منوعاتأخبار منوعةرئيسية

لجنة حكومية تقترح عدم تدفئة المنازل مساءً في بريطانيا

تنصح بالتدفئة بعد الظهيرة لاستغلال كهرباء الطاقة المتجددة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • مقترح وقف تدفئة المنازل مساءً ينمّ عن مشكلة في توليد الكهرباء المتجددة
  • المقترح يوحي بأن وضع الشبكة يتجه للأسوأ
  • المقترح يأتي بالتزامن مع إعلان خطة التحول إلى المضخات الحرارية بديلًا لغلايات الغاز
  • سياسي يتّهم لجنة المناخ بتحويل مسألة خفض الانبعاثات إلى مهزلة

اقترح كيان حكومي في بريطانيا على ملايين المواطنين عدم تدفئة المنازل مساءً، بهدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستغلال كهرباء الطاقة المتجددة في أوقات توفّرها، إلّا أن المنتقدين وصفوا المقترح بـ"السخيف".

وحثّت وثيقة حديثة بعنوان "تعديل السلوك"، أصدرتها لجنة تغير المناخ (CCC)، المواطنين على تدفئة منازلهم في أوقات ما بعد الظهيرة، وقبل حلول الليل، بسبب انخفاض الطلب خلال هذه المدة.

وكانت لجنة تغير المناخ، التي شكّلتها الحكومة قبل سنوات، قد قالت، إن المواطنين يجب أن يتوقفوا عن تشغيل كل ما يزيد الانبعاثات خلال أوقات الذروة "إذا أردنا توفيرًا للانبعاثات"، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نشرته صحيفة "تليغراف"، اليوم الإثنين 28 أغسطس/آب 2023، وشمل تقرير لجنة تغير المناخ السادس، الصادر بعنوان "موازنة الكربون"، والذي يحدد كيفية خفض المملكة المتحدة الانبعاثات في المدة بين عامي 2033 و2037.

التدفئة بعد الظهيرة

أكدت لجنة تغير المناخ بالمملكة المتحدة أن تعديل المواطنين سلوكهم بشأن وقت تدفئة المنازل، من المساء إلى بعد الظهيرة، يخفض التكلفة، ويوفر أموالًا للأسر.

وأشارت وثيقة الكيان الحكومي التي تضمنت المقترح إلى أن "هناك خفضًا مهمًا متوقعًا للتطبيق.. كلما كانت المنازل معزولة بصورة جيدة، سينجح مقترح تدفئة المنازل في وقت بعد الظهيرة، ويمكّن مالكي المنازل من خفض تعرفة الكهرباء، وهو ما ينعكس إيجابًا بدوره على إدارة شبكة الكهرباء العامة، وتوليد كميات أكبر من الكهرباء وقت ذروة الطلب".

غير أن المقترح واجه انتقادات، وادّعى بعضهم أن السبب الرئيس لهذا المقترح هو أن الطاقة المتجددة لن تستطيع تزويد المواطنين بكميات كهرباء تكفي تغطية احتياجات ذروة الاستهلاك.

وتتّسم الكهرباء المتجددة بعدم الاستقرار بسبب التذبذب المرتبط بتغير ظروف الطقس، وفي المساء، تغيب الشمس على الأقلّ.

وقالت لجنة تغير المناخ، إنه بحلول عام 2033 يجب أن تكون كل المنازل الجديدة، أو أكثر من نصف البنايات الحديثة، مُجهزة للتدفئة في وقت ما بعد الظهر، وقبل حلول المساء.

غير أن مدير مجموعة "نت زيرو ووتش-Net Zero Watch" أندرو مونتفورد وصف المقترح بـ"السخيف"، وقال: "إن شبكة الكهرباء متداعية، وفكرة سخيفة مثل هذا المقترح تُظهر أنها ستصبح في وضع أسوأ".

وأضاف: "من الواضح أن هذا المقترح يكشف عن صعوبات في توليد الكهرباء المتجددة، ونحن نحتاج الآن إلى قادة سياسيين يستطيعون التعامل معها".

مزرعة رياح
مزرعة رياح - الصورة من إن إس إنرجي

التحول إلى مهزلة

قال مدير مجموعة "نت زيرو سكريتني-Net Zero Scrutiny" عن حزب المحافظين البريطاني كرايغ ماكينالي: "من الواضح أن الالتزام بموازنة كربون قابلة للتقييم يتحول على يد لجنة تغير المناخ إلى مهزلة.. سيتطلب قانون تغير المناخ الصادر في 2008 تحريرنا من المستهدفات الجنونية وغير العلمية التي فرضها على المواطنين القادة السياسيون السابقون مدة طويلة".

وأضاف: "المقترح الأخير بتجميد أنفسنا خلال الليالي الباردة يُظهر أن حلم الطاقة النظيفة والوفيرة هو مجرد عار يلحق بنا.. انتخبَني المواطنون كي أعمل على مواصلة تحسين مستوى معيشتهم، لا أن أجعلهم أكثر فقرًا وأضعف في مواجهة البرد".

وتعوّل المملكة المتحدة على طاقة الرياح في تلبية احتياجات السكان، وكان رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون قد وعد بتحويل بلاده إلى "السعودية في طاقة الرياح"، إشارةً إلى مساعي بريطانيا لتصبح رائدة باعتمادها على الطاقة النظيفة، كما تشتهر السعودية بمواردها النفطية.

وفي الوقت نفسه، تسعى بريطانيا وغيرها من دول أوروبا لعمل شراكات مع دول جنوب البحر المتوسط، مثل المغرب ومصر، لتزويدها بالطاقة المتجددة عبر الربط الكهربائي معها.

فوائد كثيرة

شددت لجنة تغير المناخ البريطانية، عبر المتحدث الرسمي، على أن مقترح وقف تدفئة المنازل مساءً، والقيام بالأمر في وقت ما بعد الظهيرة، وقبل حلول الظلام، يحمل كثير من الفوائد تتعلق بخفض الانبعاثات وفواتير الطاقة معًا.

وقال المتحدث الرسمي: "إن استغلال الوقت الذي تكون فيه الكهرباء رخيصة مهم لمالكي المنازل.. فتح الباب لاختيار الوقت الذي تكون فيه أسعار الكهرباء أرخص للعمل على تدفئة المنازل قابل للتطبيق، عكس غلاية الغاز التي لا يمكن فعل الشيء ذاته معها".

وتابع المتحدث الرسمي قائلًا: "إن تدفئة المنازل الذكية مثلما ينص هذا المقترح تجعل من الممكن توفير أفضل استعمال للشبكة، وتعزز من قدرة المواطنين في الحصول على الكهرباء المتجددة الرخيصة".

وجاء مقترح تدفئة المنازل مساءً في المملكة المتحدة، عقب ضجة وانتقادات واسعة، بسبب كشف خطة حكومية تستهدف منع تركيب الغلايات التي تعمل بالنفط في المنازل بدءًا من 2026، والاعتماد على المضخات الحرارية.

لذلك ألمحت الحكومة إلى إمكان التراجع عن هذه الخطة، محذّرة من أن تلك الخطوة قد تزيد من معاناة سكان الريف الذين يواجهون فقر الوقود، إضافة إلى أنها تزيد الضغوط على الشبكة المحلية المتهالكة.

مضخة حرارية
مضخة حرارية - الصورة من This Old House

لجنة تغير المناخ

شكّلت الحكومة لجنة تغير المناخ عام 2008، لتعمل بصورة مستقلة على وضع معايير وخطوات تستهدف علاج تغير المناخ.

وفي أحدث تقرير للّجنة، انتقدت الحكومة بسبب بطء إجراءات علاج تغير المناخ، وأشارت إلى تعزيز الاستكشافات الجديدة في قطاع النفط والغاز، والتوسع في بناء المطارات، ما يعني أن بريطانيا تبعد عن وضعها في مقدمة قادة العالم الأخضر.

وواجهت خطة "موازنة الكربون" التي وضعتها اللجنة لخفض الانبعاثات نيران حزب المحافظين منذ إعلانها.

وفي الشهر الماضي، كشف رئيس اللجنة كريس ستارك أنه ما يزال يستعمل غلاية الغاز في منزله، ورغم ذلك تطالب اللجنة بتحول المواطنين إلى المضخات الحرارية.

واعترف ستارك أنه حاول خلال السنوات الأربع الأخيرة كهربة نظام التدفئة في منزله، لكنه لم يتمكن من ذلك.

وأقرّ بأن المضخات الحرارية مرتفعة التكلفة للغاية، ما يصعِّب على الكثير من المواطنين تركيبها، خاصة في منازل مثل منزله.

وأعلن شكوكه "حول إمكان استبدال المضخات الحرارية بغلاية الغاز في منزله، في الوقت الذي ترتفع فيه تكلفتها للغاية".

وكشف ستارك، الذي يعيش في أدنبرة، عن رؤيته بشأن المضخة الحرارية، وغلايات الغاز، خلال استجوابه من مجلس النواب عن كيفية تخلص الحكومة في 2035 من غلايات الغاز.

وقال ستارك، خلال الاستجواب: "أمتلك غلاية غاز، وكنت أتمنى أني لا أمتلكها، لكن أعيش في منزل يصعب تزويده بمضخة حرارية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق