هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

وزير بريطاني: استعمال الهيدروجين في التدفئة مستحيل وباهظ التكلفة

أسماء السعداوي

تترقب المملكة المتحدة اتخاذ قرار بشأن استعمال الهيدروجين في التدفئة بحلول عام 2026؛ ليكون بديلًا للغاز الطبيعي، في إطار خطط خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ويقول مدافعون عن الخطوة، إنه بالإمكان استعمال أنابيب الغاز لنقل الهيدروجين؛ ما يسهم بخفض تكلفة إنشاء أنابيب أخرى جديدة، في الوقت الذي تنخفض فيه انبعاثات الكربون أيضًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الجانب الآخر، شكّك آخرون، وعلى رأسهم وزير أمن الطاقة البريطاني، لورد كالانان، في هذه الرواية، مشيرين إلى مخاوف بشأن ارتفاع التكلفة وتوفير إمدادات هيدروجين موثوقة، وصعوبة تحويل أنابيب الغاز لنقل الهيدروجين.

وقال كالانان في حوار مع قناة "سكاي نيوز" (Sky News)، إن الهيدروجين لن يؤدي دورًا كبيرًا في تدفئة المنازل، وإنه "من المستحيل تحقيق ذلك عمليًا".

يتفق ذلك الموقف مع تصريحات لوزير أمن الطاقة السابق، غرانت شابس، الذي حذّر من حدوث اضطرابات جراء استعمال الهيدروجين الأخضر بديلًا للغاز الطبيعي في تدفئة المنازل، وأن التحول سيكون بطيئًا بالنسبة لأهداف الحياد الكربوني.

كما أشار شابس إلى أن جزيئات الهيدروجين صغيرة للغاية، لدرجة تسمح بتسرّبها عبر أنابيب نقل الغاز، وهو ما يستلزم استبدال الكثير من الأنابيب الحالية.

تحديات استعمال الهيدروجين في التدفئة

ظهرت فكرة استعمال الهيدروجين عوضًا عن الغاز الطبيعي في التدفئة، لأنه لا ينتج عن احتراقه انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما وافق أهواء واضعي سياسات الحياد الكربوني، لأن الغاز الأحفوري ينتج انبعاثات كربونية تؤدي لتفاقم أزمة تغير المناخ، حسبما قالوا.

لكن الواقع يقول، إن الغاز الطبيعي ما زال هو العمود الفقري لشبكة الطاقة، لأن ثلاثة أرباع المنازل البريطانية متصلة بشبكة الغاز.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمام غلاية تعمل بالهيدروجين
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمام غلاية تعمل بالهيدروجين - الصورة من "professionalbuildersmerchant"

بدورهم، انتقد كثير من العلماء مساعي استعمال الهيدروجين في التدفئة، قائلين، إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب كميات هائلة من الكهرباء، وسيكون استعمال تلك الكهرباء مباشرة في التدفئة أو تشغيل المضخات الحرارية أمرًا أكثر كفاءة.

عن ذلك يقول وزير أمن الطاقة والحياد الكربوني لورد كالانان: "من الواضح أن معظم إزالة الكربون من تدفئة المنازل في المملكة المتحدة سيكون عبر الكهربة".

وأضاف أنه في حالة توافر الهيدروجين المنتج محليًا، فربما يؤدي دورًا صغيرًا في بعض المناطق.

إحدى تلك المناطق قد تكون مدينة ريدكار في يوركشاير، حيث يوجد مشروع تجريبي لاستبدال الهيدروجين بالغاز الطبيعي، ويُجبَر المواطنون على الاختيار بين الهيدروجين أو المضخات الحرارية.

لكن ثمة معارضة كبيرة بين السكان هناك، إذ يتساءلون بشأن مخاطر استعمال الهيدروجين، كما أن هناك حالة استياء بشأن إجبارهم على تغيير أنظمة التدفئة بالغاز.

يردّ على تلك المخاوف مدير برنامج الهيدروجين في شركة "نورثرن غاز" (Northern Gas) تيم هارود، الذي يدعم التجربة، قائلًا: "ننفّذ هذا المشروع لإظهار قدرتنا على تحويل شبكة الغاز إلى نقل الهيدروجين".

وأضاف: "يمكننا القيام بالأمر بأمان ويمكننا توفير المرونة... والمستهلكون يريدون هذه التجربة لأنها لن تغيّر نمط حياتهم كثيرًا؛ لكونها مماثلة لاستعمال الغاز الطبيعي".

مشكلة خطوط أنابيب الغاز

يتطلب استعمال الهيدروجين في التدفئة بأنحاء المملكة المتحدة تطوير أنابيب توزيع الغاز لنقل الهيدروجين، وكذلك وقف تشغيل أجزاء من شبكة الغاز للتزويد بالهيدروجين، بحسب تقرير نشره موقع "هيدروجين إنسايت" (hydrogeninsight)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة لذلك، ستكون المنازل المتصلة بأجزاء من الشبكة بحاجة للتحول إلى استعمال الهيدروجين في التدفئة كلها في وقت واحد، أو تركيب بعض أنظمة التدفئة الثانوية خلال عملية التبديل.

كما سيكون لزامًا على أصحاب المنازل المتصلة بشبكة الغاز تركيب أجهزة جديدة أو تطوير الغلايات لديهم، إذا كانت جاهزة لاستعمال الهيدروجين.

ويعتمد الأمر -أيضًا- على توافر إمدادات موثوقة من الهيدروجين وبأسعار معقولة، وهو ما يقول عنه علماء، إنه غير محتمل الحدوث.

غلاية مياه تعمل بالهيدروجين
غلاية مياه تعمل بالهيدروجين - الصورة من سكاي نيوز

يؤكد ذلك تحليل أعدّته شركة كورنوول إنسايت البريطانية (Cornwall Insight) لاستشارات الطاقة الذي يقول، إن تكلفة استعمال الهيدروجين بالتدفئة في المنازل ستكون ضعف الغاز الطبيعي بحلول عام 2030.

وثمة علامات استفهام -أيضًا- حول نقل الهيدروجين عبر أنابيب الغاز؛ لأن جزيئات الهيدروجين صغيرة للغاية وعرضة للتسريب عبر الأنابيب.

ولذلك، حذّر مستشارون للحكومة من أن تحويل قطاع صغير من شبكة الغاز لنقل الهيدروجين سيرفع تكلفة فواتير الطاقة الإجمالية بمقدار الخُمس تقريبًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق