالت المديرة العامة لشركة فاتنفول هيت Vattenfall Heat في المملكة المتحدة، جيني كيرتس: "إن الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تقديم هذه التكنولوجيا بالحجم المطلوب هي من خلال الشراكات والعمل التعاوني".
وأضافت: "يتعين على الحكومة المركزية والحكومات المحلية العمل مع خبرات القطاع الخاص والإفادة منها"، حسبما نشرته جمعية الطاقة اللامركزية (Association for Decentralised Energy) في المملكة المتحدة.
وأوضحت: "نحن نعمل ونواصل البحث عن مدن تشاركنا طموحنا في التخلص من الوقود الأحفوري، ويمكنها تقديم سياسة تخطيط داعمة، بالإضافة إلى المناطق التي يمكننا فيها الوصول إلى الحرارة المهدرة النظيفة، ما يسمح لنا بتسخين تلك الشبكات".
وأردفت: "نحن نعمل ضمن مشروع ميدلوثيان إنرجي Midlothian Energy Limited، وهو مشروع مشترك بنسبة 50/50 مع مجلس مقاطعة ميدلوثيان Midlothian، وهو قيد الإنشاء حاليًا، وسيوفر التدفئة لـ 3 آلاف منزل في مرحلته الأولى.
وقالت: "نعمل بصفتنا جزءًا من مشروع بريستول سيتي ليب Bristol City Leap، جنبًا إلى جنب مع مجلس مدينة بريستول وشركة أميريسكو Ameresco لتوفير شبكة تدفئة على مستوى المدينة، التي توفر حاليًا تدفئة منخفضة الكربون لسكان بريستول".
العقبات
قالت المدير العام لشركة فاتنفول هيت Vattenfall Heat في المملكة المتحدة، جيني كيرتس: "على الرغم من التقدم الذي أحرزناه والحاجة إلى التطوير على نطاق واسع، ما تزال هناك عقبات يجب التغلب عليها".
وأضافت: "يسعدنا أن حكومة المملكة المتحدة تنظر بإيجابية إلى تقسيم المناطق، ويمكن أن يؤدي التنفيذ المبكر، على المستوى المحلي، إلى تغيير قواعد اللعبة، إذا تمّ بطريقة تشجع الاستثمار".
وأشارت إلى أنه "في إنجلترا وويلز، استعملت بعض السلطات المحلية صلاحياتها المحدودة لإنشاء مناطق، ولكننا بحاجة إلى نهج أكثر اتّساقًا تقوده الحكومة الوطنية، ويُقَدَّم على المستوى المحلي".
وذكرت أن الحكومة تقوم حاليًا بخطوات تجريبية لتقسيم المناطق للمساعدة في تصميم المنهجية الصحيحة بالشراكة مع بعض السلطات المحلية، "بما في ذلك مجلس مدينة بريستول الذي نعمل معه بشكل وثيق على هذا الأمر".
وقالت: "هناك خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح من جانب الحكومة، تتمثل في تعيين هيئة تنظيم الطاقة "أوفجيم" Ofgem منظمًا لشبكات التدفئة، وهو أمر بالغ الأهمية لثقة المستثمرين والمستهلكين".
وتابعت: "من خلال تسخير الموارد المحلية والعمل بالشراكة مع الحكومات والمجتمعات، فإننا نمهد الطريق لمستقبل مستدام ومنخفض الكربون".
وأكدت: "إنها ليست رحلة يمكننا القيام بها بمفردنا، لأنها تتطلب جهودًا جماعية من جانب الحكومات والشركات والمجتمعات، وجميعها تسير في الاتجاه نفسه لمكافحة تغير المناخ".
اقرأ أيضًا..
- العرب ضمن أكبر مستوردي النفط الروسي في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- أنس الحجي: الغاز الروسي قد يشهد حصارًا أميركيًا جديدًا.. وبوتين تعلّم الدرس
- أمين عام أوابك: 4 دول عربية تتحرك لزيادة طاقة إنتاج النفط والغاز