سوق الغاز المسال العالمية تنمو 50% بحلول 2040.. الصين كلمة السر (تقرير)
محمد عبد السند
- شهدت القائمة العالمية لأكبر مستوردي الغاز المسال عودة الصين لمركز الصدارة وتراجع اليابان للمركز الثاني.
- توقعات بنمو سوق الغاز المسال العالمية بما يزيد على 50% بحلول عام 2040.
- تسرع الصين وتيرة بناء البنية التحتية للغاز المسال خلال السنوات الأخيرة.
- ما زالت آفاق الطلب على الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل في الصين قوية.
- لامست السعة الإجمالية لمحطات استقبال الغاز الطبيعي المسال في الصين 97.3 مليون طن متري سنويًا.
يتنامى حجم الدور الذي تؤديه الصين في استمرار الانتعاشة التي تشهدها سوق الغاز المسال العالمية بفضل تنامي الطلب على تلك السلعة الإستراتيجية في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان بالعالم.
وشهدت القائمة العالمية لأكبر مستوردي الغاز المسال عودة الصين للصدارة وتقهقُر اليابان للمركز الثاني، بعد أن كانت طوكيو تتصدر القائمة في العام الأول للحرب الروسية الأوكرانية.
أما على مستوى قائمة أكبر المصدرين للغاز المسال عالميًا فتظهر الولايات المتحدة في المركز الأول للمرة الأولى عام 2023، بعد انتزاعها لقب الصدارة من قطر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
دفة النمو صينية
توقّع تقرير حديث صادر عن شركة شل (Shell) متعددة الجنسيات أن تقود الصين النمو في سوق الغاز المسال العالمية بحلول نهاية عام 2040، بحسب ما نشره موقع الشركة الرسمي.
وأرجع تقرير شل الذي يحمل اسم "آفاق الغاز المسال العالمية 2024" النمو الصيني في تلك السوق الواعدة إلى الزخم الذي تشهده البلاد في التحول من استعمال الفحم إلى الغاز في قطاع التصنيع الضخم.
وتوقّع التقرير أن تنمو سوق الغاز المسال العالمية بما يزيد على 50% بحلول عام 2040، وفق التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتسارعت وتيرة التطوير بالبنية التحتية للغاز في الصين خلال السنوات الأخيرة، كما مكن النمو في النطاق والاتصال بكين على تحقيق توازن في سوق الغاز الطبيعي المسال، بحسب التقرير.
وما زالت آفاق الطلب على الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل في الصين قوية، في حين يَبرُز تنوع الإمدادات سمة رئيسة كذلك للنمو في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
التوسع في بناء المحطات
تسرع الصين وتيرة بناء البنية التحتية للغاز المسال خلال السنوات الأخيرة، من بينها إنشاء محطات استقبال ومنشآت تخزين، والتوسع في أخرى قائمة، فيما تعطي فيه الحكومة الصينية أولوية للتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.
ولامست السعة الإجمالية لمحطات استقبال الغاز المسال في الصين 97.3 مليون طن متري سنويًا بنهاية العام قبل الماضي (2022)، وفق تقديرات معهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لمؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC).
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل ستيف هيل: "من المرجّح أن تهيمن الصين على نمو الطلب في سوق الغاز المسال العالمية خلال العقد الحالي، في حين يتطلع قطاع التصنيع لديها لخفض الانبعاثات الكربونية عبر التحول من الفحم إلى الغاز".
وأضاف هيل أن الغاز لديه دوري محوري في خفض الانبعاثات الكربونية بقطاع الصلب الصيني عبر إحلاله محل الفحم خلال عملية الإنتاج.
تنامي استهلاك الغاز الطبيعي
سجّلت سوق الغاز الطبيعي في الصين نموَا خلال العام المنصرم (2023) في ضوء التعافي الاقتصادي القوي.
وأظهرت البيانات الصادرة عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أن استهلاك الغاز الطبيعي في الصين قد تجاز 394.53 مليار متر مكعب، بزيادة نسبتها 7.6% على أساس سنوي.
كما تجاوزت الصين اليابان بوصفها أكبر مستورد للغاز المسال في العالم عام 2023، بحجم واردات بلغ 71.32 مليون طن، صعودًا بنسبة 12.6% على أساس سنوي، وفق البيانات نفسها.
وأسهمت الإجراءات المشددة التي اتخذتها الصين لمكافحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في رفع استهلاك الغاز في البلاد منذ الربع الثاني من 2023، مع بلوغ الطلب الإجمالي 384 مليار متر مكعب في العام نفسه، بزيادة نسبتها 4.8% عن عام 2022، وفق أرقام مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس (BloombergNEF) المتخصصة في أبحاث السوق.
واكتسب الطلب على الغاز في القطاعين السكني والتجاري زخمًا بفضل تشديد تلك الإجراءات المذكورة، في حين بلغ استهلاك الغاز بقطاع النقل ذروته وأصبحت الشاحنات العاملة بالغاز المسال أكثر تنافسية، مقارنة بنظيراتها العاملة بالديزل، بحسب بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
التحول الأخضر
أضحت الصين القوة المهيمنة في سوق الغاز المسال العالمية، في الوقت الذي تسرع خلاله وتيرة التحول الأخضر، وفق ما قالته المحللة في بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس لي زيو.
وأضافت لي أنه من المتوقع أن يشهد استهلاك الغاز في قطاع النقل أسرع نمو نتيجة تنامي معدلات استعمال المركبات التجارية العاملة بالغاز الطبيعي.
وتابعت: "استهلاك الغاز ربما ينمو بسرعة مع التوسع في سعة الكهرباء المولدة بالغاز إلى جانب أسعار الوقود المنخفضة"، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت إلى أن المشروعات الحكومية تقود إلى نمو سعة تجارة الغاز المسال في الصين، كما تؤدي الشركات الخاصة دورًا نشطًا في بناء محطات الغاز المسال.
نصيب الأسد للحكومة
تمتلك الحكومة الصينية قرابة 60% من منشآت الغاز المسال التي ما زالت قيد البناء، في حين تخص النسبة المتبقية شركات محلية خاصة، وفق المحللة في بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس لي زيو.
وصارت الصين من بين الدول التي تمتلك الكثير من محطات الغاز المسال قيد البناء؛ حيث تتولى بكين بناء الكثير منها بالكامل، في حين تخضع أخرى قائمة لأعمال توسع، وفق ما قالته الباحثة في مركز سياسات الطاقة العالمي التابع لجامعة كولومبيا، آن صوفي كوربو، في تصريحات نقلتها صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية.
وتوقعت بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي في الصين خلال العام الجاري (2024)، بنسبة 7% على أساس سنوي إلى 413 مليار متر مكعب، ويُتوقع زيادة واردات البلاد من الغاز المسال بنسبة 7% سنويًا إلى 67 مليون طن في 2024.
ومن المتوقع كذلك أن يستأثر قطاع النقل بأكبر زيادة في استهلاك الغاز خلال أشهر الصيف الممتدة من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول (2024) نتيجة تنامي الجدوى الاقتصادية للمركبات التجارية العاملة بالغاز الطبيعي.
موضوعات متعلقة..
- سوق الغاز المسال تشهد 4 تغييرات في الذكرى الثانية لغزو أوكرانيا
- واردات الصين من الغاز المسال في أكتوبر تعاود الارتفاع
- %22.7 نموًا في واردات الصين من الغاز خلال أغسطس.. وهذا موقف النفط
اقرأ أيضًا..
- 4 ركائز رئيسة تدعم التعدين في السعودية للمنافسة عالميًا.. وهذه خطط "الذهب"
- نيجيريا تحظر صادرات غاز النفط المسال لخفض الأسعار محليًا
- تقنية جديدة توفر الكهرباء النظيفة لـ500 مليون هندي (دراسة)